|
متابعات سياسية وسط غياب الرئيس الأميركي باراك أوباما احتشد موكب لا مثيل له من النفاق و الرياء السياسي على مرأى شعوب العالم و ضم هذا الموكب الذي لا بد أن نعرض معه السيرة الذاتية و الانجازات التي لن تنساها شعوب الأرض بسبب المآسي التي خلفتها سياستهم التدميرية فرانسوا هولاند و هو المعروف بـ « فاتح مالي » و ديفيد كاميرون «السعودي »و أنجيلا ميركل المعروفة بقولها « دعوا أوكرانيا الشرقية تموت « وأحمد داوود أوغلو » فليرحل النظام السوري « حتى الملك ساركوزي الأول حضر و هو المعروف – بمحرر ليبيا –ناهيك عن بيبي نتنياهو و « الحل النهائي » إنها مسيرة من أجل «الحرية » « حرية التعبير » و « الحضارة » ضد البربرية و الهمجية مسيرة جابت شوارع باريس مسيرة لو قدر لأنصار التراث الفكري الغربي أن يروها من ديوغين لفولتير و من نيتشه لكارل كراوس لكانوا تقيئوا قرفاً و اشمئزازاً. من الزاوية الأخرى لجنوب غربي آسيا بدا المشهد مختلفاً و التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي كانت الأصدق تعبيراً و الأجمل مسيرة « من أجل الوحدة في باريس» إلى جانب هتلر و النازيين الجدد يتبخترون و في الخلفية يبدو برج إيفل لكن هناك سؤال يتبادر لأذهاننا هل كان سيسمح أن تضع أي صحيفة غربية ساخرة هذا المشهد الكاريكاتوري على صفحتها الأولى و تحت ما يسمى بشعار « حرية التعبير» ؟ إنها واحدة من أكبر الحيل التي تمكنت النخب الحاكمة للحضارة الغربية من لعبها تحت أسطورة « حرية التعبير » جنباً إلى جنب مع أسطورة السوق « الحرة » حرية نعم لكن إلى أي درجة يسمح سادة الكون بذلك و أي خطاب يعبر الجيوساسية الاقتصادية للأطلسي و يعرض المعايير المزدوجة أو الثلاثية و تفاصيل الأشياء الخطيرة حقاً – من الجرائم المالية إلى جرائم الحرب- و الأهم من ذلك كله الإرهاب الذي ترعاه دول الغرب ، وذلك من أجل تشويه صورة الإسلام و تشويه سمعة 1،6 مليار مسلم بشكل جماعي هل هذا أمر مقبول، أو على الأقل هل يمكن السكوت و التغاضي عنه هذا إذا ما استعرضنا ما يمكن أن ينجم عن التنديد بالصهيونية الذي يقابله تهمة المعاداة للسامية «حرية الصحافة » ممنوعة على الPRESS TV الإيراني في جميع أنحاء دول الأطلسي و كذلك الRT تلفزيون روسيا اليوم بشكل روتيني يعتبرونه ناطق باسم دكتاتورية «الشر » لكن هل كان يمكن لهؤلاء القادة أن يحتشدوا في دونباس أو في دمشق للدفاع عن « حرية التعبير » لننسى ذلك . « أوباشنا » من حلف شمال الأطلسي يمكن القول: إن أول تتويج للكعكة القاتلة هو« دعم » آل سعود لفرنسا الذين طبقوا أول 50 جلدة من أصل 1000جلدة بحق المدون رائف بدوي و جريمته هي إنشاء موقع على شبكة الانترنت يدعو من خلاله إلى تحرير المملكة من براثن آل سعود أي باختصار هو يدعو « لحرية التعبير » لكن الجحافل المستنيرة تدافع عن مملكة آل سعود و يقولون بصوت واحد لكنها « المملكة المحافظة « بالتأكيد هي واحدة من الحلفاء الاستراتيجيين الرئيسيين للغرب و هي مثلهم بالنسبة للجميع مصدر للنفط و هي أيضاً سوقاً رائعة و دسمة لشراء الأسلحة، الفرق الآن هو أنه لن يكون بإمكان سادة الكون خداع الأغلبية الساحقة من جنوب الكرة الأرضية بسهولة الذين يدركون أنه بالكاد هناك أي فرق بين آل سعود و القاعدة و داعش و الدولة الإسلامية ، الخلافة الوهمية في العراق و الشام ، في الحقيقة يعود أصل كل هذا الجحيم الجهادي في الأساس إلى الوهابية في القرون الوسطى و الذي يتم تجاهله من قبل وسائل الإعلام الغربية شركائهم لا يوجد « حرية تعبير « هناك آل سعود و الطبقة الثرية المتنفذة في الخليج العربي و هؤلاء يشاركون في حلف الفوضى الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة داعش. حتى المثقفين الفرنسيين الذين اعتادوا على استخدام كلمة الجهادية مثل أوليفر روي يتساءلون اليوم عن « العلاقة بين الإسلام و العنف « السؤال الخطأ ، إنه ليس حول الإسلام كدين و إنما حول الإسلام التبشيري الذي تصدره السعودية ، أما على الصعيد الداخلي لا يعاني المجتمع الفرنسي من تهديد» الوجود الإسلامي « على الرغم من أن حادثة شارلي إيبدو باتت تهدد بالفعل من تفاقم ظاهرة الإسلاموفوبيا و على الرغم من أن فرنسا لم تعرف كيف تدمج موطنيها المسلمين في مجتمعاتها إلا أن هذه ليست المشكلة الرئيسية ، إذ علينا ألا ننسى الفوضى و الخراب الذي أحدثته على أراضي المسلمين و ذلك عبر تحالفها مع الناتو الذي يضم فرنسا أيضاً فرنسا فعلت كل شيء من قصف المدنيين في ليبيا إلى تمويل و تسليح و دعم ما يسمى بالمعارضة المعتدلة في سورية ، ووفقاً لمحكمة بروكسل فقد قتل 404 صحفياً من بنهم 374 صحفياً عراقياً ، أما عدد الضحايا من المدنيين العراقيين الذين قضوا جراء الاحتلال الأميركي فهو يتجاوز مليون عراقي ، إنها إمبراطورية الفوضى التي عصفت بالمنطقة على مدى أكثر من ثلاثة عقود ، و بالنسبة للضحايا السوريين و بسبب الحرب التي أشعلها الغرب فيقدر عددهم ب 200000سوري . |
|