|
متابعات سياسية لا ينفك مسؤولو واشنطن عن التباهي بأنهم القوة الأعظم وعن عرض العضلات والغطرسة والتذكير باستمرار بأن المصالح الأميركية فوق كل اعتبار، ومن هنا لا يعتقد أحد أن الاستخبارات المركزية الأميركية لا تعرف عدد كل المجاميع الإرهابية التي جندت في الدول الغربية أو العربية، إضافة إلى أن كل دول غربية لها رعايا إرهابيون في سورية، مثل فرنسا وانكلترة، وألمانيا وبلجيكا وغيرها وهي تعترف بعدد مواطنيها الذين غدوا ببساطة إرهابيين يقطعون الرؤوس في سورية والعراق، ولم تنكر الأردن أن لديها رعايا إرهابيين في سورية والعراق، وآخر تقرير أمني أردني تحدث عن 2100 أردني داعشي في العراق وسورية بحسب موقع «اليوم» الإخباري الأردني، ولا أحد تنطلي عليه مظاهر الدهشة التي أبدتها السلطات الأردنية عندما خرجت بهذا الاكتشاف «العظيم» بعد تحطم الطائرة الحربية الأردنية وأسر طيارها من داعش. فالدول المعتدية على سورية والشريكة في العدوان والمتدخلة فيه على صلة وثيقة مع السي آي إيه التي يفترض بها من باب أولى أن تعرف بالاسم كل إرهابي داعشي، ولو شاء حكام واشنطن محاربة قطعان الإرهابيين ووضعهم على المقصلة على الطريقة الفرنسية، يكفيها أن تناديهم بالاسم ليعودوا إلى دولهم، ولا صحة لكل ما يقال عن أن تنظيم داعش الإرهابي مستقل بأمواله وغنائمه وتسليحه وغرف عملياته عن غرف البنتاغون السرية، لأن الغنائم وحدها لا تكفي بحال من الأحول لكسب أي معركة، داعش التي سرقت النفط السوري من أين أتت بالسلاح الذي استطاعت به أن تجني الغنائم؟ أليس من حلف الأطلسي وأعوانه في تركيا والخليج؟ من الذي أطعم آلاف الإرهابيين ودفع أجورهم كمرتزقة ؟ أليست الاستخبارات الفرنسية والإنكليزية والأميركية؟ وأخيراً من الذي جمع الإرهابيين الأجانب وجندهم؟! أليست باريس من بين من جندوهم والتي تغير الآن مقاربتها من داعش ظاهرياً؟ ماذا تريد واشنطن في قمة 18 شباط غير الترويج أكثر فأكثر لخدعة محاربة الإرهاب لشرعنة تدريب إرهابيين جدد تسميهم «معتدلين» لزجهم في الحرب على سورية بذريعة منع التطرف المنتشر في العالم، وبالنسبة للبرنامج الجديد الذي سيبدأ في الربيع، فإن الجنرال ميكائيل ناغاتا قائد العمليات الخاصة في القيادة الوسطى الأميركية التي مركزها في تركيا يقوم باختيار الإرهابيين والميليشيات التي يجب تسليحها وتدريبها. وتركيا لا تزال رأس حربة لأي عدوان محتمل على سورية لأن الأطلسي له فيها 20 قاعدة جوية وبحرية وقواعد تجسس إلكتروني، وقوات اللاندكوم «البرية» التي تريد أن يضيع الدم السوري بين 28 «قبيلة» غربية هي عدد دول حلف الأطلسي، معززة ببطاريات صواريخ أميركية وألمانية وهولندية تهدف إلى التصدي لكل ما يتحرك من الدفاعات الجوية السورية عند الحاجة، علماً أن الاستخبارات الأميركية، بحسب نيويورك تايمز والغارديان، فتحت منذ 4 سنوات حتى الآن في أضنة واسكندرون خاصةً مراكز لتدريب مسلحين من أفغانستان والبوسنة والشيشان وليبيا وبلدان أخرى وإدخالهم إلى سورية، حيث يتم تسليحهم عن طريق السعودية وقطر. ولا أحد يصدق أن الجنرال ناغاتا قادر على تحديد من الإرهابيين المعتدلين الذين سيحاربون الإرهابيين المتشددين، بل تريد إدارته وعلى رأسها أوباما مجرد الاستمرار في استهداف الجيش العربي السوري، علماً أن الوحدات الأميركية ذاتها هي التي دربت داعش وجبهة النصرة في تركيا لقلب الدولة السورية، والصحيح أن البنتاغون ستدعمهما أكثر تحت شعار محاربة الإرهاب لإنهاك سورية وإعادة احتلال العراق، ولا أحد ينسى لقاء جون ماكين السيناتور الأميركي في أيار 2013 مع الإرهابي إبراهيم البدري في إدلب أحد زعماء داعش، وقد نشرت إحدى قنوات التلفزة الألمانية تقريراً حديثاً تظهر فيه مئات الكميونات التركية وهي تعبر الحدود التركية يومياً باتجاه الرقة وبالعكس دون أي رقابة، حيث ينتشر تنظيم داعش، وصور الإرهابيين وهم يتدفقون إلى سورية. ترى ما الفائدة من تدريب وتسليح 5 آلاف إرهابي جديد، سوى أنهم سيزجون في إطار استكمال العدوان على سورية ضمن العمليات الخاصة الأميركية، وفي إطار استخدامهم كانتحاريين إرهابيين في سيارات مفخخة تحت اسم مسلحين معتدلين. |
|