|
حدث وتعليق ليثبت مرة أخرى التعاون الوثيق بين الإرهاب الصهيوني وبين الإرهاب التكفيري، فهما يشكلان وجهان لعملة واحدة ومشروعاً واحداً يستهدف العروبة ونواة المقاومة اللذين يعتبران تحدياً لحلم الصهيونية في السيطرة على المنطقة، وإقامة «دولته» الكبرى المزعومة. ولأن الإرهاب التكفيري و«إسرائيل» هما منتج واحد، فقد كان العدوان الإسرائيلي على القنيطرة تصعيد خطير يفتح على احتمالات عديدة، ويندرج في سياق الحرب العدوانية الإسرائيلية المستمرة على سورية، سواء بالواسطة من خلال المجموعات الإرهابية المتطرّفة أم بشكل مباشر كما فعلت بالقنيطرة، فتمعن في إجرامها وعدوانها فتنتهك السيادة اللبنانية والسورية والفلسطينية وتمارس الإرهاب المنظم على مستوى كيانها الغاصب الذي يدعم الإرهاب ويبث الفساد والدمار والخراب وهي مصدر الشر في المنطقة. العدوان الصهيوني عدوان إرهابي موصوف، ومغامرة ترتكبها إسرائيل مرة أخرى، وستكون مكلفة لها، ويؤكد أيضاً أن العدو الأول هو «إسرائيل»، وأن التكفيريين ما هم إلا أدوات على قائمة المشروع الصهيوني، الذين يجهدون في تحويل وجهة الأمة، ولا يخفي في بعض جوانبه جبناً، وفي البعض الآخر تواطؤاً وتآمراً على الخط المتصل من لبنان المقاومة إلى سورية العروبة وفلسطين القضية. ما قام به العدو سيثبت للحكام الصهاينة وقادة جنده أي مهلكة قرروا دخولها، أما الجيش العربي السوري والمقاومة فإن سيرتهما التاريخية الناصعة والمليئة بالانتصارات، تزداد صلابة لتقديمهم الشهداء والدماء الغالية وهم مدركون لطبيعة المعركة مع الكيان الصهيوني، ولما يستلزمه من تضحيات، وما يحتمله من خسائر كبيرة في العدّة والعتاد، ومن ثغرات أمنية قد تنشأ هنا أم هناك في سجال الحروب المعقدة والمتشابكة. وأخيراً إذا كان للصهيوني بنيامين نتنياهو نوازع انتخابية من وراء هذا العدوان فإننا نذكره أن المقاومة أسقطت قبله رؤساء حكومات لكيانه المحتل وأزالتهم، وأن أولى حصاده من هذا العدوان سيكون خائباً. |
|