|
|
حديث الناس ومع اجراءات الحكومة في سحب بساط الدعم عن حمولات الطاقة تدريجيا ضمن مايسمى (عقلنة الدعم) نتيجة الضغوط الاقتصادية التي تتحملها الدولة لتوفير تلك المواد، لابد للمواطن الذي انهكته الظروف المعيشية الصعبة من تدبير حياته اليومية، لضمان حياة مستقرة لأسرته من الناحية الاجتماعية، خاصة بعد أن فوجئنا بالأرقام الناتجة عن احصائيات وردت وضمن تصريحات اعلامية للقاضي الشرعي الأول بدمشق بأن عدد حالات الطلاق المسجلة عام 2014 بلغت نحو 9 آلاف حالة وهو رقم خطير، وان الجزء الأكبر من تلك الحالات نتيجة الظروف المعيشية الصعبة، اضافة للأسباب الأخرى المتنوعة. وهنا تبدو الحاجة ملحة لتكريس ثقافة الاقتصاد المنزلي، وهو علم يدرس في العديد من الجامعات العالمية والعربية والذي يختص بدراسة احتياجات الأسرة الاستهلاكية، وكيفية توفير حاجيات المنزل في حدود الزمن والموارد المتاحة لربة المنزل، بما يسهم في حسن الاستهلاك وعدم التبذير في الملبس والمأكل، ووضع ميزانية العائلة التي من المفترض أن تحقق التوازن بين الدخل والمصروف بدقة، وبالتالي الأمر الذي يؤدي إلى تحسين الحياة المعيشية والاقتصادية للأسرة والتي تنعكس ايجابا على الحياة الاجتماعية واستقرار الأسرة في جو من التعاون والمحبة والتكاتف للعيش ضمن الظروف والمعطيات المتاحة. وان اختلفت مسمياته من (تدبير منزلي) أو (العلوم المنزلية)، فهو علم يجب تكريس ثقافته في حياة الأسرة السورية التي عانت الأمرين في ظروف الحرب والإرهاب الاقتصادي، وتأتي مبادرة اتحاد المصدرين في اقامة معرض (سيدات يتحدين الزمن) والتي ستقام في 23الجاري بمشاركة عدة وزارات معنية اضافة للأمانة السورية للتنمية وهيئة التشغيل، كخطوة لإيقاظ هذا المصطلح ونشره كثقافة اقتصادية تتحمل المرأة الذكية وربة المنزل الدور الهام لتوفير احتياجات اسرتها ضمن الدخل وبالترشيد المطلوب، ومن المفترض إيلاء مناهج الاقتصاد المنزلي الاهتمام الأكبر واقامة ندوات توعية لرفع مستوى وعي ربة ورب المنزل لتحسين واقعهم الاقتصادي من خلال ضبط النفقات، وتدعيم القيم والتقاليد المرتبطة بالحياة الأسرية، ليعيش أفراد الأسرة باستقرار وبظروف أفضل متحدين الأزمة وقسوة الواقع. |
|
