|
قضايا الثورة وبأن كثيراً من المعلومات الاستخبارية التي شنت الحرب على أساسها تبين أنها مضللة وخاطئة, لم يقدم الرئيس جورج بوش جديداً لا يعرفه العالم والشعب الأميركي, ولا رؤية أو مقاربة لتصحيح الوضع وتصويب سياسات واشنطن الخاطئة تجاه هذا البلد والمنطقة بصورة عامة, تنهي المعاناة وحالة الاضطراب والفوضى وتسمح بالخروج من المأزق بأقل الخسائر والاكتفاء بهذا القدر منها وإنما العكس!. فالرجل الذي ينام ويستيقظ على إيقاع قرع طبول الحرب, والحلم بتوسيع حرائقها ونيرانها ولا يجيد أو يتقن في فن السياسة والتخاطب غير لغتها, واصل مع سوق هذه الاعترافات الأبعد ما تكون عن الصحوة وتأنيب الضمير, إصراره على صوابية اتخاذ قرار شن الحرب ضد هذا البلد وغزوه, رغم أن الوقائع كذبت وجود أسلحة الدمار الشامل (الذريعة) وأسقطتها, وعرت حقيقة وأبعاد المخططات المرسومة وطبيعة الهجمة الجديدة والاندفاعة العدوانية للتحالف الأميركي-الصهيوني, والأطماع التي لا تقف عند حدود المنطقة واحتوائها وتطويعها والهيمنة على مقدراتها وقرارها, بل تتعداها إلى العالم كله, والتأكيد على أن استراتيجيته في العراق ما زالت هي نفسها, مكتفياً بالإشارة إلى أنه كرئيس للبلاد فهو مسؤول عن تصحيح الخطأ الذي حصره فقط بإصلاح قدرات أجهزة مخابراته وليس أكثر!. وهذا يقود إلى نتيجة مؤداها أن لا العراق ولا المنطقة في وارد إيجاد أي نوع من التهدئة, وأنها مقبلة على المزيد من الاضطراب والفوضى والتفجر وانعدام الأمن والاستقرار, ولاسيما أن الصقور والمحافظين الجدد في الولايات المتحدة قد أخذوا على عاتقهم, مهمة التصعيد والمضي في نهج العسكرة والإحراق والقتل والتدمير حتى النهاية, وأياً تكن النتائج وصولاً إلى فرض الأجندة الأميركية-الإسرائيلية, وإعادة الصياغة والهيكلة الجديدة للمنطقة وفرض ما يسمى مشروع (الشرق الأوسط الكبير), طالما أنهم ليسوا من يدفع شخصياً الفاتورة والاستحقاقات, وليس هناك من يسائلهم ويقول لهم ماذا تفعلون, باستثناء رأي عام شعبي ضاغط في الداخل وعلى المستوى الدولي, يصرون على تجاهله ورفع قفاز التحدي في وجهه. واستطراداً فإن لهجة بوش وخطابه ودعوته الأميركيين إلى الصبر, والتفاؤل بتحقيق النصر في معارك وحروب التدخل الدائرة على عدة جبهات, تحت شعارات (مكافحة الإرهاب ونشر الديمقراطية, والتخلص ممن صنفهم أنهم ليسوا مع أميركا ومعادون لإسرائيل, هي استحضار مستمر آخر للغة الحرب ونفخ في أبواقها وتغليب لشريعة الغاب ومنطق الترهيب والابتزاز, وصب للزيت على النار بدلاً من الأخذ بسياسة التعقل والاحتكام للقانون الدولي ومواثيق وقرارات شرعيته, يضع العالم في حالة مجابهة دائمة وإزاء سابقة هي أخطر ما واجهته البشرية في تاريخها. وبالتأكيد فلا كارثة تضاهي تلك التي يتوقف فيها مصيرالعالم على شخوص من هذا النوع, وعلى إدارة تلاحقها الفضائح أباحت لنفسها ولرأس حربتها إسرائيل كل شيء, وزينت لها أفكارها وشوفينيتها العنصرية في غفلة من الزمن وفي ظل الاختلال الكبير لمعادلة التوازن على الساحة الدولية, ممارسة ولعب دور الشرطي وإبادة وقتل وإلغاء شعوب وأمم بالكامل, باتت ترى استحالة ضبط النفس والبقاء مكتوفة الأيدي, وفي موقع من يتلقى الضربات في عالم مليء بالمفاجأت والشرور والمظالم, وإزاء تنامي غطرسة قوة غاشمة اتضح أنها تقود بلادها نحو الانتحار وتدفع بالعالم نحو حافة الهاوية. |
|