تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


متقاعدو الجيش الأميركي يرفضون استثناء ال ( سي آي إيه ) من حظر التعذيب

واشنطن
يو.بي.أي
عربي ودولي
الاحد 18/12/2005م
باميلا هيس

اجتمع قرابة 36 ضابطا أميركيا متقاعدا ممن خدموا في الحرب العالمية الثانية وكوريا وفيتنام والعراق خارج إشراف

وزارة الدفاع الأسبوع الماضي لبحث تأييدهم لقانون منع التعذيب, ومواجهة جهود البيت الأبيض للحد من مفاعيله وحث رفاقهم المترددين على الانضمام علنا إلى حملتهم.‏

ولم يسمح لوسائل الإعلام بتغطية الاجتماع, ولم تصدر المجموعة بيانا إثر مداولاتها, لكن غالبية الأعضاء يتابعون توجهاتها عبر شبكات علاقاتهم الخاصة مع أعضاء الكونغرس لحشد التأييد لمشروع القانون ومواجهة جهود البيت الأبيض الهادفة إلى إعفاء وكالة المخابرات المركزية (سي آي إي) من حظر التعذيب.‏

وتهدف الحملة الهادئة إلى تشجيع الشخصيات النافذة على معارضة إدارة الرئيس جورج بوش للحد من مفاعيل مشروع قانون منع التعذيب.‏

وسيكون هذا الأسبوع حاسما بالنسبة لمصير مشروع القانون الذي اقترحه السيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا جون ماكين والذي يمنع المعاملة القاسية وغير الإنسانية لأي شخص في عهدة الولايات المتحدة.‏

وكان البيت الأبيض هدد بممارسة حق الفيتو (النقض) ضد أي مشروع قانون يتضمن صياغة ماكين الأصلية, معتبرا أن من شأنها أن تقييد سلطة الرئيس لحماية الأميركيين بفعالية من الهجمات الإرهابية وسوق الإرهابيين إلى القضاء .‏

ونظمت حركة حقوق الإنسان أولا (هيومان رايتس فيرست) اجتماع الضباط المتقاعدين لحشد التأييد لماكين وجمعهم بالذين لم يحددوا موقفهم من الموضوع بعد. ورفضت الحركة التعليق على الاجتماع.‏

وضم الاجتماع, الذي رئسه القائد السابق للقيادة الأميركية الوسطى الجنرال جوزيف هور, مجموعة المتقاعدين ال 29 الذين أيدوا مشروع قانون ماكين منذ إطلاقه في تشرين الأول الماضي. كما حضر الاجتماع أيضا موظفون مدنيون متقاعدون من وزارة الدفاع وبعض السياسيين المتقاعدين. ورفض هور التحدث عما دار في الاجتماع الذي عقد يوم الخميس الماضي, فيما لم يتخذ بعض المشاركين قرارهم النهائي بعد.‏

ولكن حشد الدعم لمشروع قانون ماكين في أوساط العسكريين السابقين ليس مفاجئا, وفق رأي هور.‏

وقال هور أن المثالية تميز الأشخاص الذين خدموا وطنهم في السلك العسكري. أما اللواء الركن المتقاعد من فيلق مشاة البحرية (المارينز) فريد هاينس, الذي حضر الاجتماع بفندق في مدينة بنتاغون سيتي في الثامن من كانون الأول الجاري, فشدد على إننا قوة هائلة تخدم الصالح العام. أو هكذا كنا على الأقل, وهكذا يجب أن نكون. وعندما نبدأ بالتساهل في مسألة معاملة الأسرى نبدأ بفقدان إرثنا الأخلاقي.‏

ولفت هاينس إلى أنه لدى خوض قتال, وهو الوضع الذي تكون معه الأرواح مهددة, على الفكرة النبيلة أن تكون دائما سائدة, لأن الموضوع يتعلق بالأخلاق عموما. وإذا فقدنا ذلك, عندها نفتح الباب إمام إساءة معاملة جنودنا .. من دون توفر حجة لانتقاد ذلك .‏

ويرفض هور حجة إدارة بوش التي تشدد على الحاجة إلى أساليب جديدة للحصول على المعلومات من عناصر تنظيم القاعدة المعتقلين الذين تم تدريبهم مسبقا على مواجهة أساليب التحقيق التقليدية التي يعتمدها الجيش الأميركي والمنشورة على شبكة الإنترنت.‏

ولكن هور اعتبر أن المسألة تتعلق بنا لا بالآخرين. من نحن? رئيسنا يتحدث عن نشر الديمقراطية والحرية ثم نقوم بمثل هذه الأمور. لا يبدو ذلك منطقيا بالنسبة لي .‏

ويبدو أن السجال بين البيت الأبيض والضباط المتقاعدين يدور حول مفهوم أساسي: هل المطلوب كسر معنويات العدو أو الحفاظ على قيم الجيش الأميركي?‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية