تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محافظ السويداء في حوار صريح:المشكلة في ذهنية تعتبر غير الموظف بالدولة عاطلاًعن العمل... اتخذنا الإجراءات لتوطين المشاريع الاستثمارية

التي توفر فرص العمل وتساهم في تحقيق التنمية‏

المؤلف: منهال الشوفي‏

المكان:‏

المصدر:‏

التصنيف: مراسلون‏

التاريخ: الاحد 18/12/2005م‏

الرقم: 12887‏

الملخص: لن يجد المرء صعوبة في لقاء المهندس علي أحمد منصورة محافظ السويداء, وهو الذي يمضي نهاره وليله في متابعة قضايا المحافظة وشؤونها المختلفة, ولعل ما يميز الرجل,‏

ذلك الدأب والحرص على معرفة تفاصيل التفاصيل, وأملنا أن يجد القارئ في هذا اللقاء, إجابات واقعية وصريحة على العديد من الأسئلة التي تشغل بال الشريحة الأوسع من المواطنين في محافظة السويداء‏

> أنتم على رأس النبع وكما هو معروف محافظة السويداء فقيرة اقتصادياً, فالصناعة يغلب عليها الطابع الحرفي فنحن لا نجد مؤسسات صناعية كبيرة, فما هي أفاق النهوض الاقتصادي في المحافظة ?!‏

>> بداية نرحب بموفد الثورة, هذه الجريدة التي نحب والتي نتواصل معها دائماً ونتمنى لها التقدم في نشر ما يفيد الوطن والمواطن!‏

بالتأكيد محافظة السويداء هي محافظة صغيرة إذا ما قورنت بالمحافظات الأخرى من حيث عدد السكان والمساحة والإمكانيات الصناعية المتوفرة, وإذا كنت تقصد المنشآت التابعة للدولة, فالمحافظة فقيرة بها, لأن هناك فقط ثلاث منشآت هي:معمل تقطير العنب ومعمل السجاد ومعمل الأحذية, ومعمل يتبع للقطاع المشترك هو معمل الموكيت, المعمل (السوري الأردني), فيما عدا ذلك يوجد بعض المنشآت الصناعية التي تتبع للقطاع الخاص. وإذا قارنا نسبة مشاركة القطاع الصناعي مع بقية القطاعات نجد أن هذه المشاركة محدودة, يجب رفع نسبة مشاركة القطاع الخاص الصناعي‏

> لكن يلاحظ أن المشاريع المقامة على قانون الاستثمار 10رقم لم تزل دون المطلوب?‏

>> أولاً من حيث حجم الاستثمارات قلت أنها دون المطلوب, فالسويداء تحتاج إلى مزيد من التنمية.. ربما يقال هناك معوقات في طريق توطين المشاريع الاستثمارية, هذا الأمر أعتقد ليس دقيقاً, فنحن نقدم كل المساعدة الممكنة من أجل توطين هذه المشاريع الاستثمارية, لكن ربما تكون لبعض المشاريع خصوصية معينة, على سبيل المثال, أحد المستثمرين حاول إيجاد مؤسسة أو شركة خاصة لتقطير العنب, وقام بإنشاء بعض الأبنية الخاصة, لكن المشروع توقف لعدم توفر الكفاية المالية لدى المستثمر نفسه, وهو طالب بقرض, لكن البنك الصناعي يشترط أن تكون لديه منظومة من الآليات الموجودة على الأرض, لكي تصرف قيمة ما, إذاً هناك عدم توازن بين الإمكانيات المادية التي وظفت من قبل المستثمر وبين ما هو مطلوب, فالمسألة تتعلق بالمستثمر, فيما يتعلق بالمحافظة وفعاليات المحافظة, هناك إجراءات على الأرض لتسهيل كل ما هو ممكن لتوطين أي منشأة سواء كانت صناعية أو غير صناعية توفر فرص عمل لأبناء هذه المحافظة أولاً, وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة على الأرض ثانياً .. نحن نشجع تحديداً تلك المشاريع الصناعية التي تعتمد على المواد الأولية المتوفرة في المحافظة, خاصة العنب والتفاح وبعض المحاصيل الحقلية الأخرى, لما تشكله من عملية مضاعفة, من حيث: إيجاد منشأة صناعية تخدم أبناء المحافظة وتسهم في إيجاد فرص عمل وتساهم في تطوير الإنتاج وتصريف المنتج, وهنا لابد لي من الحديث أن هناك توجهاً لإقامة مدينة صناعية فقد تقدمنا بدراسة أولية رفعت للجهة المختصة ونأمل أن يكون لدينا موافقة على إنشاء هذه المدينة التي وضعنا مخططاً ابتدائياً لتكون في شمال المحافظة, وهي منطقة تبعد 40 - 45 كم عن مدينة دمشق بمعنى أنها يمكن أن تكون منفذاً استثمارياً صناعياً, ليس لمحافظة السويداء فحسب, وإنما لأبناء محافظة دمشق والمحافظات الأخرى, وهذه المدينة, يمكن أن تنافس المدينة الصناعية في ريف دمشق.‏

> كيف سيتم تأمين الأموال التي تتطلبها عملية إقامة هذه المدينة ?‏

>> هناك توجه لدى هيئة تخطيط الدولة, لإيجاد مساهمة في تهيئة البنية التحتية, علينا إيجاد الأرض وقد وجدناها, هذه النقطة الأساسية التي نبدأ منها, النقطة الثانية يمكن أن تكون هناك مشاركة, كأن يتقدم مستثمر لاستثمار هذه المنشأة, بحيث تقدم له المحافظة الأرض ويقدم هو كل البنى التحتية, وبالتالي لايكون هناك أي نفقة على الدولة, ويمكن بعد ذلك أن تباع المقاسم للأخوة المستثمرين بكلف معقولة, خصوصاً أن الأرض في هذه المنطقة رخيصة.. وباختصار: لا يوجد الآن نمط محدد من الاستثمار يمكن أن تكون لدينا أنماط مختلفة تبعاً للحالة المعينة, وهذا يتوقف على قرار إحداث هذه المدينة!‏

> رغم وجود مقومات سياحية هامة في المحافظة, ووجود توجه عام لتشجيع الاستثمار السياحي, لم يزل الاستثمار في هذا القطاع محدوداً, فما السبب?!‏

>> الاستثمار السياحي هو شكل من أشكال الاستثمار, وعندما نشجع الاستثمارات بكافة أشكالها, فإن الاستثمار السياحي ربما يتصدر هذه الاستثمارات لما تتمتع به هذه المحافظة من مقومات مثل: الموقع الجغرافي المميز والهواء العليل في فصل الصيف والغطاء النباتي خاصة في ظهر الجبل, والأهم هو الغنى الذي تتمتع به بالمواقع الأثرية والتي تتمتع أيضاً بمواصفة جيدة ورائعة والمنتشرة على كامل أراضي المحافظة, هذه مقومات على الأرض تسمح بالاستثمار السياحي ولابد من أن نبدأ في هذا الاتجاه, وهنا لابد من القول بأن هناك مشروعاً سياحيا بات في نهايته, مشروع كناثا السياحي وهو عبارة عن فندق4 نجوم مع الفعاليات الأخرى المرتبطة به, ومشروع الفندق السياحي التابع لمدينة السويداء وقد طرحناه في سوق الاستثمار السياحي لكن لم نوفق في إجراء عقد مع أحد المستثمرين وعدنا الآن لطرحه ثانية من قبل مجلس المدينة, وإنشاء الله سنجد المستثمر الذي يعيد إلى هذا الموقع ألقه ويسهم في إيجاد موطئ قدم لكل أولئك القادمين كسياح أو كوافدين. وهناك أيضاً مشاريع أخرى قيد التنفيذ, وقد قمنا منذ حوالي الشهر بجمع المستثمرين الأربعة, وناقشنا كل على حدة, وقد وصلنا إلى نتائج مرضية, واتخذت إجراءات لترخيص هذه المواقع السياحية, فالمشاريع إذا, في طريقها إلى التنفيذ, ولا يوجد أي إعاقة من قبل الجهات الإدارية, إلا إذا كانت هناك إعاقات ذاتية من قبل المستثمر نفسه لكن فيما عدا ذلك, نكون قد قطعنا أشواطاً كبيرة في توطيد الخطوة الأولى على طريق السياحة في هذه المحافظة, والتي يجب أن نفكر فيها بشكل عملي وعلمي دقيق ولكي تكون لدينا أيضاً مكاتب سياحية ترتبط مع الجوار, بصرى ودمشق, لكي تستقطب مجموعات سياحية تكون عملية استقطابها خاتمة, لدارة حلقية معينة تستكمل مشوارها في السويداء وربما نسعى لتوطين هذه المجموعات بحيث تكون الإقامة في السويداء ولو ليوم واحد هذا الأمر يحتاج إلى تضافر الجهود فأنت تعلم أن هذا الموضوع لا يمكن أن يقوم على الدولة من دون القطاع الخاص‏

> إزاء هذا الواقع ماذا عن مشاريع البنية ?‏

>>لا يمكن أن ننتظر لننتهي من مشاريع البنية, ففي السياحة نحن نعمل على محورين متوازين أولاً: توسيع البنى التحتية الأفقية في حال وجودها والاهتمام من حيث النوعية والكيف بأن نرتقي بمستوى الخدمة التي تقدم, سواء في مركز المحافظة أو في المدن والقرى وثانياً: بإقامة مشاريع سياحية, لأننا لن ننتظر لننتهي من كل ما هو مطلوب, لكي ننجز مشروعاً سياحياً, إضافة إلى ذلك فإن البنى التحتية في المحافظة, ليست سيئة فلا توجد قرية في هذه المحافظة إلا ويوجد فيها أكثر من طريق, وهذه الطرق ليست سيئة, وإنما معقولة وفي مناطق أخرى جيدة جداً, وبالنسبة لتوفر الخدمات الأخرى: الكهرباء موجودة على ساحة المحافظة بشكل كامل, المياه شملت 80 - 85% ونسعى إلى حفر آبار جديدة وإيصال هذه الخدمة إلى كل المحافظة, شبكة الهاتف موجودة بنسبة 80 -86% هناك 5 مراكز لم نستطع تخديمها لأنها تتعلق بالمشروع الريفي الثالث, فيما عدا ذلك متوفرة, نحتاج إلى زيادة النوعية في كيفية تقديم الخدمة, وهذا الأمر يسير جنباً إلى جنب مع كل ما هو مطلوب للاستثمار السياحي ولم ولن نتردد في ذلك! وقد اتجهنا نحو فكرة المشروع المتكامل بمعنى أن يستكمل المشروع بكل بنيانه .‏

> أين أصبحت مراحل العمل في الطريق الدولي والمنفذ الحدودي ومشروع ربط المحافظة بسكة الحديد?‏

>> هناك موافقة مبدئية لتنفيذ وصلة خط حديد من درعا إلى السويداء, وبالتالي تتصل السويداء بالخط الحديدي بشكل كامل, وهذا العمل إنشاء الله سيتابع عام 2006 لوضعه موضع التنفيذ‏

بالنسبة للطريق الدولي المرحلة الأولى 30كم أنجزت والأعمال تسير بشكل رائع جداً وأكثر العوائق أزيلت فالطريق سوف يوسع وهناك أيضاً دراسة جاهزة ومدققة لتنفيذ المرحلة الثانية من براق حتى السويداء, ولن ننتظر حتى انتهاء الجزء الأول سيكون هناك إنجازمتوافق وربما يعطى الجزء الثاني لأكثر من جهة بحيث نستطيع إنجاز المشروع في زمن قياسي, وبالنسبة للمنفذ الحدودي هناك كم 20 وهي قيد التنفيذ فقد بدأت الآليات التابعة للجهة المنفذة التنفيذ على الأرض, ولا توجد مشكلة, وذلك يتم ضمن خطة زمنية محددة, كان هناك بعض المعوقات يجري تجاوزها الآن, وفق ما هو مخطط لها من قبل وزارة النقل - المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية - والمحافظة.‏

> وماذا عن الجامعة المحدثة وإمكانية تطويرها?‏

>> مكرمة السيد الرئيس بافتتاح جامعة كانت عظيمة جداً واعتقد بأنها ستنعكس إيجاباً على أبناء هذه المحافظة سواءً لتخفيف العبء المادي بإرسال أبنائنا إلى خارج المحافظة أو نخلق فرص استثمار على هامش الجامعة, لأبناء المناطق التي توجد فيها, أنا أعطيك مثالاً عريقة تلك البلدة التي كانت هادئة بكل ما يمكن أن يقال عن كلمة هدوء, تحولت الآن إلى ورشة عمل بجوار الموقع الذي فتحت فيه الجامعة من أكشاك لبيع المستلزمات ومن مطعم صغير وبوفيه إلى حركة النقل المختلفة إلى عملية تأجير المنازل, إذا لدينا حالة رائعة في عريقة وأيضاً في المزرعة ولازلنا في السنة الأولى للجامعة, فكيف عندما يكتمل عقد الجامعة بسنواتها الأربع أو الخمس, ويمكن القول أننا وضعنا حجر الأساس أو نواة الجامعة وهذه خطوة كبيرة جداً إذا أخذنا بعين الاعتبار عدد سكان المحافظة وقربها من دمشق, وسيكون لدينا تحول حقيقي من أجل دفع عملية التنمية في هذه المحافظة, ونتوقع أن يكون لدينا كليات جديدة تبعاً للمواقع التي يمكن أن نؤمنها للأبنية وعملية تأمين الكادر التدريسي وتبعاً لعدد الطلاب, وهذه الجامعة سوف تكتسب أهمية أكبر مستقبلاً, وقد اخترنا منطقة المزرعة وأمنّا حالياً 100دونم سجلت باسم جامعة دمشق لتكون نواة لبناء جامعة في هذه المنطقة التي لا تبعد أكثر من 8 كم من السويداء, وبالتالي تعتبر ضاحية من ضواحيها وهذا لا يمكن تأمينه في مدينة السويداء, ولدينا الأراضي الزراعية التي يمكن أن تكون نواة للحقول التجريبية التي تحتاجها كلية الزراعة المحدثة!‏

> أين أصبح التنفيذ في ما يعرف بآبار مكرمة السيد الرئيس ?‏

>>من أهم القضايا التي قدمت لهذه المحافظة, هي مكرمة السيد الرئيس بفتح 100 بئر على أرض المحافظة للاستثمارات المختلفة مياه الشرب والزراعة والرعي أي من أجل التنمية المستدامة, وقد بدأ المشروع عام 2003 حقيقة الأمر كان هناك تأخر ربما قليلاً في هذا المشروع, ولقد تابعنا ورتبنا العمل فيه, ووضعنا أول عشرة آبار في الخدمة وهي من خطة عام 2003 وتابعنا تنفيذ أبار عام 2004 وهي منجزة بالكامل بانتظار التجهيز, خاصة المحولات الكهربائية, وفي خطة عام 2005لدينا من6 7آبار و هي قيد التجهيز أما مجموع هذه الآبار 46 بئراً على مستوى المحافظة, إضافة 45إلى بئراً آخراً هي قيد التوطين في الخطط المستقبلية, نسعى من أجل وضعها في الاستثمار كاملة, والمهم أن يبدأ الفلاحون الدورة الزراعية المتفق عليها, وأن يعتمدوا الزراعات التي لا تحتاج كميات كبيرة من المياه, وقد تم تنفيذ شبكة على كل بئر لري 220 دونماً وزودت بالساعات والعدادات النظامية وطلبنا من الفلاحين و الفرق الحزبية والجمعيات الفلاحية, زراعة الأشجار والمحاصيل المتفق عليها والتي يمكن استثمارها على أن لا نرهق المزارعين في استثمار مناطق قد تكون عبئاً عليهم نتيجة عدم وجود الأمطار, وأنت تعلم أن القسم الأعظم من زراعة هذه المحافظة, يعتمد على مياه الأمطار.‏

> يشكو بعض الفلاحين من عدم تمكنهم من الحصول على القروض الزراعية!‏

>> المصرف يعطي الفلاح قرضاً لشراء البذار والتشجير المثمر, وإقامة مزرعة أو مشروع, لكنه يحتاج إلى ضمان من أجل إعادة هذه الأموال, والالتزام بالعقد مع المصرف والشكوى سببها عجز بعض الفلاحين عن التسديد, نتيجة الجفاف الذي حصل في السنوات الماضية, وبالتالي عدم الحصول على قرض جديد, فأنظمة المصرف لا تسمح أن يقرض الفلاح المدين, ناهيك أن المصرف لا يستطيع أن يسترد أمواله, و أن يعطي قرضاً لمجموعة من الفلاحين في الدورة القادمة, وقد ساهمنا في تخفيف العبء وذلك من خلال اعتبار الدين شخصياً, دون أن يتوقف منح القروض لأعضاء الجمعية, وقد رفعت سقوف القروض, وجدولت الديون ومنحت قروض تنمية وبذار وكل هذا ميسر, ولكن بشرط أن يكون الفلاح ملتزماً وبريء الذمة تجاه المصرف.‏

> يلاحظ وجود مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية التي تحتاج إلى الاستصلاح‏

>> المسألة لها شقان: في مناطق الاستقرار الأولى والثانية تقريباً معظم الأراضي الصالحة مزروعة لأنها مناطق آمان فهناك هطولات كافية, لكن عندما ننتقل من المنطقة الثانية إلى الثالثة فالهامشية, نعاني ليس من الأراضي, بل من نقص الهطولات المطرية التي يمكن أن تفقد الفلاح ما بذره في بداية العام, لدينا خطة لاستكمال عملية التنمية, وكانت الخطة خلال العام الحالي 15ألف دونم حسب إمكانيات الآليات الموجودة وحاولنا زيادة المساحة المطورة, وقد حصلنا على آليتين جديدتين, سيكون لهما دور زيادةفي المساحات في العام القادم, إذاً هناك خطة مستمرة من أجل استصلاح الأراضي الممكن استصلاحها في مناطق الاستقرار الأولى والثانية خاصة.‏

> نعد ماذا الأخوة المواطنين بخصوص الحلول المطروحة لمشكلة البطالة?‏

>> أنت تعلم نحن في سورية لدينا زيادة سكانية 2,4% وفي السويداء ,1 أقل 7% من غيرها, إذاً أنت أمام زيادة مطردة, وعليك أن تخلق فرص العمل بما يتناسب مع هذه الزيادة التي تضخ إلى سوق العمل سنوياً أعداداً كبيرة جداً من حملة الشهادة الجامعية أو المعاهد المتوسطة أو الثانويات أو أولئك الذين يتسربون في المرحلة قبل الثانوية, إذ يجب أن نحقق تنمية وهذا الأمر معروف, ووفقاً لما هو مخطط في هيئة تخطيط الدولة يجب أن يكون لدينا تنمية بنسبة 7% خلال الخطة الخمسية العاشرة, لكي نستطيع أن نخفض حجم البطالة ,8إلى 6% هناك صعوبة في تأمين فرص العمل بالشكل المطلوب, لا سيما وأن العقلية أو الذهنية الموجودة لدى أبناء هذه المحافظة وفي بعض المحافظات الأخرى في سورية, بأن كل ما هو غير موظف في الدولة, عاطل عن العمل, هذه مسألة في غاية الخطورة, يجب أن نوضح الصورة وأن نرتقي بفهمنا وثقافتنا, بأن العمل تكاملي فهو عمل متكامل في القطاع العام والخاص والمشترك, وأن من لديه فرصة عمل في القطاع الخاص ليس عاطلاً عن العمل, فنحن نفاجئ عندما نجد أعداداً كبيرة من أبنائنا في المحافظة, لديهم أعمال خاصة ولكنهم يتركون هذه الأعمال ويسعون لإيجاد فرصة عمل لدى الدولة, لقناعتهم بأن الموظف لدى الدولة في مرتبة اجتماعية قد تكون أعلى, هذه ثقافة, وبالتالي لا يمكن تغييرها بين لحظة وأخرى, فالعدد المسجل والذي وصل إلى أكثر من 42800 في نظري ليس حقيقياً, لأنه يشكل حوالي 10% من أعداد المتواجدين على ساحة المحافظة, ذلك لأن كل من لديه فرصة عمل لدى القطاع الخاص, يعتبر نفسه عاطلاً عن العمل ويسجل لدى مكتب التشغيل, ومع ذلك المسألة تحتاج إلى معالجة وتحتاج إلى دراسة معمقة جداً, وهذا ما يتعلق بالشق الأول الذي تحدثنا عنه, فنحن نحتاج إلى زيادة الاستثمارات, سواء كانت صناعية أو سياحية أو غيرها, لكي نوطن أبناء المحافظة في وطنهم ومحافظتهم, هذا يتطلب عملاً دؤوباً, لدينا طاقة إنتاجية في القطاع الزراعي لا بأس بها وتشكل المصدر الأول للدخل هذه في المحافظة, أعرض مثالاً على ذلك: أن إنتاج التفاح في هذه السنة في المحافظة, ما لا يقل عن مليار ليرة في الحد الأدنى, ضخت في منطقة محدودة هي ظهر الجبل بالسويداء, إذاً دخل الفرد انعكس إيجاباً على أسر الموجودين في هذه المدينة, ربما يختلف الأمر إذا تكلمنا عن ملح والصورة وذبين والمناطق والنواحي الأخرى في المحافظة, والأمر نفسه ينطبق على الكرمة التي وصل إنتاجها إلى ما بين -40 45 ألف في الطن ولم يبق عنقود عنب واحد دون تسويق فمعمل التقطير وحده استلم 16500 طن من العنب المخصص للتقطير, وهذه ضخت للأخوة الفلاحين وقد بلغت أثمان العنب المسوق حوالي 135 مليون ليرة ناهيك عن القسم الآخر الذي سوق كعنب مائدة والذي شكل أكثر من هذا الرقم بكثير, سواء قيمة الإنتاج أو كمية الإنتاج, وإذا أخذنا دخل الفرد فقد يكون مرتفعاً, إذا ما قورن على الأفراد, نحن بصدد تطوير هذه الزراعات التي تعتبر زراعات نوعية, وفي هذا العام درسنا خطة لإنهاء عملية التنمية الزراعية في ظهر الجبل لكي لا يبقى هناك متر مربع واحد, غير مزروع بالتفاح, الذي يعتبر خزان بترول هذه المحافظة.‏

> تعاني المحافظة من مشكلة دائمة مع مياه الشرب لافتقارها إلى المصادر الدائمة و لنوعية المصادر المتوفرة?‏

>> بالنسبة لمياه الشرب, في الحقيقة عانت محافظة السويداء الكثير, والمصدر الرئيسي كان من بحيرة المزيريب عبر خط الجر الأول, نحن الآن بصدد تنفيذ خط الجر الثاني, هذا الأمر لا يكفي المحافظة, وبالتالي اعتمدت المحافظة على السدود, فأقامت محطات تصفية, على سد الروم وسد جبل العرب وسد حبران وغيرها من السدود من أجل تأمين مياه الشرب لمدينة السويداء والمدن والبلدات الأخرى, وفي الآونة الأخيرة وطن موضوع فتح الآبار في المحافظة وهذا ما عمقناه وسنعمقه في الأعوام القادمة, من أجل تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الآبار التي تعتبر أباراً ناجحة, لأننا نصل إلى منسوب الحوض, وتعطي هذه الآبار 30 - 35 م 3سا وهي غزارة رائعة لخدمة تجمعاً سكانياً صغيراً ل سنة15 قادمة, وعندما يكون تجمعاً سكانياً كبيراً نقوم بفتح مجموعة من الآبار هذا في العام دشنا مجمع آبار عتيل, البئرين الأول والثاني ونحن بصدد تدشين الثالث, وهذه الآبار سوف تعطي عتيل وقنوات ومفعلة, الآن عتيل بالكامل تستفيد منها 80% و من قنوات وفي العام القادم ربما سنصل إلى مفعلة وبالتالي نكون خففنا الاعتماد على سد الروم, أيضاً في السويداء فتحنا مجموعة من الآبار وخففنا الاعتماد على سد الروم, أننا أي اعتمدنا على المزيريب والآبار وتم حفر عدد من الآبار أيضاً في تجمع آبار العفينة الذي أعطى العفينة ومجموعة من القرى هي الكفر, السهوة, وحبران, وقد أوقف العمل بمحطة التصفية على سد حبران وأصبحت تشرب من مياه آبار العفينة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية