|
المحرر لذلك كان الطب عند العرب صناعة نبيلة, لا يسمح بمزاولتها إلا لمن حصل على خبرة واسعة, وأعد لذلك إعداداً علمياً وخلقياً. وكان أبو بكر الرازي يزرع في نفوس طلابه الفضيلة وحسن الأخلاق, مؤكداً لهم قدسية مهنة الطب, محارباً قولاً وعملاً كل أنواع الشعوذة.. وعلى الطبيب حسب رأي الرازي أي يكون حسن الذكاء, كاتماً أسرار المرضى, وأن يكون حريصاً على التعلم والمبالغة في نفع الناس, وأن يسعى دوماً إلى بث روح الأمل والحياة في نفس المريض مهما كانت حالته. أما في عصرنا الحديث, وحيث استطاع الطب أن يقطف ثمار التقدم العلمي والتقني, فواجبنا أن نبحث قبل الأدوات والتقنيات العالية عن الطبيب العالي الأخلاق والضمير. يقول أحد الفلاسفة:( إن علم الطبيب وكفاءته لا تغنيانه عن أخلاقه, فالأخلاقيات المنهارة تقتل أكثر مما يقتل غياب الكفاءة). |
|