تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المشروع (10070) وتعديلاته إحداث صناديق دوارة في قرى الحزام الأخضر وتأكيد على ريادية المرأة الريفية

مراسلون
الاحد 18/12/2005م
سوزان إبراهيم

في تقرير أعدته الهيئة السورية لشؤون الأسرة وقدمته خلال مؤتمر دمشق الإقليمي للسكان والتنمية في تشرين أول الماضي

خلصت إلى أن نسبة البطالة بين الإناث قد ارتفعت من 18,5% عام 2000 إلى 26% عام 2004 وأن مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي الخام قد تراجعت من 12,7% إلى 11,5% وبلغت نسبة الأمية بين الإناث 26,1%, تسعى الخطة الخمسية العاشرة للدولة إلى مواجهة الفقر عند المرأة (خصوصاً) عبر خلق فرص عمل جديدة والبحث عن استثمارات جديدة وخاصة في القطاع الخاص, كما أن سياسة التمكين الاجتماعي والسياسي للمرأة ضمن هذه الخطة تمت بتطوير النظرة للمرأة وتطوير المناهج بما يكرس المساواة الفعلية وتعزيز الإجراءات وحملات التوعية بأهمية التعليم للحد من حالات التسرب بين الإناث وتخصيص موارد إضافية من أجل التعليم والتدريب والتأهيل وإقامة الدورات لعدد كبير من النساء وخاصة بين المقيمات في المناطق النائية.‏

ربما وانطلاقاً من فهم واقع الإحصائيات السابقة كان المشروع المشترك بين هيئة تخطيط الدولة ووزارة الزراعة ومنظمة الغذاء العالمي والمسمى المشروع /10070/. في حمص أقيمت دورة تدريبية حول هذا المشروع بهدف إحداث صندوق دوار لمنح قروض لمشاريع ريفية صغيرة للمساهمة في عملية التنمية الريفية وكان قد تم انتخاب لجان قروية تهدف إلى تعميق التوعية في كافة المجالات الصحية والتربوية والزراعية ومحو الأمية والتأهيل الحرفي وذلك ضمن خطة التحول الاقتصادي والاجتماعي التي تمتد خلال خمس سنوات قادمة لكافة القطاعات في ا لريف.‏

على هامش الدورة التقت (الثورة) الأستاذ ( أيمن خير) معاون مدير مشروع /10070/ في وزارة الزراعة وبدأنا معه من التسمية حيث قال: إنه الرقم التسلسلي للاتفاق المبرم مع منظمة الغذاء العالمي واسمه بعيداً عن الرقم: دعم صغار المزارعين ومربي الأغنام في المناطق الهامشية والأراضي الحدية ( المتدهورة), بدأ المشروع 10070 عام 1996 لتأسيس مشاريع ولدينا مشاريع سابقة في محافظات حمص, حماة, السويداء, وحلب ومنحت قروض لكل الدورات لكنها كانت محدودة حسب الإمكانيات المتاحة.‏

أما حالياً وبعد تطبيق التوجه الجديد للحكومة بالاعتماد على صناديق القرى ومنح قروض للنساء فقد تم اختيار المشروع /10070/ باعتبار أن لديه تجارب سابقة ناجحة وثقة متدربات أصبحن رائدات على مستوى القطر ولديهن مشاريعهن الناجحة وقد دعي البعض منهن إلى مؤتمر سيدات الأعمال الذي انعقد في اللاذقية وربما تلقين دعوة إلى دبي أو الكويت للحديث عن تجاربهن الناجحة.‏

ويتابع: هناك اتفاقية أساسية للمشروع 10070 ولعدة نشاطات تشمل: المزارعين ومربي الأغنام وتنمية المرأة الريفية ومربي الأسماك في قنوات الري والصرف في حوض الفرات, ومنذ حوالى شهر وقعت اتفاقية تعديل تضم إقامة 36 دورة: (كيف تؤسس مشروعاً خاصاً بك) للريفيات وإقامة 36 دورة محو أمية وتنمية مهارات و6 دورات لتنمية المجتمع المحلي في 6 محافظات هي: حمص, حماة, حلب , ريف دمشق, درعا, السويداء, وقد اختيرات هذه المحافظات كونها ضمن مشروع الحزام الأخضر فالمشروع يعنى بشكل خاص بمناطق هذا الحزام والبادية أيضاً واختيرت بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي لتحديد هشاشة الأوضاع في هذه المناطق.‏

وبالنسبة لدورات المجتمع المحلي والمشروع 10070 فهذه هي التجربة الأولى وتأتي ضمن التوجه العام للدولة للاعتماد على المجتمع المحلي في إدارة صناديق القرى حيث تم إنشاء لجنة في كل قرية لإدارة الصندوق وتقام الآن في كل قرية دورة تأسيس مشاريع وستمنح المتدربات قروضاً تسدد للمصرف الزراعي حالياً باسم الصندوق, ونقوم بتدريب 25 شابة في كل قرية ويتم اختيارهن بناء على استمارات وسلم علامات ومقابلات إذ نهتم بالصفات الريادية للمرأة الريفية ثم تدرس المشاريع التي اختارتها المتدربات في هيئة تخطيط الدولة- لجنة دراسة المشاريع- وتمنح القروض على هذا الأساس.‏

وأسأله لماذا المرأة تحديداً? ويجيب الأستاذ خير: رغم أن المصارف السورية تساوي بين الرجل والمرأة في مجال الإقراض إلا أن نسبة الإقراض للنساء متدنية جداً مقارنة بالرجل وهنا تحتاج المرأة إلى دعم وتسهيلات معينة.وذلك لرفع نسبة إقراض النساء في سورية. أما سقف القرض فهو 100 ألف ليرة وفقاً للاتفاق مع المصرف الزراعي - لكل امرأة وبمعدل 25 قرضاً في كل قرية.‏

إن خطة هذا المشروع للعام القادم كبيرة وطموحة وسيتم تمويله بحوالى 200 مليون ليرة من قبل هيئة تخطيط الدولة. هذا البرنامج مع التعديل مستمر الآن لثلاثة أشهر بينما الخطة لعام 2006 تشمل اختيار 150 قرية على مستوى القطر منها 50 قرية في المحافظات الشمالية الشرقية.‏

وحول دعم المنظمات العالمية واحتمال تقديمه للمشروع قال: هذه الخطوة الأولية هي بمثابة فتح الباب للمنظمات العالمية ونستعين حالياً ببرنامج الغذاء العالمي وقد تشارك وزارات أخرى فيه كوزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل.‏

وعن الآثار الاجتماعية المترتبة على عمل المرأة الريفية ضمن مجتمعها? يقول الأستاذ خير: في الأيام الثلاثة الأولى من الدورة يتم التركيز على موضوع توليد الأفكار وتنمية الصفات الريادية لدى المرأة, ومن خلال الدورة تتعلم دراسة السوق والجدوى الاقتصادية وقد أثبتت التجارب خلال السنوات الماضية أن المرأة التي تنال القرض وتعتمد على نفسها في العمل ولا مانع من وجود مساعدة أحد أفراد الأسرة كان مشروعها ناجحاً أما التي تعطي قرضها لأحد أولياء الأمر لديها فقد فشل مشروعها وهذا ما نذكره في دوراتنا لتوعية المتدربات لقيادة العمل بأنفسهن وبمساعدة من يخترن.‏

ومن خلال متابعة (الثورة) لبعض فعاليات الدورة في مديرية الزراعة في حمص أكدت الآنسة فاتن برازي - من هيئة تخطيط الدولة - في حديثها مع المتدربات على بعض عناوين: كيف تخدمين نفسك وقريتك وبلدك, ما تطلعاتك وشرحت أن الدورة موجهة لتكتسب المتدربات خبرة من الآخرين وتعطين مما لديهن وبأن أساس هذه الدورة هو الحوار البناء للانطلاق بعد ختام الدورة إلى مجال العمل في القرى ومباشرة تحمل المسؤولية المناطة بهن وقالت: في العام الماضي افتتحنا 14 صندوقاً دواراً في 114 محافظة وكانت الانطلاقة في أيلول عام ,2004 أما الآن فقد تم انتقاء متدربات متطوعات من 6 قرى في ريف حمص (نوى, الشوكتلية, تل أغر, المخرم, جب عباس, وريدة) من المجتمع المحلي بغاية إيجاد نواة في كل قرية لتحديد مشاكلها ومتطلباتها ودراسة ما هو متوفر في كل قرية من موارد رغبة في تفعيل نواة جديدة في القرى للانطلاق من القاعدة - أي المجتمع المحلي - إلى القمة, وقدمت للمتدربات فكرة عن المشروع 10070 الخاص بالحزام الأخضر والتشجير المثمر والبادية وأكدت أن القرى ومجتمعاتها المحلية التي ستثبت نجاحاً سوف تزج عمليات التنمية في المحافظة التي تتبع لها وتعطى الأولوية وفي القرى التي تم انتقاؤها هناك: دورة محو أمية في كل قرية (20 أمية فعلية) و 20 متدربة في الخياطة و 15 متدربة لدورة كومبيوتر, و 15 متدربة لدورة تمريض وشرحت فكرة القروض التي تعتبر قروضاً قصيرة ومتوسطة الأجل وبفائدة 4.5 % فقط وأضافت: إن الأموال التي تعطى لقرية ما لن تخرج منها وستبقى أساساً لمشاريع مولدة للدخل في القرية حصراً, فعند تسديد الأقساط ستستفيد فتيات أخريات من تلك المبالغ إلى أن تعم الفائدة وعندما يتمكن المجتمع المحلي من إدارة نفسه بنفسه وتحمل مسؤولياته سوف ننسحب نحن ويبقى الخيار الوحيد أمام اللجنة المحلية أن تثبت قدرتها على الوقوف وإثبات الذات لتسليمها مفاتيح القيادة وإلا فسوف تحل هذه اللجنة وتكون هي من قضت على فرصة إنعاش Suzan@scs-net.org‏

">قريتها.‏

Suzan@scs-net.org‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية