تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العجيلي من فراش المرض.. أدعو الله ليمد بعمري لأكمل روايتي الجديدة

ثقافة
الاحد 18/12/2005م
ندا حبيب علي

دخلت بوابة مبنى اديب الرقة الكبير الدكتور عبد اللسلام العجلي الذي استقبلني ..

رغم شدة المرض- بالابتسامة والترحاب ما جعلني اشعر, وكأنني طفلة قد اشتاقت كثيرا الى نظرات, وحنان والدها الذي غمرها بأروع لحظات سعادة اللقاء. . لكنني وبسبب حالته الصحية حاولت ان اكون خفيفة الظل الا انه كان من الكرم ليحدثني عن اهمية الصدق في الحياة لدرجة ان شعاره فيها( الصدق مع الذات, ومع الاخرين) مبينا ان للمدرسة والمجتمع, والزمان, والمكان دورا هاما في بناء شخصية الانسان, مؤكدا ان المعاناة قد تكون من اهم الدوافع للابداع قائلا: الا نتذكر معاناة ابي العلاء المعري, وطه حسين , وغيرهما.. ولذلك تجدني دائما اردد ما قاله الكاتب الروسي الكبير تشيخوف: ( الطب زوجتي, والادب عشيقتي).‏

ولدى سؤالي له عن رأيه في تكريم المبدع الذي ما زال حيا.. اجابني‏

رغم انني القاص, والروائي الا انني حقيقة لا اجد من الكلمات ما اعبر بها عن سعادتي, ونشوتي , ليس فقط لأنني صاحب التكريم في مهرجان الرقة الاول للرواية العربية,بل للاهتمام المتركز على هذه المسألة من جهة, وعلى تلاقي مجموعة كبيرة من الادباء في وطننا العربي والدول الصديقة من جهة ثانية لأن ذلك بحد ذاته يعبر عن تلاقي الحضارات, ونشر رسالة المحبة, والسلام, وان هذا التكريم يبقى في نظري اعظم من جائزة نوبل.‏

وعندما سألته عن مشاعره لعدم تمكنه من حضور تكريمه في هذا المهرجان.. اجابني مختصرا: إني لم أكن قد حضرت جسداً لما تجدينني عليه, لكنني اؤكد بأنني قد حضرت بروحي ومشاعري معكم, وبينكم, ومن هنا ,ومن على سريري اشعر بأن شوارع الرقة مزدانة وأكاد اسمع اصوات الاهازيج وعلائم الفرح على وجوه الجميع ..‏

وهنا قلت له: هل لك من رسالة تريد ايصالها ?‏

نعم, وفحواها ( انني وبكل صدق ومن خلال هذا المهرجان شعرت بأنني صعدت سيارتي, وتجولت في كافة محافظات القطر, وفي جميع العواصم العربية لأصل الى ( انقرة, في تركيا, واوجه منها تحية حب وشكر للسواعد التي تعمل دائما على بناء الوطن,.. والى اصحاب العقول التي ترتقي بالانسان,واتقدم بأحر التحيات, وكبير الشكر الى جميع المشاركين الذين تحملوا اعباء السفر للمشاركة مؤكدين بحضورهم انه لا حواجز بين الاخوة والاصدقاء.‏

-بعد هذه المسيرة الطويلة, والحافلة بأهم المهام السياسية , والثقافية.. هل بقي لديكم من امنيات ..?‏

أتمنى من الله سبحانه ان يمد لي بقليل من العمر لأكمل روايتي الاخيرة التي بدأتها منذ فترة.‏

-من المعروف لدينا شدة اصراركم على البقاء في مدينة الرقة مع انه قدم لكم كثير من عروض العمل, والمغريات داخل, وخارج القطر, فما هو السر?‏

رغم ان اهلي, وقومي معي احملهم دائما اينما ذهبت, وانى حللت, لكنني اقول باختصار: (مثلما تكبر الاوطان بأبنائها.. اعلمي: بأن الانسان لا يكبر الا في وطنه).‏

-نتاجك الادبي, والفكري الثري..الا يخلق عندك نوعاً من المخاوف المستقبلية عليه?‏

نتاجي جزء لا يتجزأ مني ولكنه ليس ملكي.. انما هو ارثي الذي اتمنى ان يبقى سفيرا لي ولبلدي الحبيب سورية في رفع رايات المحبة,والسلام بين الشعوب.‏

ثم غادرته, وانا لا أعلم ان كانت دموعي بسبب فرحتي بلقائه , أم ألمي لوداعه.. نعم لقد ودعته متمنية له الشفاء العاجل مدركة معنى ما قاله الشاعر العربي الكبير نزار قباني للاديبة كوليت خوري عن ايقونة الرقة عبد السلام العجيلي:‏

(العجيلي أعظم بدويّ عرفته المدينة, وأجمل حضريٍّ عرفته البادية).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية