تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ريشة حالم

ملحق ثقافي
22/12/2009
ميلاد حسن

هلّا سألتِ الدربَ عنهمُ كيف مرّوا

من هنا ...‏

وشفاههم شيءٌ منَ الجرحِ‏

هلا سألْتِ الدرب عنهمُ والخطى..‏

سفرَ الخطى‏

فلوهلةٍ كانت لريشةِ حالمٍ أشقرْ.‏

وبعيدها يا طفلتي ..لا شيءَ يُذكَرْ.‏

يا وجههُ...يا قلبهُ..‏

كالحلمِ ما إنْ تستفيق العينُ‏

تومي للندى بصباحها...يُكْسَرْ..‏

يا قلبهُ...كالغصن ما إن تهتدي‏

تلك النسائمُ للمسافر في المدى..يسكَرْ.‏

قد كان وجها غائما ..‏

لكنه انقشعَ المساء وصوتهُ..‏

جاء ارتداداً مع حنين البحرِ ..مُذْ أبحرْ.‏

جاء ارتدادا ... مع صدى الصبح ِ...‏

وشفاههُ ... كانت بطعم الورد والجرحِ ..‏

هلا سألت الريحَ عنه اليومَ عن أحزانه ِ... عنهمْ.‏

فالريح ذاكرةٌ تجيد حروفهم ..أسماءهمْ‏

والريح تذكر كلّ شيءٍ خلّفوه وراءهمْ‏

والريح تذكر وجههم... أحلامهمْ‏

تلك التي قد أثقلتها بالنجوم سماؤهمْ‏

فلتقطفيهِ بكفّكِ المغسولِ من دمعِ الغيومْ.‏

ولتزرعيه مواسما..‏

في قلبك الغضّ الطفوليّ المحلّق كالنجومْ.‏

كي لا أودّع وجهكِ المألوفَ لي.‏

كي لا أودّع ما انتظرْتُ من السنينْ.‏

كي لا أودّع ما خَزَنْتُ من الحنينْ‏

كي لا أودّع وجهها..منذ القديم غزلتها‏

وعجنتها..بمواسم الفرح القليلةِ‏

وانتظار اللوز والمطر السجينْ.‏

كي لا أودّع ما يودّع في‏

ليال البرد من سرٍّ دفينْ...‏

مهلا لأرسم منك ما أذكرْ‏

تلك المسافاتُ الطويلة حيث جرحي‏

كان وحدي.‏

لا حلم يطرق خاطري..أبدا‏

غريبا في ليال البعد والوجدِ.‏

فلذا على مرّ الفصول تذكّري‏

صمتي ... لأعشق منك ما أذكرْ.‏

من ليلة شتويةٍ..‏

من قبلةٍ نسيت تفاصيل الشفاه على‏

حدود الشوق واغتربتْ.‏

من كل شيءٍ.‏

من حروف بعْدُ ما كُتبتْ.‏

من قصةٍ للحب ما اكتملتْ.‏

من كل شيء عابر من كل ما أذكرْ.‏

لا وقت أملكهُ... لحزنٍ قادمٍ‏

لا ليس متّسعٌ من الآهِ البريئة للجراحِ القادمينْ.‏

لا ليس متّسعٌ من الوجع النديّ‏

على اغتيالِ الياسمينْ.‏

إذْ تسألينْ...‏

إذ تسألينَ اليوم عن جرحي وعن‏

لون السعادة والكآبة عنْ يقين الحالمينْ...‏

إذ تسألينْ...‏

كفّي خذيهِ لتقرأي..‏

ما قد تبقّى من نزيف الذاكرهْ.‏

من وحشةِ الطرق البعيدةِ‏

ما تبقى من وجوهٍ عابرهْ.‏

كفّي خذيه لتقرأي....‏

لا شيء في كفي لكي يُقرأْ.‏

لا شيء في كفي... سوى كفٍّ‏

ضَنَاهُ البحثُ عن ملجأْ.‏

والآن..وجهٌ آخرٌ..‏

لا شيء من تعبٍ ولا ألمٍ ولا..‏

كلّ الذي في الأمر وصفٌ خاطئٌ‏

مع فارقٍ عرضيّْ.‏

اليوم لا كالأمسْ..‏

سوزانُ هذا ما أحسّْ..‏

هاتِ يديك لكي أصدق حَدْسِيَ الكونيّ‏

فيك وأيّ حدسْ..‏

إني أحبك وانتهى هذا البيانْ..‏

لا شيء قبل الآنْ.. لا شكلَ قبل الآن..‏

لا شيء غيرك فيَّ في شعري وفي‏

فرحي وفي حزني ... وفي..‏

لا شيء يا سوزانْ...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية