|
ملحق ثقافي من هنا ... وشفاههم شيءٌ منَ الجرحِ هلا سألْتِ الدرب عنهمُ والخطى.. سفرَ الخطى فلوهلةٍ كانت لريشةِ حالمٍ أشقرْ. وبعيدها يا طفلتي ..لا شيءَ يُذكَرْ. يا وجههُ...يا قلبهُ..
كالحلمِ ما إنْ تستفيق العينُ تومي للندى بصباحها...يُكْسَرْ.. يا قلبهُ...كالغصن ما إن تهتدي تلك النسائمُ للمسافر في المدى..يسكَرْ. قد كان وجها غائما .. لكنه انقشعَ المساء وصوتهُ.. جاء ارتداداً مع حنين البحرِ ..مُذْ أبحرْ. جاء ارتدادا ... مع صدى الصبح ِ... وشفاههُ ... كانت بطعم الورد والجرحِ .. هلا سألت الريحَ عنه اليومَ عن أحزانه ِ... عنهمْ. فالريح ذاكرةٌ تجيد حروفهم ..أسماءهمْ والريح تذكر كلّ شيءٍ خلّفوه وراءهمْ والريح تذكر وجههم... أحلامهمْ تلك التي قد أثقلتها بالنجوم سماؤهمْ فلتقطفيهِ بكفّكِ المغسولِ من دمعِ الغيومْ. ولتزرعيه مواسما.. في قلبك الغضّ الطفوليّ المحلّق كالنجومْ. كي لا أودّع وجهكِ المألوفَ لي. كي لا أودّع ما انتظرْتُ من السنينْ. كي لا أودّع ما خَزَنْتُ من الحنينْ كي لا أودّع وجهها..منذ القديم غزلتها وعجنتها..بمواسم الفرح القليلةِ وانتظار اللوز والمطر السجينْ. كي لا أودّع ما يودّع في ليال البرد من سرٍّ دفينْ... مهلا لأرسم منك ما أذكرْ تلك المسافاتُ الطويلة حيث جرحي كان وحدي. لا حلم يطرق خاطري..أبدا غريبا في ليال البعد والوجدِ. فلذا على مرّ الفصول تذكّري صمتي ... لأعشق منك ما أذكرْ. من ليلة شتويةٍ.. من قبلةٍ نسيت تفاصيل الشفاه على حدود الشوق واغتربتْ. من كل شيءٍ. من حروف بعْدُ ما كُتبتْ. من قصةٍ للحب ما اكتملتْ. من كل شيء عابر من كل ما أذكرْ. لا وقت أملكهُ... لحزنٍ قادمٍ لا ليس متّسعٌ من الآهِ البريئة للجراحِ القادمينْ. لا ليس متّسعٌ من الوجع النديّ على اغتيالِ الياسمينْ. إذْ تسألينْ... إذ تسألينَ اليوم عن جرحي وعن لون السعادة والكآبة عنْ يقين الحالمينْ... إذ تسألينْ... كفّي خذيهِ لتقرأي.. ما قد تبقّى من نزيف الذاكرهْ. من وحشةِ الطرق البعيدةِ ما تبقى من وجوهٍ عابرهْ. كفّي خذيه لتقرأي.... لا شيء في كفي لكي يُقرأْ. لا شيء في كفي... سوى كفٍّ ضَنَاهُ البحثُ عن ملجأْ. والآن..وجهٌ آخرٌ.. لا شيء من تعبٍ ولا ألمٍ ولا.. كلّ الذي في الأمر وصفٌ خاطئٌ مع فارقٍ عرضيّْ. اليوم لا كالأمسْ.. سوزانُ هذا ما أحسّْ.. هاتِ يديك لكي أصدق حَدْسِيَ الكونيّ فيك وأيّ حدسْ.. إني أحبك وانتهى هذا البيانْ.. لا شيء قبل الآنْ.. لا شكلَ قبل الآن.. لا شيء غيرك فيَّ في شعري وفي فرحي وفي حزني ... وفي.. لا شيء يا سوزانْ... |
|