|
ملحق ثقافي
وإذا كان هناك ثمّة مقاربات نقدية لهذه العتبات thresholds, في الرواية العربية عامّة «1» فإنّها تكاد لا تتجاوز أصابع اليد في الرواية الفلسطينيّة «2»! ونظرا إلى ضخامة النتاج الروائي الفلسطيني الذي تجاوز أربعمائة رواية حتى العام 2003«3», فسيتم تناول عتبة العنوان الرئيس وإحالاتها التاريخيّة, والاجتماعية, والسياسية, وأنواعها, ودلالاتها الفنيّة في مجمل هذا النتاج. أما العتبات الكليّة فسيتم تناولها عبر نموذج من أدب الشتات, وهو رواية حسن حميد: «أنين القصب»»4». ووقع الاختيار عليه نظرا لحداثته زمنياً وفنيّاً, ولارتباطه بنزعة النوستالوجياnostalgia إلى مسقط الرأس في فلسطين من جهة ثانية.
عتبة العنوان العنوان بأشكاله الثلاثة: الرئيس, والثانوي, والفرعي, هو العتبة المركزية في جملة عتبات النّص الموازي التي تشمل: الغلاف, والإهداء, والتقديم, ودار النشر, وكلمة الناشر, والتقريظات, والاستهلالات, والهوامش, والتذييلات, واللوحات, وأنواع الخطوط. ولم تعد هذه العتبات التي غُيبِّت طويلاً عن المقاربات النقدية مجرّد ملحقات أو توابع بل باتت تشكّل منجما ثريّاً من المؤشرات التي تُغني النص وتغتني به, فتهبه هويته واختلافه معاً, وتمنحه ـ على حدّ تعبير خالد حسين ـ إشارة المرور إلى العالم «5». ويمكن للدارس أن يعاين معنى «العنوان» ودلالاته ووظائفه عبر الطيف المعجمي والدلالي الواسع له, ويصل مجتهدا إلى أنه: علامة سيميولوجية, استباقية, تواصلية, ذات أبعاد جمالية, وأيقونية, وبصرية, تؤدي وظائف عدّة منها: التعيين, والإيحاء, والإغواء, والتبئيرfocalization.»6».
موقع العنوان في الدراسات النقدية الفلسطينيّة الدراسات النقدية الفلسطينية التي عنيت بالنّص الموازي بشكل عام والعنوان بشكل خاص قليلة جداـ كما أسلفناـ ولا تتجاوز في معظمها الإشارات العابرة إلى العنوان ودلالته على موضوع الرواية. وربما كان هذا التهميش للعتبات النّصية والتغاضي عنها نابعا من النظر إليها بوصفها حلية خارجية من جهة, ومن الانشغال بالمتن وما يحيل عليه استجابة للقارئ الضمني الذي يبحث عن معنى النّص ورسالته لا عن أسلوب اشتغاله وتحقّقه الفنّي من جهة ثانية. واستدراكا لهذا العزوف النقدي عن العتبات النّصيّة جاءت المحاولة الجادة لدراسة عتبة العنوان في الرواية الفلسطينية متمثّلة في رسالة الماجستير التي أعدها فرج عبد الحسيب مالكي بعنوان: «عتبة العنوان في الرواية الفلسطينية: دراسة في النص الموازي» «7».
وتعدّ هذه الرسالة جهدا تأسيسيا في دراسة العنوان نظريا وتطبيقيا, لما اشتملت عليه من توثيق, وتعريف, ورصد, وتحليل للرواية الفلسطينية, وأعلامها, وعناوينها, منذ نشأتها حتى العام 2003م. كما أنها لا تخلو من وجهات نظر وآراء وأحكام وتصنيفات نقدية تستدعي الحوار وصولا إلى بلورتها وتأصيلها. ومن هنا تأتي هذه الدراسة في «مرجعيات ودلالات العنوان في الرواية الفلسطينية» استثمارا لما تحقّق في حقل علم العنوانTITROLOGIE, واستنادا إلى الجهد السابق ومتابعة له وحوارا معه في آن معاً. عنوان رواية البدايات: ما قبل النكبة»1867ـ 1948» ولدت الرواية العربية في رحم التجمعات المدينية ونشأت في عصر النهضة منذ خمسينيات القرن التاسع عشر وما رافقه من تحوّلات سياسية واقتصادية وفكرية عاصفة. فبشّرت بقيم الحق والعدل والحرية, ودعت على لسان شخوصها إلى العلم والأخذ بأسباب التحضّر, ونبذ الجهل والتعصب والاستبداد. كما انشغلت بموضوع البحث عن الهوية عبر علاقة الأنا بالآخر وما تعكسه من تباين في العادات والتقاليد والسلوك والعقيدة. وغلبت عليها النزعة التبشيرية الأخلاقية والوعظية ذات المنحى الرومانسي في سياق من المصادفات والنهايات السعيدة غالبا. ولم تخرج رواية ما قبل النكبة في فلسطين عن هذا السياق في موضوعاتها العامة وبنيتها السردية, وحتى في عناوينها. فقد جاءت بنية عناوين الروايات الأولى التي ما زالت مثار أخذ وردّ في تجنيسها وانتسابها إلى الرواية على نمط شقيقاتها في مصر وبلاد الشام, عبر محاكاة العناوين التراثية المطوّلة والمولعة بالسجع والجناس والطباق أوّلاً, كما في روايات ميخائيل جرجس عورا: «البنون في حب مانون1867», ومحمد التميمي: «الدّر النظيم في أم الحكيم1888», ومحمد عزة دروزة: «وفود النعمان على كسرى أنو شروان1931». واتخاذ الأنثى اسما ولقبا ومرادفا عنوانا لها ثانياً, كما في روايتي جرمانس معقد: «حسناء بيروت 1898», وجمال الحسيني: «ثريّا1934», والاتكاء المباشر على المرجعية التاريخية والدينية والاجتماعية ثالثاً, كما في روايات أديب الجدع: «سيف النبي محمد1921», وجميل البحيري: «وفاء العرب1922», وحنا دكرت: «ظلم الوالدين1920», وخليل بيدس: «الوارث1920». والتناص مع عناوين المحكيات والأمثولات الرمزية رابعاً: كما في رواية إسحاق موسى الحسيني: «مذكّرات دجاجة1943». ويبرز من بين هذه العناوين التقليدية بنيةً ودلالةً عنوان رواية جبرا إبراهيم جبرا: «صراخ في ليل طويل 1946»»8», علامة فارقة, ودالة على تحوّل نوعي في حقل العنونة الروائية الفلسطينيّة, فهو لا يحيل على مرجعية سابقة أو متعيّنة بقدر ما ينفتح على تأويلات متعدّدة تتصل في حقلها الدلالي بالقهر والتمرّد وذلك ما يشي به المتن الروائي من خلال تعبيره عن فكرة التحوّل من الماضي وعتمته, إلى المستقبل وأنواره»9».
عنوان رواية التأسيس: ما بعد النكبة»1948ـ 1967» كان العام 1948م زلزالا عدوانيا, هزّ بنية المجتمع الفلسطيني وخلخلها, وما زالت ضرباته الارتجاعية تتردّد حتى اليوم مدمّرة ومشرّدة أصحاب الحق! ولم يكن من المستغرب ألا تصدر أي رواية في هذا العام بعدما أحرق الصهاينة المحاصيل والمطابع والمكتبات أو استولوا عليها. كما لم يكن من المستغرب أن تأتي عناوين الروايات بعد ذلك تعبيرا مباشراً عن النكبة وحيثياتها وتداعياتها, متخلّصة بذلك من محاكاة العناوين المسكوكة والمولعة بالبديع والزخارف اللفظية, فكانت الرواية الأولى وربما اليتيمة التي صدرت في العام 1949م بعنوان: «فتاة من فلسطين» لعبد الحليم عبّاسي, ثم تلتها على سبيل المثال لا الحصر في الداخل والشتات روايات كل من : راضي عبد الهادي, «الشهيد1950», ومحمد العدناني: «اللهيب1954», وتوفيق معمر: «مذكّرات لاجئ أو حيفا في المعركة1958», وعلي أبو حيدر: «طريق فلسطين1959», وحسين الدجاني: «جرح على أرض المعركة1960», وحسين السيّد: «كانت لنا أيام1960», وجمال سليم نويهض: «مواكب الشهداء1961», وناصر الدين النشاشيبي: «حبات البرتقال1962», ويوسف سالم: «ودقّت الساعة يا فلسطين1962», وسمير قطب: «الفردوس السليب1963», ورجب الثلاثيني: «فداء فلسطين1964» ونواف أبو الهيجاء: «الطريد1966», وعبد العزيز مصالحة: «ثورة العاشقين وأين كرامتي1967». ومن الملاحظ في هذه المرحلة بروز مكوّن الأرض في العنونة سواء أكان باسمها المباشر, الصريح: «فلسطين» أم كناية عنها: «الفردوس السليب», أم بما يدل عليها ويوحي بها: «حبّات البرتقال». وسيستمر هذا المكوّن بزخم في التجارب اللاحقة كونه الثيمة الرئيسة في الصراع مع العدوّ»10». وربما كان هذا الصراع وراء المباشرة في بعض أشكال العنونة المرتبطة بحرارة التجربة وراهنيتها, ووراء انشغال الكتّاب في هذه المرحلة بالأحداث, وبالوقائع, وباستعادة التاريخ, أكثر من انشغالهم بالعالم الداخلي للشخصيّات, و بتنويع تقنياتهم الفنيّة. كما برز للمرة الأولى العنوان الرئيس الذي ُيعطف عليه عنوانٌ ثانوي لإزالة الالتباس وتوسيع دائرة الدلالة كما في رواية: «مذكّرات لاجئ أو حيفا في المعركة1958». وكما برز عنوان «صراخ في ليل طويل» لجبرا إبراهيم جبرا مغرّدا خارج السرب في مرحلة البدايات, يبرز في هذه المرحلة عنوانا روايتي غسان كنفاني: «رجال في الشمس1963», و«ما تبقّى لكم1966», ليتابعا ويعمّقا اتجاه جبرا في العنونة الجمالية المنفتحة على التأويل, التي تستثير مخيّلة المتلقّي receiver وتحفّزه على معرفة ما تضمره من معان ودلالات, بعيدا عن الإسقاطات المباشرة التي تتيحها العناوين السابقة. عنوان رواية التأصيل: النكسة وانطلاقة الكفاح المسلّح»1967ـ1982» شهدت هذه المرحلة إقبالا واسعا على الكتابة الروائية من أجيال مختلفة زمنيا وفنيّا, وقفز عدد الروايات المنشورة إلى معدّل رواية كل شهر, وبرزت فيها للمرة الأولى أسماء كاتبات فلسطينيّات مثل هيام رمزي الدردنجي, وسلوى البنا, وفاطمة ذياب, وسحر خليفة, وإنجيليا صنبر, وليانة بدر. كما تنوّعت وتجاورت المضامين والرؤى والأساليب الفنيّة, ما بين رومانسية وواقعية ورمزية, في العمل الواحد أو في أعمال مختلفة, مقاربة بذلك حالة النهوض الثوري المتمثل في العمل الفدائي, والتفاؤل بالمستقبل, أو حالة اليأس والضياع والتيه. وأمام هذا الزخم الروائي شهدت العنونة تنوّعا على مستوى التركيب النحوي, والبلاغي, والدلالي, وبرز المكوّن الزمني في العنوان بوصفه ثيمة لأحداث مصيرية, كما في روايات:أميل حبيبي: «سداسية الأيام الستّة1969», وهارون هاشم رشيد: «سنوات العذاب1970», ورشاد أبو شاور: «أيام الحب والموت1972». وتعزّز المكوّن المكاني بتفاصيل وفضاءات متباينة ما بين الضفة والمنافي والمخيّمات , كما في رواية نبيل خوري: «حارة النصارى1969», وغسان كنفاني: «عائد إلى حيفا1969», وجبرا إبراهيم جبرا في روايتيه:«السفينة1970», و«صيادون في شارع ضيق1974», ويحيى يخلف: «نجران تحت الصفر1975», وأفنان القاسم: «الشوارع1979» وجمال الناجي: «الطريق إلى بلحارث1982». وفي الوقت الذي ظلت فيه بنية الجملة الاسمية وشبه الجملة بصورها المتعدّدة متسيّدة على المستوى النحوي في أطلس العنونة الفلسطينية برز تركيب الجملة الفعلية التي تضفي دينامية خاصة على العنوان كما في رواية سحر خليفة: «لم نعد جواري لكم1974». كما برز العنوان/ الرقم, كما في رواية توفيق فيّاض: «المجموعة 877/ 1974», والعنوان المنحوت كما في رواية عدنان عواملة: «الخزعندار1979». عنوان رواية التجريب: اجتياح بيروت/أوسلو»1982ـ 2009» يلقي كل من اجتياح بيروت وخروج المقاومة الفلسطينية منها إلى المنافي الجديدة, وانتفاضة الحجارة, واتفاق أوسلو, بظلاله على هذه المرحلة على مستوى الموضوعات, وعلى مستوى التأمل في التجربة الفنيّة للرواية في آن معا. وهو ما تعبّر عنه عناوين مثل: «آه يا بيروت1983» لرشاد أبي شاور, و«زمن اللعنة1983» لأحمد عمر شاهين, و«يوميات بيروت1983» لعلي حسين خلف, و«الهجرة إلى الجحيم 1984» لمحمود شاهين, و«أربعون يوما بانتظار الرئيس1992»لأفنان القاسم, و«عو... 1992» لإبراهيم نصرالله, و«ليل الضفة الطويل1993» لعادل الأسطة, و«بدد1999» لنعمة خالد, و«نهاية شيء ما» لنادر عبد الله, و«حب في منطقة الظل: رواية شظايا مكان» لعزمي بشارة. وتبرز نزعة الحنين إلى الماضي وإلى مسقط الرأس واستحضارهما في عناوين هذه المرحلة كما في رواية حسن حميد: «جسر بنات يعقوب1996», وإبراهيم نصر الله :«زمن الخيول البيضاء2008». إن جماليات العنوان في الرواية الفلسطينيّة لا يمكن حصرها بمرحلة معيّنة من مراحل تطورها, وإنما يمكن أن تتبدّى في كل مرحلة من زاوية تمثيلها لمضامين المتون التي تتناولها, وانفتاحها عليها, وتناغمها معها, وإغنائها والاغتناء بها. ويمكن للدارس أن يقترح معايير أوليّة لتحقّق جمالية العنوان فنيّاً تتمثّل في دقّته ونفاذه, وتكثيفه, ورمزيته, وإيحائه, وانفتاحه على التأويل, وشاعريته, وحواريته مع النّص, ومرجعيته, وإغوائه للمتلقي. وذلك ما نجده في عناوين عدّة على مدار التجربة الروائية الفلسطينيّة, منها على سبيل المثال: «رجال في الشمس» لكنفاني, و«السفينة» لجبرا, و«الصبّار1976» لسحر خليفة, و«إلى الجحيم أيها الليلك 1977» لسميح القاسم, و«نهر يستحم في البحيرة1997» ليحيى يخلف. ـ جماليات العتبات النّصية في: «أنين القصب» لحسن حميد: تدخل العتبات بوصفها نصّا موازيا ضمن دائرة اشتغال المؤلف الحقيقي أو الناشر على النّص. ولأن تلك العتبات لم تعد ارتجالية أو اعتباطية بل أصبح لها استراتيجيتها الخاصة المعنية بتحقيق وظائف عدّة منها: الجمالية, والإغوائية, والتسويقية, والدلالية, فإن ثمّة اشتغالا واضحا عليها في هذه الرواية. فهناك عتبة العنوان الرئيس: «أنين القصب» الذي طبع على الغلاف الأوّل بلون أحمر جاذب وبخط مائل يحاكي انحناء القصب الحنون, وهو يجمع في صيغته التركيبية بين جمالية الاستعارة, والانفتاح الدلالي على المتن النّصي للتغريبة الفلسطينية المتّشحة بالتوجع والحزن, محقّقا بذلك تناصه اللفظي والدلالي: «في الليل لم يكن من رفيق لهم في رحلتهم المعتمة سوى حفيف القصب الذي أحاط بالنهر...حفيف راح يتعالى ويشتدّ كلّما اقتربوا من جسر بنات يعقوب. وحين تخطّوا الجسر وأصبحوا في الطرف الشرقي صار الحفيف أنينا لقصب يبكي..ص358». وهناك العناوين الفرعية التي تسرّع الانتقال من مشهد إلى آخر, وتشكّل نقاط ارتكاز للقارئ في البرنامج السردي, ويختص كلّ منها بفصل من الفصول الثلاثة والعشرين, ومنها ما يشير إلى الأمكنة المتعيّنة «سوق الخالصة», «العبّاسية», التي تعلّق القراءة وتستدعي الذكريات الحميمة, أو يشير إلى الشخصيات المحورية:« دندي وشتيوي», والشخصيات المرجعية الجاذبة «الراهب عطايا», «الشيخ المصباحي», أو إلى حدث يشكّل منعطفا دراميا : «الرحيل إلى أمريكا», « موت شتيوي». وهناك عتبات الهوامش والحواشي والتذييلات والاستدراكات التي تقوم بوظائف التفسير لما حدث, أو التعليق عليه من قبل الراوي نفسه, أو راو آخر بصيغة مختلفة. وتنوّع صيغ هذه العتبات يشيع دينامية عالية في جسد النّص تستدعي قارئا نوعيا ويقظا, يتفاعل مع معطياتها الدلالية, ويربط ما بين مسافاتها السردية وإحالاتها المكانية والتاريخيّة والنفسيّة. وإذا انتقلنا إلى عتبة الإهداء التي تقول: «إلى رواة الرواية ..أحياء وأمواتا» فإننا سنقف على أوّل حافز إيهامي بواقعية الأحداث والأبطال, هذا الحافز الذي تعزّزه عتبة «الاستهلال ص17» عبر الإشارة العامة إلى مرجعيات المؤلف بقوله: «هذا كتاب من كتب, لا فضل لي فيه, ولا يد. كتب أشبه بالسير الذاتية لأناس عاشوا الأحداث, وعاينوها, ووقفوا على معانيها ومغازيها.. ص17». أما عتبة المقدّمة التي تعدّ «القنطرة أو المعبر من العنوان إلى النّص»»11» فتأتي بقلم فيصل درّاج بعنوان: «بمثابة تقديم مجزوء» لتوجه القارئ, ولتضيء عوالم النّص برقياً, ولتشكّل حافزا آخر على اقتناء الكتاب وقراءته, لما يتمتّع به كاتبها من طيف إيديولوجي مؤثّر, وثقل معرفي, ومصداقية نقدية أولا, ولما تبشّر به من موهبة روائية ثانيا, ولتأكيدها على المرجعية الشفوية التي توهم أيضا بواقعية وربما بحقيقية أحداث وشخصيّات النّص ثالثاً. وجاء تدوين الناشر لمقطع من هذه المقدّمة على الغلاف الأخير حافزا آخر على الاهتمام بالرواية وترويجها. ويأتي في النهاية تنويه الناشر«دار الفكر» إلى أن منشورات الدار تخضع للتحكيم والتدقيق اللغوي, ليسهم في إضفاء مسحة من الجدية والمنهجية التي تعزّز أهمية هذا النّص. إن مجمل هذه العتبات إلى جانب لوحة الغلاف لفاتح المدرّس التي تجمع ما بين التشخيص والتجريد وتستدعي التأمل في الوجوه والظلال والألوان, تتناص مع المتن الروائي عبر علاقة جدلية من الخارج إلى الداخل ومن الداخل إلى الخارج معمّقة دلالالته وموسّعة أفق تلّقيه الجمالي, وبذلك تكمن أهميتها وضرورتها. حذفت الهوامش لضرورة النشر |
|