|
ملحق ثقافي وبناء على هذا، لا يمكن أن نقول إن لدينا – هنا والآن – رواية عربية جيدة أو شعراً عربياً جيداً، إلا إذا كانت هذه السمة عامة وأغلبية. ولا يدل وجود عمل أو اثنين مقبولين نوعاً ما على أن أدبنا بخير، أو أنه يؤسس لثقافة جديدة وجيدة. المشهد الأدبي محزن الآن لدرجة كبيرة، والأسباب كثيرة، ولكن أهمها هو اقتناع الكاتب بأن ما يكتبه هو هرم الإبداع ولا يضاهيه فيه أحد، إضافة إلى ضعف ثقافة الكتاب وعدم قراءتهم للأعمال الأدبية التي تنتج باللغات الأخرى، وقصورهم في الاطلاع على ما وصل إليه الآخر من منجز ثقافي بشكل عام. وبدلاً من ذلك، فإننا نرى اليوم أن الكتابات كثيرة، ولا تعد، وغالبيتها الساحقة لا تنتمي إلى الأدب، وتقدم شيئاً يذكر، ويصر أصحابها على أنهم وصلوا إلى أعلى سلم المجد، لأن بعض أصدقائهم ومعارفهم أخبروهم بعظمة ما يكتبون. هذا إضافة إلى أن بعض دور النشر تشارك في هذا الخداع، وتقيم حفلات توقيع لأشخاص لم يصلوا بعد إلى مرحلة صياغة جملة سليمة واحدة. نعم، الحقيقة هي الكل، وما يجري الآن لا يشبه الأدب في شيء، وإنما هو نوع من أنواع الجدري الذي يطفح على جسد الثقافة العربية، وليته يكون من النوع الذي يمكن معالجته، كي يعود هذا الجسد إلى الشكل الذي كان عليه، على أقل تقدير. |
|