تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نفط وتحريض... في جعبة تشيني

البقعة الساخنة
الأحد 16/3/2008
علي نصر الله

بعد بوش ورايس, تشيني في المنطقة اليوم, فهل هناك من جديد في الجعبة الأميركية غير التحريض على إيران, وإعلان الحرب على حركات المقاومة, والبحث في قضايا النفط والطاقة?!.

في الخبر الرسمي المعلن هذا ما تم التركيز عليه, ولم تخف المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو عناوين الزيارة, غير أن بوش مبتدع خطة خارطة الطريق أعلن أن من بين أهداف جولة نائبه تقديم التطمينات للاسرائيليين والفلسطينيين بشأن التزام بلاده بالعمل من أجل التوصل لاتفاق سلام يستند الى الخطة سيئة الذكر.‏

وربما يحمل تشيني معه مخططاً جديداً بعد الاخفاق المدوي لمخطط إحراق غزة, وبعد فشل خطة رايس-أبرامز التي كشفت منها مؤخراً مجلة فاينيتي فير, ولن يكون لبنان بعيداً عن دائرة اهتمام زعيم المحافظين الجدد خصوصاً بعد العجز الذي يبديه ديفيد وولش هناك رغم كل التسهيلات التي تقدم له.‏

رايس التي أنهت زيارتها الأخيرة للمنطقة على وقع العدوان على غزة كان لبنان حاضراً في أجندتها, وقالت إن هدف المدمرة كول والبوارج الأخرى حماية مصالح أميركا وحلفائها, لكن تشيني يصل الى المنطقة فيما تسود أجواء تميل الى الرغبة في التهدئة بعد عملية القدس التي أحيت معادلة توازن الرعب فماذا عساه يقول في كول وأخواتها?!.‏

من المتوقع أن يعمل تشيني عن قرب على تشجيع أولمرت وتجديد الدعم لمخططاته في العدوان والاستيطان في الوقت الذي يروج فيه لمقولة أن واشنطن تدعم الوساطات الجارية لاعلان التهدئة المتبادلة الاسرائيلية-الفلسطينية إفساحاً في المجال للعودة الى استئناف المفاوضات التي لن تقترب من القضايا الجوهرية في حال من الأحوال.‏

ولن يتخلف الموفد الأميركي عن تكرار واجترار ما درجت إدارته على اجتراره من أنها ترى في إيران التهديد الحقيقي لمستقبل المنطقة ولمسيرة الأمن والاستقرار فيها, وبالتالي فإن زيارته لن تكون إلا امتداداً لحملات التحريض الأميركية-الاسرائيلية ضد طهران.‏

على أن العراق والنفط الذي تسجل أسعاره أرقاماً قياسية تبقى الأولوية التي تتقدم على ما سواها خاصة بعد صدور تقرير البنتاغون الذي تحدث صراحة عن هشاشة وصعوبة الوضع في العراق وعن الخسائر الأميركية المتعاظمة هناك.. أربعة آلاف جندي وثلاثة تريليونات دولار.. والحبل على الجرار.. فهل يقدم مستضيفو تشيني له ولسيده في البيت الأبيض طوق نجاة آخر منتهي الصلاحية?!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية