تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين القمتين

حدث وتعليق
الأحد 16/3/2008
هيثم صالح

بالامس في بيانها الختامي تبنت قمة داكار الاسلامية جملة من القرارات الاجماعية لعلها تمثل في حال تطبيقها جوهر الحل لمشاكل المنطقة العربية والاسلامية , ابرزها قضية فلسطين المركزية والصراع العربي الاسرائيلي وقضية الجولان المحتل وضرورة عودته إلى وطنه الام سورية.

وبالرغم من ان هاتين القضيتين قد حظيتا بالاجماع العربي والاسلامي إلا ان هذا الاجماع لايعدو كونه اجماعاً كلامياً ليس له اي معنى مالم يتجسد على ارض الواقع من خلال الافعال لا الاقوال .‏

فمشكلات المنطقة ومنذ عشرات السنين ومارافقها من بيانات لقمم عربية واسلامية متواترة لم تجد بعد طريقها إلى الحل وهذا يعود لسببين اساسيين:‏

أولهما: ان العدو الاسرائيلي محاط بالدعم الاميركي والغربي المادي والمعنوي الامر الذي يوفر له كل اسباب التعنت والصلف والرفض للقرارات الدولية والعربية .‏

وثانيهما: تراخي العرب والمسلمين حيال تطبيق قراراتهم المتخذة خلال قممهم المتعاقبة وانعدام الارادة العربية ووحدة الصف للضغط على دول القرار الكبرى اقتصادياً وسياسياً لارغام اسرائيل على الامتثال لتلك القرارات وتنفيذها واعادة الحقوق إلى أصحابها العرب.‏

أما الآن ونحن على اعتاب استحقاق عربي كبير حيث لايفصلنا سوى أسبوعين عن موعد انعقاد قمة دمشق فإن جل مايأمله المواطن على امتداد الساحة العربية أن تأتي القمة القادمة على قدر التحديات التي تواجهها المنطقة والتي بلغت في الآونة الاخيرة حداً لم يعد يجد معه التراخي ولا حتى الاساليب التي اتبعها ويتبعها العرب في تعاطيهم مع ما تتعرض له المنطقة من محاولات التفتيت والالغاء.‏

ولعل الاجماع الذي تم في قمة داكار يشكل حافزاً ودافعاً للعرب الذين كانوا جزءاً منه ليوحدوا كلمتهم ويتجاوزوا كل العقبات والصعوبات التي تعترض عملهم العربي المشترك حيال كافة القضايا المطروحة وليخرجوا بموقف موحد يحدد العدو من الصديق والاهم من هذا وذاك ان تكون مقرراتهم قابلة للتنفيذ ولا سيما وان مع كل قمة جديدة تكون الاحداث والتحديات أشد خطورة واكثر مأساوية . فهل يفعلها العرب هذه المرة?.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية