|
معاً على الطريق مشكورة نظمت لها السفارة الكندية في دمشق حفلا تعريفيا,غنت ليندا فأشجت وأطربت وأفرحت بل و(أرقصت),فقد تمكنت من ضفر إيقاعات متباينة ما بين الغربي والعربي والإفريقي من دون أن تفرط بالإرث الروحي والحضاري والحامل الفكري لكل منها ما أنتج توليفة مبدعة وأصيلة تجمع الغريزي مع العاطفي مع العقلاني فاستطاعت أن تعبر عن نفسها كمبدعة عربية منفتحة على ثقافة الغرب من دون استخذاء أو تصاغر. فإلى أغنيات مستعادة من كلاسيكيات الغناء الفرنسي كانت أغنيات تحكي عن ألم الهجرة واللجوء وأخرى تجاوزت الهم الذاتي والفردي والتحمت بقضايا نسوية عامة أو إنسانية أكثر شمولا مثل أغنيتها عن جوهرة المرأة الصومالية المهاجرة هي الأخرى لكن مع فارق أنها لم تحط الرحال في بلد غربي بل في أوغندة,لأن ما كان يعنيها فقط هو النجاة بأطفالها من براثن الموت الهمجي فانشغلت في بلد اللجوء بعمل مضن يقربها من أجلها كي تحفظ حياة أحبائها.. مزجت الشابة الجزائرية الأصل ما بين اللغتين العربية والفرنسية فتيقنت كم جسرت من هوات ونزعت من غشاوات عن بصائر من سمعوها وكم حببت إليهم العربية والعرب بعيداً عن التنميط الكسول والمؤذي. لا شك ان المحيط الخارجي والظرف الموضوعي قد ساعداها كثيرا على التفتح والتحقق لكن علينا ألا نغبن تربتنا المهيئة هذا ما راودني وأنا أتابع تحقيقا على الفضائية السورية (أعده الزملاء ماريا,وفاء وماهر)عن ظاهرة المعاكسات والتحرشات,وفيه أجمع الشباب على تحميل الفتيات(متوقع)مسؤولية ما يتعرضن له لأنهن لا يراعين مشاعر الشباب وغرائزهم,أما الفتيات فقد تراوحت ردودهن ما بين الاستطراف والتفهم وما بين التنديد أو حتى التهديد,إلا أن واحدة أبهجتني قدرتها على التحليل والاستقراء عندما رأت في الظاهرة تعبيرا ذكوريا عن رغبة الرجل في الاستفراد بالشارع ودفع المرأة للتقوقع في المنزل..إن فتاة تمتلك هذا العقل والذكاء والمنطق لقادرة على اجتراح المعجزات إن هيأنا لها المناخ المناسب. dianajabbour@yahoo.com |
|