تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فقراء آخر زمن

أبجد هوز
الأحد 16/3/2008
معتصم دالاتي

افرحوا يافقراء الوطن . وهللوا طربا فقد صار بإمكانكم أن تركبوا الشام ويا أطفال فقراء الوطن ارقصوا وهيصوا , فسوف يتاح لكم أن تلعبوا بزمور الشام . فالذي كان حلما صار في متناول اليد والرجل والمؤخرة. فاليد على الدركسيون, والرجل على دعسة البنزين, والمؤخرة على المقعد الوثير لسيارة الشام.

مصرف التسليف الشعبي الذي كان يقصده ذوو الدخل المحدود للحصول على قروض بسيطة لتيسير بعض أمورهم, وينوءون سنتين أو ثلاث بتسديد الأقساط,فتح هذا المصرف أمامهم فرصة نادرة,إذ سوف يقرضهم مبلغاً محترماً لشراء سيارة الشام ..وأتى بعده المصرف العقاري ليشجع هؤلاء المساكين على اقتناء تلك السيارة,مع أن اسمه يوحي أن مهمته تأمين مساكن لهؤلاء المساكين,وبما أنه عجز عن ذلك فليلحق نفسه بتقديم جائزة ترضية على شكل سيارة بدلاً من المنزل.‏

ثم يعود مصرف التسليف الشعبي مجدداً ليعلن مفاجآته برفع سقف القرض لأجل السيارة ورفع السقف قضية بالغة الأهمية.‏

فالسقف المنخفض مسؤول عن ثلاث عاهات تصيب الفقراء.هي انحناء الرأس وتقوس الظهر وانقراص الفقرات.ولذا نلاحظ القامة المشدودة والقوام الممشوق للأغنياء,لأنهم لا يعانون من أزمة السقوف.‏

هنيئاً لأصحاب الدخل المحدود فالمصارف مشرعة أبوابها أمامهم و سوف يكون لديهم سيارات حتى وإن لم يجدوا لها مكاناً أمام بيوتهم أو أماكن عملهم.فسيطالبون الدولة باستيراد أو تصنيع شوارع جديدة لكن الأهم من هذا وذاك أنهم بعد الحصول على سيارة لن يخجلوا من الدائنين الذين لم يكونوا يجدون شيئاً يحجزونه لاستيفاء ديونهم.أما الآن فسيشمخ الواحد منهم بأنفه ويزعق بوجه دائنه: إذ بدَّك .احجز السيارة.. إيدك وما تعطيك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية