تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إسرائيل تندب فرصة «تاريخية» في سورية !!

The Guardian
دراسات
الثلاثاء 25-12-2018
ترجمة غادة سلامة

يقول جانين دي جيوفاني : سوف يدمر إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب الانسحاب السريع من منطقة شرقي الفرات في سورية أي ثقة في الولايات المتحدة حيث تستجيب أوروبا بجزع لاستقالة وزير الدفاع الأمريكي.

أما بالنسبة للرئيس التركي ، رجب طيب أردوغان فان رسالة ترامب له هي نعمة. لان تدخل الولايات المتحدة في سورية يعني تمكين الأكراد ، الذين كان يعتبرهم دومًا تهديدًا وجوديًا. أردوغان الذي يقول: إنه مستعد لشن عملية عسكرية جديدة عبر الحدود في أي لحظة ضد وحدات حماية الشعب الكردي , وقد ردد وزير الدفاع ، خلوصي اكار ، موقفه المتشدد ، الذي قال إن تركيا تستعد «بشكل مكثف» لشن هجوم عسكري شرق نهر الفرات في سورية ، حيث قاتلت القوات التي يقودها الأكراد تنظيم داعش الارهابي الذي تدعمه تركيا . وقال للمراسلين الأتراك إن المقاتلين الأكراد هناك قاموا بالفعل بحفر خنادق وأنفاق تحسبًا لعملية عسكرية. «ولكن مهما حفروا ... يقول خلوصي اكار عندما يحين الوقت سوف يدفنون في الخنادق».‏

ولطالما تعرض اكراد تركيا بشكل خاص والاكراد بشكل عام من خيانة الدولة العثمانية لهم , وهم الآن مهجورون مرة أخرى. ولعل الانسحاب السريع للولايات المتحدة سيتركهم عرضة للأتراك, يقول يورغن ستوك ، رئيس الإنتربول ، إن تنظيم داعش الارهابي بدأ يظهر بشكل كبير وخطير في أوروبا ، حيث سيتم إطلاق سراح مقاتلي الجيل الأول من السجن قريباً.‏

بالنسبة للمسؤولين الأميركيين المطلعين فإن الأخبار مدمرة - وقد تسببت في استقالة وزير الدفاع الأمريكي ، جيمس ماتيس ، وقال بريت ماكجورك كبير الدبلوماسيين في واشنطن من هذا الشهر «لا أحد يعلن أن المهمة قد أنجزت» مضيفا أن حملة طويلة الأجل لضمان الاستقرار وهي ضرورية للولايات المتحدة.‏

لقد أثار القرار الأمريكي بالانسحاب من شرق سورية، بعد وجود طويل ودعم كبير للمقاتلين الأكراد هناك، تساؤلات حول الطرف الذي سيسد الفراغ الذي سيخلفه الأمريكيون.‏

وكانت القوات الأمريكية تمتلك وجودا في مختلف مناطق شرق الفرات. وإلى جانب مناطق شرق الفرات، هناك وجود امريكي في قاعدة في منطقة التنف قرب الحدود العراقية الأردنية السورية. وقال البيت الأبيض الأربعاء الفائت إن أمريكا «بدأت بإعادة القوات للوطن مع انتقالها للمرحلة التالية في هذه الحملة»، مضيفا أن «الانتصارات على تنظيم داعش الارهابي في سورية لا تشير إلى نهاية التحالف العالمي أو حملته».‏

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن الولايات المتحدة «بدأت بإعادة قوات من سورية إلى الوطن مع انتقالها إلى مرحلة جديدة في الحملة ضد تنظيم داعش الارهابي» وفي أول تعليق له قال ترامب على «تويتر»: «لقد هزمنا تنظيم داعش في سورية وكان ذلك السبب الوحيد لوجود قواتنا هناك خلال فترة رئاستي». الخبير بالشؤون الروسية تيمور دويدار، أوضح في حديث أن الوجود الأمريكي في سورية كان رمزيا لا أكثر، وإن أغلب العمليات هناك كانت تتم من قواعد مجاورة، أو باستخدام الطيران. ولفت إلى أن الانسحاب العسكري لن يترك فراغا على الأرض وكان متوقعا منذ العام الماضي، إذ أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رأى ان لامحالة أنه خاسر في سورية وأن الحرب انتهت في سورية وأن سورية انتصرت.‏

وقال دويدار أن الأزمة السورية في طريقها إلى الحل قريبا، وإن على المجتمع الدولي دعم الدولة السورية من أجل إعادة بناء البلاد. وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تكون طرفا في إعادة الإعمار، وإن على دول الجوار الاضطلاع بهذا الدور، خصوصا تركيا والدول العربية. وعمّا إذا كان الانسحاب الأمريكي سيسرع من وتيرة العملية العسكرية التركية المرتقبة في الأراضي السورية، قال دويدار إن المنطقة ليست بحاجة إلى مزيد من الاشتعال والدماء.‏

وفي أول رد من الطرف الذي سيكون الأكثر تأثرا من الانسحاب الأمريكي، عبرت ما يسمى «قوات سوريا الديمقراطية» عن غضبها من القرار الأمريكي بسحب قواتها من سورية. وقالت «مصادر قيادية كردية « قولها إن «انسحاب القوات الأمريكية في حال جرى، سيعد خنجرا في ظهر قوات سورية الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية». دوليا، رحبت روسيا بالقرار الأمريكي، واعتبرت أن الخطوة «ستفتح آفاقا للتسوية السياسية في هذا البلد». وأعربت المتحدثة الروسية، ماريا زاخاروفا، عن «قناعة موسكو بأن القرار الأمريكي بسحب القوات سيؤثر إيجابا على تشكيل اللجنة الدستورية السورية وعلى الوضع في منطقة التنف الحدودية بين سورية والأردن». من جانب آخر، رفضت بريطانيا القرار، وقالت على لسان وزير الدولة بوزارة الدفاع توبياس إلوود إنها لا تتفق مع الرئيس الأمريكي بشأن هزيمة تنظيم الدولة في سورية. فيما سارعت الصحافة الإسرائيلية إلى التعليق على القرار الأمريكي بالانسحاب من سورية، باعتباره خبرا سيئا لإسرائيل، لعدة اعتبارات سياسية وعسكرية.‏

فقد ذكر رون بن يشاي، الخبير العسكري، أن «القرار الأمريكي مفاده أن يترك حلفاء الولايات المتحدة يواجهون مصيرهم بأنفسهم، لا سيما الأكراد. وأضاف أن «إسرائيل تنظر لهذه الخطوة الأمريكية بكثير من السلبية ، وأن هذا القرار كما لو أن الولايات المتحدة لا تنظر بعين الحرص على مصالح حلفائها في الشرق الأوسط، والأمر لا يقتصر على إسرائيل والأردن فقط، وإنما كذلك على السعودية». وأكد أن «الانسحاب الأمريكي من سورية سيجعل الحلفاء الأكراد يشعرون بخيانة الأمريكان في شرق البحر المتوسط، مع العلم أن قرار ترامب بالانسحاب من سورية جاء لأسباب اقتصادية، دون أن يوضح ما المقصود بعبارة «إعادة انتشار قواته».‏

وختم بالقول إن «خيارات واشنطن بعد انسحاب قواتها من سورية ستتراوح بين نقل مستشاريها العسكريين من سورية إلى الأردن، أو تكتفي بأولئك المقيمين في العراق من أجل استكمال محاربة تنظيم داعش الارهابي ، وربما تذهب لخيار تفعيل قواتها الجوية من سفن الأسطول السادس المنتشر في البحر المتوسط، لكن كل ذلك ما زال محاطا بكثير من الضبابية وعدم الوضوح، المهم أنه على كل الأحوال نحن أمام أخبار غير سارة» يقول الخبير العسكري الاسرائيلي .‏

ونقلا عن وزير إسرائيلي كبير، أخفى هويته، قوله إن «الانسحاب الأمريكي من سورية هو بمنزلة تضييع فرصة تاريخية، ولذلك لا تنظر له إسرائيل بكثير من الترحيب».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية