تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أعيادنا ...نوافذ مفتوحة لأفراح الوطن

مجتمع
الثلاثاء 25-12-2018
غصون سليمان

طقوس الفرح عند السوريين تفتح نوافذها المختلفة على آفاق أمل وطموح بحدوث الأفضل وإن تلونت مساحات الحزن والألم على امتداد جغرافيا الوطن

فرح وسرور بلون الميلاد يسردها حنين الصغار وبوح الكبار لقصص وحكايات تبعث الدفء والصفاء في نفوس عللّها الوجع وخطف بريقها سلوك عالم مجرم متوحش،سرعان ما لفظه وعي شعب وإرادة أمة تعرف كيف تعشق الحياة ..‏

خضرة الميلاد الوارفة زائرة لكل نفس وبيت سوري لا يقتصر حضورها على طائفة أو لون بل يحتفل فيها وبرمزيتها النسيج الاجتماعي بعمقه الروحي والإنساني.‏

مفتاح السر رسالة محبة نابعة من القلب والضمير والوجدان لمن كان على العهد وفيا..رجال صدقوا في الميادين وعمدوا بدمائهم الزكية الطاهرة أديم التراب..صانوا أرضا ووطنا وحموا شعبا،وبلسموا جراحا ..أبطال الجيش العربي السوري وكل شريف وقف معه من شقيق وصديق وحليف كانوا صخرة الأمن والأمان، أعادوا لأيام الميلاد وكل أعياد الوطن،الدينية والوطنية والاجتماعية الأجواء الطبيعية إلى حد كبير وان كان فقد الأحبة بما يتركه من أسى وندوب في الجوارح لا يرممه كل أفراح الكون سوى انتصار وطن .‏

سورية الحاضرة باسمها وتاريخها وانجازاتها..سورية التي طوقها أبناؤها بأسوار الحب وضحوا من أجلها بالغالي والنفيس ،جعلوها أغنية على كل شفاه،قصيدة شعر ،ولحن عذب،يليق بها ، الفن والجمال،الجد والنشاط ،الأمل والعمل والتفاؤل ،بأن القادم من الأيام لابد أن يحمل فرجا وانفراجا على كل صعيد ..‏

احتفالات وأنشطة وفعاليات مجتمعية أهلية ورسمية عمت معظم المدن والمناطق تعبر عن الفرح لانتصارات الجيش العربي السوري وعودة الحياة للعديد من المناطق المحررة،وانطلاق تباشير التعافي الاقتصادي بحضور انتاج الحرف والورش الصناعية والزراعية في الاسواق والصالات الاستهلاكية .لتكتمل بذلك فرحة عيد الميلاد بين طفل تواق لأرجوحته..وطالب يقدم امتحاناته وأم تنتظر عودة غائب .‏

أجواء روحانية متداخلة، خليطة بالمشاعر والأحاسيس التي تنبض بالدعاء لوطن وشعب نال منه الإرهاب غدرا وجحودا ما يكفي لكنه لم يكسره.. فالإرادة صنعت المستحيل، بين معجزة شعب وجيش وقائد أذهل الكون .‏

أعياد الميلاد والأضحى والفطر بقيت أجواؤها عامرة بأنفاس شعب سوري أصيل منذ حاول الأعداء اختطاف البهجة من عناوينهم قبل ثماني سنوات من عمر الألم السوري.أحيوها بطرق مختلفة بين دموع الألم والفرح ، جربوا فيها كل التفاصيل التي تظهر نكهة الانسان السوري الغيور المحب ، العاشق لأرضه ، المضحي من أجله ،الفاعل لاستمرار تقدمه .وهاهو اليوم يقدم أجلّ ما لديه من ألوان العطاء واختراع وابتكار وتفوق على جميع المستويات .‏

علم عربي سوري بقي مرفوعا على الجبين حيث العلا والكبرياء يزرع أرضا ويحرس حدودا ويحمي سماء .فبورك لوطن المحبة والسلام صفاء النفوس وهي تحيي عيد الميلاد.. ميلاد رسول المحبة والسلام والأمان والتسامح في أرض المهد والعبور إلى شاطئ الانسانية حيث وجهها في كل مكان . نبارك لأبطالنا وبواسلنا الذين وفروا مساحات الأمان ليستيقظ الفرح من جديد في النفوس الصغيرة والكبيرة ،يحدونا الأمل بعودة كل مفقود ومخطوف ومظلوم إلى حضن أمه ووطنه ونضيء كل لحظة شموع الميلاد ، فيما تحولت صور الشهداء إلى قناديل تزين أشجار الميلاد بعد أن باركتها السماء وعطرها التراب المقدس ..‏

فكل عام وسورية المنتصرة بألف خير جيشا وشعبا وقائدا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية