تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


زيارة البشير.. بيان انتصار سورية

معاً على الطريق
الثلاثاء 25-12-2018
د. عبد الحميد دشتي

ستظل قراءة زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لقبلة العروبة وقلبها النابض سورية مشروعة، فهي الأولى لرئيس عربي منذ بداية الحرب الكونية عليها ولما لها من تداعيات ومدلولات سوف تستمر لأمد بعيد في وقت يتهيأ فيه العالم أجمع للإقرار بالتحولات التي سيحدثها الانتصار الأسطوري بعد هزيمة المشروع (الصهيو- أميركي -التكفيري)

الذي كان يهدف لرسم خريطة جديدة جغرافية وسياسية واقتصادية لتحقيق ما يسمى بـ (صفقة القرن) وهذا لم يعد خافياً على أحد مهما تعددت مسميات الصفقة.‏‏

إن زيارة البشير كما بدا واضحاً لم تكن شخصية أو ذات طابع اقتصادي من خلال المشهدية التي جمعت الطاقم السياسي والأمني الذي كان في استقباله ووداعه، وما دار في الاجتماع المغلق بينه وبين الرئيس الأسد.‏‏

البشير كان يحمل رسائل عربية وعالمية ما زالت مموهة تضمنت الإقرار بالانتصار السوري وإن كانت تخلو من الإقرار الواضح بالهزيمة المهينة لمحور العدوان. وهذا ما يفسر الانسحاب الأميركي ووجوده غير الشرعي ولا يشكل أي أهمية شمال شرق الفرات ومنبج بذريعة أن القوات الأميركية تمكنت من تحقيق أهدافها بمحاربة الإرهاب والانتصار على (داعش) كما زعم ترامب، ما يعني ميدانياً أنه عجز عن تطهير سورية من الإرهابيين وهو إقرار بأن هذا من مهمات الجيش السوري وحلفائه وليس لغيرهم أي الأتراك، وبعض الكرد (الذين سيضطرون للعودة الى رشدهم الوطني).‏‏

إن الدول التي حمَّلت البشير رسالة إقرار بانتصار سورية وقيادتها وجيشها وشعبها في المؤامرة الكونية، هي أشبه ما تكون ببيان إعلان (منتصر ومهزوم) متضمنة تسليماً بأن القيادة السورية وحلفاءها من حقهم أن يفرضوا شروطهم السيادية التي تحفظ الدولة بعيداً عن التذاكي وعمليات التسلل من خلال ما يسمى بلجنة الدستور مهما حاولت بعض الدول الحفاظ على (ماء الوجه) حتى في الجبهات التي تخوض فيها تلك الدول حروباً قذرة مثل الحرب على اليمن تحت ذرائع واهية لم يعد أحد يصدقها لما فيها من جرائم حرب بشعة يندى لها جبين العالم، وآن لها أن تتوقف!‏‏

أصبح معروفاً من هي الدول العربية التي طلبت من البشير زيارة دمشق، وإن حاول التضليل بإعلانه إرسال المزيد من القوات إلى اليمن ليوهم بأن السعودية ليست بين هذه الدول.‏‏

هذا الإعلان الغبي تلقفه العالم ليصرفه في المحافل الدولية لإظهار التعنّت السعودي في الملف اليمني ليترجم للمزيد من الضغوطات والعقوبات، وتزامناً وما ينتظر السعودية داخلياً من تغييرات سوف تطول هيكلها وبني سعود الذين ينتظرون مصيرهم الأسود الذي بدأ بدعوة واضحة من السفارة الأميركية بالرياض للشعب السعودي بالتحرك.‏‏

وتركيا لم تكن ضمن الدول التي حمَّلت البشير رسائل ما، وعلى طريقتها هي تسعى لتحقيق مكسب ما وتظهيره سياسياً.‏‏

إن تداعيات الزيارة التاريخية وما صاحبها من إنفراجات في عدد من العقد أو الملفات ستطل برأسها تباعاً، وستليها زيارات أخرى تصب في خانة الانتصار السوري.‏‏

وإن غداً لناظره قريب.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية