|
ثقافة نعم إنه عبقري الموسيقا العربية سيد درويش الذي ستبقى ألحانه خالدة تنتقل من جيل إلى جيل. السيد درويش.. شواهد حية كان عنوان المحاضرة التي ألقتها الأستاذة إلهام أبو السعود وذلك في المركز الثقافي في أبو رمانة ورافقها الطالب في المعهد العالي للموسيقا ريبال الخضري الذي غنى بصوته العذب الصافي بعضاً من أعمال السيد درويش. تحدثت الأستاذة إلهام في البداية عن نشأة السيد درويش الذي ولد في الإسكندرية «المدينة -الساحلية» عام 1892 في حي فقير يدعى (كوم الدكة) وكان لدى أبيه حانوت صغير وغالباً ماكان سيد درويش يرافق أباه إلى هذا الحانوت، وفي سن الخامسة أرسل سيد درويش إلى الكتاب لينفتح قلبه وروحه وأذنه، كما تلقى الأناشيد من قبل أستاذه سامي افندي لتبدأ بذلك قصة موسيقار عملاق. وفي سن 13 عاماً التحق السيد درويش بالمعهد الديني لتجويد القرآن الكريم لذا فقد انصرف لأداء الأناشيد في الموالد والمناسبات الدينية، ثم تزوج سيد درويش في سن مبكرة فكان عمره وقتها ستة عشر عاماً هذا ما حمله عبئاً كبيراً لإعالة عائلته. هذا مادفع السيد درويش للعمل في البناء يطلي جدران المنازل وكان يردد الأغاني أثناء العمل وفي إحدى المرات استمع إليه أمين عطا الله وذلك في إحدى المقاهي المجاورة للبناء الذي يعمل فيه سيد درويش فعرض عليه أمين العمل في فرقته وبالفعل كان ذلك، فرافق سيد درويش الفرقة إلى بلاد الشام فاستفاد سيد من هذه الرحلة الشيء الكثير. ثم أوضحت الأستاذة إلهام أن الوسيلة التي اعتمد عليها السيد درويش في كسب لقمة العيش هي إقامة الحفلات في المقاهي التي اعتادت أن تدعو الطبقة الأولى من رواد الغناء. أما في مجال التأليف الأدبي فقد نظم السيد درويش العديد من الأناشيد الوطنية مثل النشيد الوطني المصري «بلادي -بلادي.. لكِ حبي وفؤادي» كما لحن السيد درويش عدداً من الموشحات مثل صحت وجداً. وبذلك تألق نجم سيد درويش بعد أن أثارت ألحانه دهشة الناس فقد قدّر الكتاب إحصاء لإنتاجه الموسيقي بـ 200 لحن توفي السيد درويش في عمر مبكر فقد وافته المنية في 15 أيلول من عام 1923 م ليمضي السيد ويدخل خلسة ليذكرنا هذا بوفاة موزارت، غير أن أعمال درويش أصبحت مدرسة نهل منها الموسيقيون الذين أتوا بعده. |
|