تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بمناسبة الذكرى المئوية للمجازر التي ارتكبها العثمانيون عام 1915 .. وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية ورجال دين يزورون بطريركية السريان الارثوذكس ومطرانية الأرمن الأرثوذكس

دمشق
سانا- الثورة
صفحة أولى
الثلاثاء 13-1-2015
أكد وزير الاوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن من شرع القتل والإرهاب والمجازر لا علاقة له بالشرائع السماوية ولا بالمبادئ الاخلاقية ولا بالقيم الانسانية.

وأشار الوزير السيد خلال زيارته أمس لبطريركية السريان الارثوذكس ومطرانية الارمن الارثوذكس بمناسبة الذكرى المئوية لمجازر سيفو إلى ان ما ارتكبه العثمانيون من مجازر في سورية بحق السريان والارمن وغيرهم من الشعوب يثبت للعالم أجمع بأن ما يرتكب اليوم في سورية من مجازر وتفخيخ وقتل وتدمير وتخريب على يد العثمانيين الجدد يؤكد أن الاسلام بريء منهم ومن أفعالهم فالاسلام توءم المسيحية نزلا من السماء لسعادة الانسانية.‏

وأوضح وزير الاوقاف ان ما يحدث في سورية اليوم هو الدليل الناصع على أن الإرهاب والاجرام بعيدان عن كل الاديان وان الاسلام بريء من هذه التهم التي تريد الولايات المتحدة الاميركية وحلفاؤها الغربيون و اسرائيل المجرمة الصاقها به زورا وبهتانا وان ما يحدث وليد الاستخبارات العالمية التي خرجت الوهابية التكفيرية واخواتها في الاجرام داعش والنصرة وغيرها بتمويل وتسليح من العثمانيين الجدد.‏

من جانبه أكد قداسة البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني بطريرك انطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم ان العلاقة التي تربط ابناء الشعب السوري الواحد بمسلميه ومسيحييه هي التي حمت قديما وتحمي الآن سورية.‏

وقال قداسة البطريرك افرام الثاني: أبارك وأهنئ اخوتي ابناء وطني بعيد المولد النبوي الشريف وعيد الميلاد المجيد واتمنى ان يستجيب الله تعالى لصلاتي كما صلاتكم وان يعيد الامن والسلام لسورية وان يحمي البلد الذي شهد ولادة الحضارة الانسانية وان يستمر ابناؤه بالعيش كما كانوا معا عبر التاريخ اسرة سورية واحدة.‏

وأضاف قداسة البطريرك: نصف مليون من ابناء سورية السريان سقطوا في تلك المذابح وعندما نقول سريان نعني كل ابناء سورية سواء أكانوا في أنطاكية ام نصيبين ام الرها ام ديار بكر ام الحسكة فهم سوريون لم يستوطنوا سورية بل استشهدوا فيها بيد السفاح العثماني وتابع البطريرك افرام الثاني.. حين قررنا ان نحتفل في دمشق بالذكرى المئوية لمذابح سيفو اردنا ان نقول للعالم اجمع.. ان ما يحدث في سورية الآن غير بعيد عما حدث منذ مئة عام وان الافكار الظلامية التي لم تستطع تقبل الاخر يومها تجددت اليوم ايضا وكما كانت عثمانية غريبة عن سورية انذاك فهي اليوم غريبة تكفيرية عنها تكفر ليس غير المسلم فقط بل تكفر ايضا المسلم الذي لا يتفق مع مفهومها.. والضحية هو كل انسان يحب السلام وكل مؤمن ملتزم بايمانه وكل انسان يخالف فكرهم الظلامي.‏

وأكد قداسة البطريرك ان هذا الفكر الإرهابي التكفيري الظلامي لايحارب الا بفكر يحترم الايمان والاسلام والانسان وهذه مهمة العلماء ووزارة الاوقاف التي قامت بعملها خير قيام في فضح هذا الفكر المجرم ونحن نأمل من المرجعيات الاسلامية خارج سورية ان تقوم بالرد على هذا الفكر لان هناك ازمة حقيقية في العالم الاسلامي اليوم لان عددا قليلا من المرجعيات الاسلامية اعلنت رفضها صراحة لهذه الافكار الهدامة ولكن باقي المرجعيات لم تصدر عنها مواقف قوية لمقاومة هذه الافكار بأفكار نيرة وسطية تعبر عن حقيقة وجوهر الاسلام الحق الذي عشناه في سورية.‏

وقال: نأمل في أن يحذو الاخرون حذو علماء سورية وخاصة ان المذابح لم تكن كلها صادرة عن الدين بل استعمل الدين لاسباب سياسية بهدف القضاء على الشعوب وليس الاديان.‏

واضاف: نتذكر اليوم معا ما حدث لكي لا نسمح بأن يتكرر في المستقبل ونثمن عاليا جهود ابناء سورية وحكومتنا الرشيدة وجيشنا الباسل بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد ونؤكد اننا سنظل معا ندافع عن سورية أمنا جميعا التي علمت الانسانية الفضائل والمحبة والسلام.‏

وفي ختام كلمته اكد قداسة البطريرك افرام الثاني ان سورية تشهد الان نهاية الازمة وان ابناءها سيظلون معا يقدمون رسالة المحبة والسلام والمثل الصالح لكل العالم داعيا المنظمات والهيئات العالمية لبذل المزيد من الجهد لتحرير المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولص يازجي وبقية المخطوفين.‏

وقال سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور احمد بدر الدين حسون: حين نتذكر المذابح او التاريخ لا نثير الاحقاد انما نريد ان نطفئ نار الحقد بنور المحبة.‏

وأضاف المفتي حسون: نريد ان ننبه الناس ان التاريخ سيذكر من أمضى حياته في خدمة الناس وكذلك من قهر الناس وقتلهم واضطهدهم واننا حينما نتذكر المجازر التي تعرض لها ابناء سورية نعرف انها تعرضت لذلك لانها حملت رسالات السماء إلى العالم وان العثمانيين عندما جاؤوا إلى هذا البلد وبدل ان يتعلموا منه اجبروا ابناءه على ترك اللغة العربية لغة القران الكريم وذبحوا ابناءه وما شهداء السادس من ايار في دمشق وبيروت الا ضحايا الابادة من العثمانيين.‏

ودعا المفتي حسون الشعب التركي إلى التنبه مما يفعله حكامه قائلا: ألا يكفي ما سقط من ضحايا في سورية بسبب سماح حكومتكم لشذاذ الآفاق بتدمير سورية والكنائس والمساجد فيها.‏

وأكد المفتي حسون ضرورة ان تقوم المنظمات الدولية وحكومات العالم بالضغط على الحكومة التركية لاطلاق سراح المطرانين المخطوفين مبينا ان من استطاع اطلاق اربعين تركيا من يد الجماعات الإرهابية في الموصل يستطيع ان يأمر إرهابييه الذين أمدهم بالمال والسلاح بأن يطلقوا سراح المطرانين.‏

وقال سماحة المفتي العام: علينا جميعا ان نجعل هذا العام عام المصالحة الوطنية وان نستقبل التائهين من ابناء الوطن وان نعيدهم إلى احضانه مؤكدا ان سورية ستبقى شعبا وجيشا وقيادة انموذجا في الاخوة والوحدة واللحمة الوطنية للعالم كله.‏

بدوره اكد مطران دمشق للارمن الارثوذكس ارماش نالبنديان ان ارض سورية التي ضمت الشعب الارمني مقدسة طاهرة وهي التي ضمت اجساد الشهداء الارمن والسريان والكلدان واليونان والعرب السوريين وخاصة بعد ان يتم اعلان رسامة شهداء الارمن في 23و24 نيسان المقبل قديسيين في الكنيسة الارمنية.‏

وأشار المطران نالبنديان إلى حجم الفعاليات التي ستقوم بها الكنيسة خلال السنة الحالية الذكرى المئوية الأولى للمذابح وقال: رسالتنا للعالم اجمع وللارمن في هذه السنة ان نؤكد ان ولادة الشعب الارمني تمت في سورية المقدسة وانها بلد الحياة ووطن للقيامة.‏

واضاف: صمت العالم اثناء المجازر في العام 1915 واليوم يصمت العالم متجاهلا ما يحدث في سورية.. ندعو المجتمع الدولي إلى ادانة ووقف ما يرتكبه العثمانيون الجدد من مذابح في سورية اليوم وان يعترف بالابادة ويعمل على محاسبة مرتكبها لانه اذا لم يحاسب فسيكرر دعمه للابادة.‏

ولفت رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الدكتور محمد توفيق البوطي إلى ان الرسول الكريم علمنا معني الاخوة الاسلامية المسيحية عندما استقبل وفد نصارى نجران في مسجده النبوي.‏

وبين البوطي ان الحركة الطورانية العثمانية استخدمت اسلوب المذابح لتشويه الاسلام مؤكدا ان الشعب السوري احتضن في سورية ابناء الشعوب التي تعرضت للابادة وكان لها الملاذ الامن موضحا ان ما يجري اليوم يذكرنا بأن الاجرام الطوراني الذي قتل المسيحيين انذاك يقتل اليوم المسلمين والمسيحيين معا في سورية ولكنها ستبقى عصية على هذا الاجرام وستنتصر عليه.‏

وأشار كل من الدكتور حسام الدين فرفور المشرف العام على معهد الفتح الاسلامي والدكتور محمد شريف الصواف المشرف العام على مجمع الشيخ أحمد كفتارو التابعين لمعهد الشام العالي إلى تشابه ما حدث في الامس مع ما يحدث اليوم مؤكدين ان الشعب السوري بتضحيات جيشه وابنائه لا بد انه منتصر على هذه الهجمة التكفيرية الحاقدة المجرمة وسيطهر ارضه من رجسها وسيعيد سورية افضل مما كانت بالتفافه حول جيشه وقيادته.‏

واطلع وزير الاوقاف على معرض الصور الوثائقية لشهداء مذابح السريان سيفو.‏

شارك في الزيارة مفتيا دمشق بشير عيد الباري والدكتور عبد الفتاح البزم ومفتي دمشق وريفها عدنان الافيوني وعدد من علماء الدين الاسلامي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية