تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جثث فاخرة عند منتصف الليل..!

فضائيات
الاربعاء 28/5/2008
محمد قاسم الخليل

يقولون إن الفضائيات التي استشرت في القرن الحادي والعشرين هي السبب الرئيسي في القضاء على طقوس الفرجة السينمائية في دور السينما بسبب سرقة الجمهور المدمن على الأفلام.

عندما ننتقل من قناة إلى أخرى سنجد أن في هذه الاتهامات جانباً كبيراً من الحقيقة,فالقنوات المفتوحة التي تبث من الأقمار العربية تحتل حيزاً لا بأس به,فكيف الأمر لمن يتتبع الأفلام الأجنبية على الأقمار التي تملأ سماء العالم,أو المشترك في القنوات السينمائية المشفرة.‏

لنأخذ مثالاً القناة الثانية في تلفزيون mbcالمتخصصة بعرض الأفلام الأجنبية.‏

ماذا نلاحظ ?!‏

تتنوع الأفلام المعروضة بحيث تغطي أذواق المشاهدين,ففيها أفلام التشويق والاجتماعية الخفيفة والعصابات والغرائبية والحربية والكوميدية والبوليسية,وتتنوع أيضاً سنوات إنتاجها ولكنها لا تتوغل كثيراً في تاريخ الإنتاج السينمائي الأميركي,بل بعضها لم يمض على عرضه في دور السينما أكثر من سنة واحدة وبمعنى آخر إنها لم تمر بعد على الصالات العربية,وهي عندما ستعرض سيستغرب أصحاب الصالات عن سبب عدم إقبال الجمهور العربي عليها وهي التي حققت أرقاماً قياسية في دور العرض الأميركية والأوروبية.‏

وقد اتحفتنا القناة منذ أيام بفيلم جميل لم يمر في صالاتنا بعنوان تيرمينال Terminal بطولة توم هانكس وكاترين زيتا جونز عن شاب يسافر من أوروبا الشرقية متجهاً إلى مدينة نيويورك,فتشهد بلاده انقلاباً أثناء تواجده في الطائرة,ويرفض موظفو الجوازات السماح له بعبور الحدود الأميركية بسبب الأحداث السياسية المضطربة التي تشهدها بلاده,ما يضطره للإقامة في مبنى المطار,ولكن أمثال هذه الأفلام الجميلة نادرة.‏

ويلاحظ أن جميع أفلام هذه القناة أميركية إلا ما ندر وغالباً ما ندر توزيع شركات أميركية أيضاً,وتشكل هذه الأفلام بمجملها دعاية واضحة للحياة الأميركية,وبالمقابل هناك أفلام لا تخلو من الإساءة للعرب من خلال التلميح إلى أعمال خطيرة تقوم بها جماعات إرهابية.‏

من أفلام الإرهاب مثلاً فيلم انيمى اكشن Enemy action الذي يحكي قصة جريمة سرقة سلاح سري,وعن محاولة جميع الأجهزة الأمنية والحربية الوصول له قبل أن يستخدمه الجناة في إثارة الرعب في أنحاء البلاد الأميركية طبعاً,وفيلم Siege سيج وفيه يقوم خبير إلكترونيات سابق ومجموعة من الارهابيين المسلحين بمحاولة الاستيلاء على مشروع سلاح فتاك يدعى غرايزر وان ما يدفعهم إلى استهداف مدينتين أمريكيتين نووياً واختطاف قطار.‏

المشكلة الأكبر في عروض2 Mbc قيامها بعرض أفلام الرعب ليلاً,وهي مشكلة للكبار والصغار معاً,وبالتأكيد تسبب هذه النوعية قلقاً وأحلاماً مزعجة تؤثر على نفسية وإنتاجية المشاهدين العرب, بل تكرر بعضها عدة مرات كفيلم الآخرون الذي قامت ببطولته نيكول كيدمان,وعدة أجزاء من سلسلة سيّد الخواتم.‏

وخلال الأسبوع الحالي عرضت القناة عدة أفلام من هذه النوعية منها Meltdown ميلت داون ويدور الفيلم حول كيت لي الذي يؤديه جيت لي ضابط جيش هونج كونج يشهد مقتل زوجته وابنه ومجموعة كبيرة من الأطفال داخل إحدى الحافلات على يد أحد المرتزقة المعروف باسم الدكتور (كليفن ونج).‏

وفيلم Hannibal الذي عرض عند الحادية عشرة ليلاً وتدور أحداثه حول ثري أحد ضحايا هانيبال ليكتر الناجين,الذي يسعى وراء الإيقاع به وتعذيبه ثم قتله,وسقوط المزيد من الضحايا.‏

وفيلم The Barber ذا باربر عن العثور على جثة فتاة,لم يشك السكان لحظة أن جارهم الطيب (ديكستار) هو القاتل,فهو من المتعطشين للدماء,ولكنه لم يتوقع أن يكشف أمره بهذه السرعة.ومن أهم أفلام هذه النوعية فيلم القرية The Village ذا فيليدج وعرض عند الحادية عشرة ليلاً وسبق أن نال صدى إعلامياً واسعاً عند عرضه في العام الماضي,وتدور أحداثه حول قرية صغيرة يعيش سكانها في خوف وذعر دائمين من المجهول الذي يحيط بهم.‏

ويبقى أكثر الأفلام رعباً فيلم دم وشوكولاتا Blood & Chocolate عن المواجهة التي تنهي الصراع الدائم بين الإنسان والمتحولين ذئاباً وهو من الأفلام الحديثة وقد عرض في دور السينما الأميركية في عام .2007‏

بعد كل هذا نقول:إذا كان الأميركيون يعشقون الرعب لأن الخوف دائم الحضور في نفوسهم,كما قال مخرجنا الراحل مصطفى العقاد,فما ذنب المشاهد العربي لتتحفه القناة الثانية في الأم بي سي بحفلة للجثث الفاخرة عند منتصف الليل,ألا يكفينا الرعب الواقعي اليومي الذي تعيشه بعض الشعوب العربية,بفضل الرغبات الحاقدة المتهورة عند بعض قادة الإدارة الأميركية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية