|
مجتمع أما الآن ونتيجة لظروف الحياة الصعبة والمعقدة, ولضيق الوقت, أصبحت الأكثرية تعتمد وبشكل أساسي على الوجبات السريعة والسندويش بأشكاله وأنواعه, وخاصة الأطفال والشباب منهم. واعتيادهم على تناول مثل هذه الأغذية المصنعة التي تضر بصحتهم وإقبالهم على تناولها بنهم, جعلنا نلتقي ببعضهم لنتعرف على الأسباب التي تجعلهم يبتعدون عن وجبات الطعام الصحية التي تطبخ في المنزل. وبرأي الشاب (وسيم) أن نفورهم من الوجبة الأسرية سببه الوجبات التي نقلت من أوروبا إلى مجتمعاتنا, منبهرين بشكلها وطعمها دون النظر إلى أنها صحية أم لا, فاعتمد عليها الشباب, واعتادوا على تناولها, وابتعدوا بسببها عن وجبات المنزل الأساسية. أما الشاب (نوار) فيقول: الأوضاع اختلفت, وأصبحت وجبة الإفطار في الظهر, إذا فطرنا, ووجبة الغداء إذا وجدنا الوقت الكافي تكون على الماشي, ووجبة العشاء على الفجر بعد متابعة التلفزيون, وخاصة أيام العطل. ولا أبالغ إذا قلت أن جميع من التقيتهم من الأطفال, وعدد كبير من الشباب والشابات قالوا إن تناولهم واعتيادهم على هكذا أطعمة يعود لأنها طيبة ولذيذة, وبعكس الأطعمة المحضرة في المنزل من الخضار ودون النظر إلى صحتها أو عدمه. المهم في الأمر أنهم يتلذذون ويستمتعون بتناولها, الأمر الذي جعلنا نلتقي مع الدكتور أيمن الريس, ونستفسر منه عن المستقبل الصحي للمدمنين على الوجبات السريعة, فأجابنا: أكثر من نصف الأطفال يصابون بالتقزم نتيجة نقص النمو, لأنهم لا يحصلون على المغذيات الضرورية لعملية البناء المتوفرة من الغذاء الطبيعي بصفة عامة, أو بصفة خاصة في البروتينات وفيتامين A وبعض المعادن مثل الزنك, فالأطفال يعتمدون بشكل أساسي على هذه الأطعمة وعلى شرب المياه الغازية بعد الوجبة مباشرة, التي تدمر جميع المعادن الموجودة في الطعام, أو تسبب هشاشة العظام لأنها ترسب معدن الكالسيوم, كما ترسب الحديد واليود المسؤول عن التوازن في الغدة الدرقية وترسب الزنك المسؤول عن النشاط الذهني. ولا ننسى أن الأغذية المحفوظة تستدعي إضافة الكثير من المواد الكيميائية لإكسابها الألوان والنكهات, وفي حالة الإفراط في تناولها تؤدي إلى كثير من الأمراض, ولا نستغرب إذا سمعنا عن أمراض مستحدثة انتشرت بصورة سريعة تلك الأيام, ولم يكن لها وجود من قبل. وبدورنا نطلب من الأهل وخاصة الأمهات اللواتي أصبح حديثهن الدائم تناول أطفالهن هذه الأطعمة, مراعاة عدة اعتبارات بسيطة, أولها تنظيم مواعيد الوجبات مع الشمس, فيكون الإفطار مع الفجر, ووجبة الغداء حينما تكون الشمس في منتصف السماء, ووجبة العشاء قبل صلاة العشاء, والاعتماد ثانياً على كل ما هو طبيعي والابتعاد عن كل ما هو صناعي. |
|