تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


استهتار ...!

شباب
الاربعاء 28/5/2008
لينا ديوب

لو أردنا إيراد تعريفات لمرحلة الشباب سنجد أن أيا منها سيحمل المعاني الإيجابية والحيوية, كأن نقول هي رمز للطاقة والحيوية والنشاط والتجديد والانتعاش والفرح والانطلاق وحب الحياة والأمل,

وحتى لو قلنا هي رمز للاندفاع والتهور في كثير من الأحيان, ومع ذلك فالشباب أمل مجتمعاتهم في مستقبل مزدهر فلا تكاد تقوم مبادرات ونجاحات وإنجازات إلا بسواعد الشباب, فلا يخفى على أحد أن أفكارهم وطموحاتهم وآمالهم وأحلامهم تستطيع أن تغير العالم بأسره ولكن إن أرادوا هم لذلك وأن وجدوا المناخ المشجع, فهم لا يقبلون بمبدأ الطاعة والانقياد لرغبات أي أحد مهما كان, إن لم يتماش ذلك مع ميولهم لذلك نجد الكثير منهم يتحول إلى الاستهتار واللامبالاة إذا لم تتهيأ لهم البيئة والتنشئة الملائمة.‏

وبما أن الأسرة كانت ولا تزال هي المصدر الأول في بناء الأجيال وإكسابهم القيم والاتجاهات وأساليب الحياة تقف إلى جانبها لاحقاً المدرسة التي تكمل دور البيت بتنشئة الفرد وإعداده إعداداً كاملاً من جميع جوانبه الجسمية والعقلية والنفسية والروحية,‏

فإذا كانت طريقة الإعداد قائمة على أن تجعل لدى النشء قدرات لمواجهة مشكلات الحياة, فلن يتسلل الاستهتار إلى أنفسهم, أما إذا كانت قائمة على الطاعة والتلقين, فينقلب الأمر فالإنسان لا يولد ولديه خبرات سابقة عن معاني الاستهتار أو الانحراف, وكل مظاهر الاستهتار والانحراف مكتسبة ولئن كانت هنالك نوازع متحفزة من الاستهتار والانحراف فإن الشاب يتلقى دعم ممارسة الاستهتار والانحراف من البيئة التي يعيشها والظروف الاجتماعية المحيطة به.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية