تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لضيق الوقت ..!

الكنز
الاربعاء 28/5/2008
علي محمود جديد

لاأدري ماهذا المؤتمر الصناعي الذي لم يستطع طرفاه ( حكومة وصناعيون ) أن يتحدَّثوا عن هواجسهم لضيق الوقت .. ولاأدري ما الذي كان وراءنا حتى نُضيِّقَ الوقت على أنفسنا , ولاسيما أنَّ هناك الكثير من الأشياء والمشكلات التي كان يجب أنْ تُطرح وتُقال .. تمهيداً لحلها , أو لِقطع الأمل من الحل ..? !

فأمام ضيق الوقت , لم يستفد الصناعيون من إفساح المجال لهم , كي يكتبوا استفساراتهم ومطالبهم لبعض السادة الوزراء , رغم أنَّ إدارة المؤتمر قد أعلنت عن توزيع أوراقٍ على الصناعيين في القاعة الرئيسية لقصر المؤتمرات من أجل هذه الغاية , ولكن يبدو أنَّ السادة أعضاء الحكومة فوجئوا بذاك العدد الضخم من الأوراق التي انهالت على المنصة ( ولضيق الوقت) لم يكن هناك مجال للبحث بها , ولاحتى لقراءتها , فكان مصيرها إلى المهملات , ولاسيما بعد أنْ قيل بأنَّ هذا المؤتمر للحوار , وليس لتلقي المطالب , عبارة حكومية حاسمة جلجلت في فناء القاعة الكبرى وفضاءاتها , ولم نستطع أنْ نفهم جيداً على أيّ أساس سيبنى الحوار إذا كانت المطالب مُحيَّدة جانباً ..?‏

وأمام ضيق الوقت أيضاً , لم يستطع وزير الصناعة أن يُكمل حديثاً شيِّقاً كان قد بدأه حول التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الصناعة السورية , وحول أهمية الإدارة الاقتصادية , فما أنْ أنهى الحديث عن التحديات الداخلية , حتى قاطعه مدير الجلسة بحجة أن لا وقت للتفاصيل .. ولم نعرف أية تحديات خارجية للصناعة كان يريد أنْ يقولها الوزير..!‏

هذا المؤتمر المهم الذي تحتاج إليه الصناعة السورية من حيث المبدأ , و بكل تأكيد كان من غير المعقول أن يضمَّ هذا الحشد الضخم كله , ليُناقش هموماً ضخمة أيضاً , بمثل هذا الحيز الشحيح من المساحة الزمنية الضيقة , وإنْ كان اتحاد غرف الصناعة قد عمد إلى تهيئة القرارات والتوصيات قبل المؤتمر , فيكون بذلك قد قدَّم جهداً مضنياً دون شك , ولكنه ليس كافياً , ومهما بلغت تلك الجهود فلن يستطيع هذا الاتحاد أن يحلَّ مكان الصناعيين , ويمارس مهمة التفكير عنهم .‏

صحيح أنَّ المؤتمر انتهى بتوصيات مهمة , ولكن مانخشاه أن يكون قد فاته أشياء كثيرة , وهذا كله لضيق الوقت ..!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية