|
عين المجتمع الوالدية هي المصدر الحاسم للشفاء واحتواء الألم النفسي لأبنائها وهو الأكثر توجعا من الألم الجسدي،وتصدياً لآثار أزمة استهلكت كل قروشنا البيضاء ولم يبق في حصالة أيامنا سوى الإرادة مصنع الآمال والأحلام ،تسلحنا بها -آباء وأمهات -للعمل ليل نهار ،لتأمين الحاجات الأساسية لأطفالنا . في عصر الشقاء والكد ،لا رفاهية بفاخر ثياب ولا مباهاة بأحدث موبايل ،فقط لتأمين لقمة العيش ،غاب الأب عن بيته ،يخرج قبل أن يستيقظ الأطفال ويعود إليه بعد أن يناموا،أما الأم العاملة وفي غياب الدعم من العائلة الممتدة وفي ظل غياب بدائل مرنة كوجود مرافق للتسلية وخاصة في الأحياء الشعبية ،تسعى إلى التعويض المادي لأبنائها عن فترة الغياب بدافع الشعور بالذنب أو الإرهاق. تحمل بين يديها عند عودتها إلى البيت ما لذ وطاب ومن الهدايا ما يفرح قلب صغارها الذين يتعودون على جديد المفاجآت وتتركز نظراتهم على المحمول وينسون قبلات الاشتياق وعبارات الترحيب بأمهم . مشغولون ..منهكون ..مرهقون ،حججكم أيها الآباء مرفوضة ،ومبرراتكم غير مقنعة ،الوجبة ناقصة والرعاية مبسترة ،وهناك خواء روحي ومعنوي في تربيتكم . ثمة حاجات نفسية ،روحية لأبنائنا ترويها نظرة حنان ،تشبعها ضمة إلى الصدر وقبلة على الخد ،ولمسة يد على الرأس،وجلسة في الحضن . ليس المهم كم الوقت الذي تقضونه مع صغاركم ،المهم أن يكون غنيا مملوءاً بالتفاعل والاهتمام العاطفي . |
|