تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بناتنا عورة...!

نافذة الأسبوع
الاربعاء 10/1/2007
لينا ديوب

رغم انفتاح الكون لازلنا نتخبط بتربية بناتنا خاصة عندما يتعلق الأمر بالجنس,فالثقافة الجنسية ممنوعة في مدارسنا

رغم حتميتها,وان وجدت حصة درسية في المناهج عن الانسان أو حتى الحيوان يتحرج المدرس أو المدرسة في شرحها لطلبته ويبتهج عندما يتسنى له تجاوزها!!‏

لماذا نعتبر تدريس ومعرفة تضاريس الجسد وتغيراته الحادة من مرحلة الطفولة حتى الشباب عيباً,أو تدريباً على فنون الجماع والاباحية,ولا نفكر أن نعلم الفتاة كيف تعد نفسها لحياة جنسية وزوجية سليمة وآمنة في ظل هذا الانفتاح الواسع ,وهذا ليس شرا,ولا يتناسب مع حياتنا العصرية هذه حيث لايمكن حجب مصادر المعلومات,فلم لانكون نحن مصدر معرفة بناتنا,وتجاهل هذا الجانب كتجاهل النار تحت الرماد,فعندما تستيقظ الغرائز لا بد من ضبطها بوعي عند الفتاة يتأسس على معرفة بجسدها يتلازم مع حرصها على سلامتها النفسية والصحية,وهذا لم يتحقق حتى اليوم .‏

ففي استطلاعات الرأي بين الشباب لترتيب مشكلاتهم حسب أولوياتها تأخذ مشكلةالمراهقة والمعلومات الجنسية مرتبة متقدمة,وفي العلاقة بين الجنسين يشكل موضوع الجنس عائقا كبيرا حيث لاينظر الطرفان الى مختلف جوانب حياتهما بالحساسية التي ينظران بها الى الجنس,وفي العيادات النسائية وخاصة بين الأمهات الصغيرات نجد الجهل بالجسد والحياة الجنسية ونظرة العيب سببا رئيسيا للكثير من الأمراض وحالات وفيات الأمهات,أليس مؤلما أن نجد أماً لم يتجاوز عمرها العشرين عاما وعدد أولادها أربعة,هل يتحمل جسمها أربع حمولات متتالية??ولو كانت تعرف عن نموها هل ستقبل?ان العناية بالجسد وصحته وخاصة في الجانب الجنسي حق من حقوق الانسان علينا عدم الاستهانة به,والا سنبقى وكأننا نعتبر بناتنا عورة!وتبقى حياتهن الجنسية فاشلة لأنه كما قال الشاعر نزار قباني :لأنه يحدث بين فراشة ربيعية وبلدوزر.‏

ولاننا نعرف أن مثل هذا الرأي يقبل الجدل والنقاش وربما هناك من يعارضه, نفتح باب الحوار حوله.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية