|
يديعوت أحر نوت حيث قاد إسرائيل إلى مزيد من التردي والضعف. عندما غيب المرض( أرئيل شارون) عن الساحة السياسية, حل أولمرت محله دون منازع بعد أن تخلت تسيبي ليفني عن الدخول في منافسة معه محافظة منها على استقرار الحكومة, وعدم وجود منافس له في حزب ( كاديما) الأمر الذي مكن أولمرت من الفوز بهذا المنصب بسهولة ويسر. على الرغم مما كان متوقعاً آنذاك من فوز لحزب كاديما ب 40 مقعداً في الكنيست فقد انتهت نتائج الانتخابات إلى فوز الحزب ب 29 مقعداً فقط, وذلك جراء تراخي أنصار شارون عن بذل مزيد من الجهد لتحقيق نتائج مرضية, واعتماداً منهم على التفاف الشعب حول كاديما. أولمرت غير جدير باستلام هذا المنصب: على الصعيد الدبلوماسي, لقد فشل أولمرت في تحقيق السلام مع جيراننا الفلسطينيين كما أن خطته للانسحاب من يهودا السامرة قد باءت بالفشل ولم تأخذ مسارها للتنفيذ بعد أن أدرك بأن هذا الأمر يتطلب إخلاء مستوطنات تضم عشرات الآلاف من المستوطنين. وليس لدى أولمرت أيه خطة للتعامل مع حكومة حماس, ولم يتخذ الإجراء المناسب للسير في تنفيذ خارطة الطريق على الرغم من أن البيت الأبيض وباريس ولندن يؤكدون على تنفيذ هذه الخارطة, يضاف إلى ذلك عدم تمكنه من إطلاق سراح الجندي( جلعاد شاليت) المختطف سواء بالوسائل العسكرية أو استخدام تفكيره. تلاقي إسرائيل دعماً من دول متعددة, فيما يخص القضية الإيرانية, وعلى الرغم مما يبذله أولمرت من جهود فإن التهديد الإيراني لايزال قائماً. أما في الجبهة الشمالية فلا بد أن نستذكر الحرب المخجلة التي خضناها في لبنان, ورفضنا لليد السورية التي امتدت للحوار, وقيام أولمرت بالدخول في حرب أضعفت قوة الردع الإسرائيلية وخلخلت تماسك جبهتنا الداخلية ولم تحقق اطلاق سراح الجنديين( الداد ريجيف وايهود غولدواسر) اللذين اختطفا من مواقع عسكرية إسرائيلية. وعلى الرغم مما أحاق بإسرائيل جراء تلك الحرب لم يبدِ أولمرت أي رغبة بالاستماع إلى الرسائل التي يتلقاها من السوريين, وذلك بتشجيع من جورج بوش الذي يكن العداء لسورية, كما أنه لم ينتهز الفرصة عبر العرض السوري للدخول في مفاوضات سلام معهم, علماً بأنه لن يضير الولايات المتحدة بقاء حالة التوتر السائدة بين إسرائيل وسورية باعتبار الولايات المتحدة بعيدة جداً عن موقع هذا الصراع, في الوقت الذي تقع فيه الأراضي الإسرائيلية في مرمى القذائف السورية. حزب الله يستمر في إعادة التسليح: تفاخر أولمرت بما حققه نتيجة لصدور القرار 1701 عن مجلس الأمن( المتعلق بوقف إطلاق النار في لبنان) , ويشعر بالفخر جراء تشكيل محور من الدول المعتدلة, علماً بأن مايدعي تحقيقه من مزايا يتوقف على ماسيحدث من تطورات في المستقبل. لكن الواقع يؤكد بأن حزب الله مازال مستمراً في زيادة قوته وتسليحه على الرغم من وجود القوات الدولية في لبنان. أما محور الدول المعتدلة فلم يخرج عنه أي مقترحات حول تحقيق السلام مقابل تنازلات تقدمها إسرائيل. على الرغم من التغيرات والتطورات التي شهدها الرأي العام الدولي, فإن العالم يرى في إسرائيل مصدراً لخطر قد يقود إلى حرب إقليمية دون أن تتوسع لتصبح حرباً عالمية. على الصعيد الأمني فشل أولمرت في تحقيق حماية السكان في سديروت واشكيلون والتجمعات الإسرائيلية من هجمات صواريخ القسام. وقد ثبت بأن قواتنا العسكرية عاجزة عن حماية الإسرائيليين في الداخل الإسرائيلي, لأنها تحتاج إلى الكثير من التأهيل كي تتمكن من مجابهة الأخطار التي تحيق بنا. على صعيد الأمن الداخلي, أظهر الواقع فشل الشرطة الإسرائيلية في منع وقوع جرائم في المجتمع, وذلك بدءاً من فرار المغتصب بيني سيلالتاير رادا الفتاة البالغة من العمر 13 سنة التي وجدت مقتولة في إحدى مدارس مرتفعات الجولان, الأمر الذي يؤكد انتشار الجريمة في مختلف أرجاء البلاد. بالنسبة للرفاهية والتوظيف, لقد تم تأجيل تنفيذ العديد من القرارات بهدف دعم المؤسسة العسكرية ا لإسرائيلية, ووضع الاعتمادات اللازمة لإعادة إصلاح المناطق الشمالية وبذلك لم يف أولمرت بوعده المتضمن تخصيص 400 مليون دولار على مدى عشر سنوات لإعمار النقب, وسيقتصر الأمر في هذا العام على تحويل ربع المبلغ المذكور. لايقتصر أمر فشل أولمرت على ماورد ذكره فحسب, وإنما يظهر أيضاً على الصعيد الشخصي حيث طال التحقيق بعض المقربين منه مثل مديرة مكتبه ابان توليه وزارة المالية وذلك نتيجة الاساءات المرتكبة. لقد كان على المدعي العام أن يقرر البدء بتحقيق جنائي فيما يتعلق بمجموعة القضايا التي اشترك بها أولمرت بدءاً من المساكن التي تم تملكها في القدس إلى التعيينات في المشاريع الصغيرة والمتوسطة عند توليه منصب وزير الصناعة والتجارة والعمل, حيث اثيرت تلك الأمور قبل أن تصدر لجنة وينوغراد نتائجها حول مسؤوليته عن الفشل في الحرب الثانية على لبنان. |
|