تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اعترافات

كتب
الاربعاء 10/1/2007
علاء الأسواني

كنت ماشياً في أحد شوارع غاردن ستي وكان هناك مبنى للسفارة الأميركية تهدمه لكي تقيم على أرضه كراجاً

هذا المبنى كان قديما وفوجئت بمشهد غريب جداً أن المبنى قائم, هدموا جداراً واحدا (زي ميكون حدة جبنة وانت قطعتها بسكين أنت أمام مبنى كامل متشال منه جدار, الناس اللي سابت المبنى ده لم تأخذ كل حاجة, ناس سايبة فوطة في الحمام وناس سايبة جرائد في الغرف وصورا معلقة وأشياء أخرى) وقفت أتأمل هذا المبنى أكثر من نصف ساعة, قلت إن هذا المبنى وهذه الغرفة شهدت حياة أناس كثيرين جدا, يعني هذه الغرفة التي يتم هدمها الآن ربما تكون شهدت لحظات ليلة زفاف مرتبكة أو طالب ثانوية عامة يذاكر ويحب بنت الجيران وآخر ينتحر اللحظات المتوترة قبل الطلاق رجل يحتضر, ولادة طفل, فقلت إن هذا كنز في نفس العام كنت أرغب في تغيير عيادتي بوسط القاهرة اخترت سمسارا وبدأنا رحلة البحث فإذا بكنز ينفتح أمامي تعرفت على الشقق القديمة بوسط القاهرة التي يرغب أصحابها في تركها عثرت على كنز إنساني خواجات وأرمن وعجائز ووجدت سقف عمارات وسط القاهرة مأهولة بالسكان وحدث موقف طريف أنه مع اكتشافي لهذا الكنز نسيت أمر العيادة فأصبحت كل يوم أصحب السمسار أعطي له عشرة جنيهات لنبدأ الجولة نشأت بيني وبين عدد من سكان هذه الشقق صداقات, يعني كانت هناك راقصة يونانية تعيش في إحدى عمارات شارع رمسيس كانت راقصة شهيرة جداً في الأربعينات والخمسينات أقمت معها صداقة, تفاعلت مع كل الشخصيات التي أراها لدرجة أن السمسار بعد عشرة أيام بدأ يقلق مني وسألني: انت عايز إيه بالضبط? فقلت له: وانت مالك أنا مش باعطيك أجرة تعبك لما بتنزل معايا, هو فهم أنني بوليس, وقال لي: أنا راجل ماشي سلم , لكن هذه الفكرة وهذا الجو شحنني هذه كانت بداية فكرة عمارة يعقوبيان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية