|
كتب كذلك اللجوء إلى كتب تتصدر أغلفتها عبارات من الطراز التالي: ارشادات إلى أنسب المستحضرات وأفضل الطرق والتقنيات للعناية بجمالك أو: الجمال في متناول الجميع معلومات كاملة ومطمئنة عن صناعة الجمال(الرشاقة للمرأة والرجل نضارة وسعادة دائمة) كوني جميلة طوال العمر 100 سؤال وجواب حول الجراحة التجميلية/ أطباق الجمال الطبيعي إضافة إلى كتب الموضة والجمال هنالك بالطبع كتب الأبراج ومشتقاتها مثل تعرف على نفسك من تاريخ ميلادك الأبراج الهندية الأبراج الدورية الأبراج الصينية تعرف على شريكك العاطفي من خلال كفه.
إلى جانب الكتب المترجمة على معظم الأصعدة سواء سياسية أو أدبية أو اجتماعيةيشكل ذلك استراتيجية انتهجتها معظم دور النشر العربية لضمان المستوى المعقول من الربح. أما ماذا عن واقع كتب الأدب العربية عموماً والمحلية عموماً?! هذا سؤال اجابته ليست صعبة على موسم 2006 للكتب?! فقد ضج ومل وكاد يتقيأ أدباً نسوياً, فصدرت كتب تحت مسمى( رواية- قصة) جميعها مشحونة فقط بالهجوم على الرجال أي ببساطة كان أدباً نسائياً بامتياز إلى حد بدا معه في أوقات كثيرة كظاهرة مظاهرة ضد ظلمهم وخياناتهم وسطوتهم -المفترضة- على النساء المسكينات المغلوب على أمرهن.. لا أكثر ولا أقل? أما الروايات الذكورية فقد جاءت كسجل لمغامرات غرامية مبتذلة رخيصة نعتها كاتبها بأنها قصص حب إضافة إلى استعارات واضحة لحيوات لم يعشها أي منهم, فلو حاولنا قراءة بضع صفحات من أي منتج أدبي ذكوري لوجدنا أنه مليء بالكازانوفات والمغامرات الدونجوانية وكأن كل كاتب منهم أراد تحويل فشله العاطفي على أرض الواقع إلى انتصارات يكاد لايقدر عليها جيمس بوند إضافة إلى ذلك أصبحنا نعرف حال الأبطال المثقفين جميعهم, جائعين عاشقين, مقهورين, مشردين, لكنهم مصرون على أنهم موهوبون?! كذلك ساد مؤخراً نمط من الكتاب والكاتبات من أصروا على امتلاك فن التخييل فجعلوا من حيواتهم الفردية مرآة تعكس الواقع الاجتماع برمته?! لذا لم نستغرب الحكايا المغرقة بالفردية وسردها على أنها ملحمة تكسر التابوهات وحديث في الممنوع وتحدي الرقابة على أمل فبركة عاصفة كسر المحظورات وبالتالي استجداء شيئاً من الشهرة ولهذا ليس غريباً أن موسماً واحداً شهد عناوين متشابهة إلى حد إثارة النكتة لاحظوا:(بنات الرياض, سعوديات, حب في السعودية) وكأنه وضع اسم بلد بعينه لانتاج يكفي أدباً مشفوعاً بالشهرة وكل ذلك تحت وطأة غواية المحظور ولوكان بناء العمل مفككا بذريعة الحداثة واللغة الروائية تسترسل في استحضار اليوميات العادية وتقديمها على أنها أحداث استثنائية وهذا عموماً سمة درجت معظم النتاجات الأدبية الأخيرة على اتخاذه موضة على أمل أن تموه التشوهات اللغوية والروائية الموجودة في بناء العمل. انطفاء البريق الأدبي أوانطفاء الأدب نفسه ميزة ملموسة خلال أسماء يقرأ عنها القارىء في الصحف دون أن( يقبضها) رغم محاولات الانعاش التي تحدث بين ( الفينة والأخرى) الندوة حول الرواية العربية التي عقدت في باريس في 22/5/2006 حيث شهدت حضوراً مكثفاً لكتاب ونقاد لم يشكل أي منهم حضوراً لافتاً أو مميزاً بل معظمهم مؤلفون مجهولون نسبياً في بلدانهم وتناولت الندوة كل شيء في تكتيك الرواية العربية دون أن يشيروا إلى أن المعضلة الحقيقية هي أن الرواية العربية بانتظار خارجين على قانون الأدب الباهت, وبانتظار من يجرؤون على التمرد وانجاز قطيعة استثنائية مع جيل التسعينات الذي تربى في كنف الأجيال السابقة وخرج نسخة( فوتوكوبي) عنهم وراح الواحد منهم يكدس عشرات المؤلفات دون أن يدري به أحد ولا حتى جيرانه..!! ببساطة موسم 2006 للكتب موسم يقترح علينا التجول بين رفوف الكتب حاملين مرشدا لكيفية الاستدلال على الصيغ الجديدة لأدب يقتات مواضيع باهتة تماماً?! وبانتظار ترسيم الحدود بين الأدب الباهت والأدب اللامع لن يضرنا دراسة واقع صناعة الكتاب والنشر في البلدان العربية والتمعن في مقومات وأساليب ومنهجية. الارتقاء بهذه الصناعة عبر محاولة جادة لتكثيف وتعزيز وتعظيم فعالية الكتب.. |
|