تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حكاية مسرحية...الانحلال ليس إبداعاً

شؤون ثقا فية
الاربعاء 10/1/2007
أحد ذويب الأحمد

قيل في المسرح ( اعطني خبزاً ومسرحاً أعطك شعباً طيباً).

مهما تقدمت وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وتعددت الفضائيات في عصر العولمة يبقى المسرح أحد تلك الوسائل الاعلامية الثقافية الهامة التي تجذب المشاهدين الى متابعته وخاصة عندما يمثل فكرة وطنية او قومية او اجتماعية تحررية او انسانية تعبر عن مشاعر او احاسيس المشاهدين وترصد احداثاً لها علاقة في الماضي والحاضر والمستقبل وان نقد أية مسرحية حق مشروع لكل مشاهد او ناقد او مفكر او مثقف اذ انه لا يحق لأحد مهما كان موقعه ان يحول دون هذا الحق وخاصة في عصر الشفافية والمصارحة..‏

لقد عرضت مسرحية بعنوان ( المومس الموقرة) على مسرح دار الثقافة بحماة بحضور جهود من الشباب من معاهد حماةوكلياتها الذين حضروا بشكل إلزامي وكأن المسرحية تحمل دروساً في التربية والأدب او في التضحية والفداء او في التحصين والثقافة لقد كان مضمون هذه المسرحية التي تغير عنوانها من السيدة الفاضلة الى المومس الموقرة يهدف الى معنى واحد / أهكذا انت يا امريكا../a‏

فالمخرج( ي-ش )عرضها في الرقة تحت عنوان السيدة الفاضلة للكاتب الفرنسي ( سارتر) وعرضها في حماه . تحت عنوان ( المومس الموقرة) اذ ان الممثلة في الرقة تلبس ثوباً طويلاً اما في حماه .. تلبس لباسا قصيراً الى درجة الاباحة وتبادل الممثلين الفاظا نابية تخدش حياء المشاهدين عدا الاوضاع المختلفة التي لا تنسجم وعاداتنا واخلاقنا وقيمنا العربية والمشاهد التي رأيناها تدل على المستوى المتدني لهذه المسرحية التي لا يمكن إلا ان تقول عنها أنها فصل من فصول الغزو الثقافي لهذا الجيل بعد ان حورها المخرج من عنوان السيدة الفاضلة الى المومس الموقرة التي تطرح اسرارها وأعمالها المنافية للاخلاق دفعة واحدة امام حشد كبير من الشباب فهذا خروج عن ثقافة المقاومة والممانعة التي ما احوجنا الى تشردها وتعزيرها في ذهن الناشئة في هذه الايام العصيبة التي نمر بها - وكلنا نعلم ان كل عمل مسرحي لا بد من عرضة اولا على لجان من وزارة الثقافة تشكل خصيصاً لمعرفة صلاحية مثل هذا العمل ام لا لكن الاستاذ المخرج حصل على موافقة العنوان الاول ونصه ولكن لم يحصل على موافقة الفصل الثاني وعنوانه-بعد التحوير والتزوير وفوق كل ذلك يأتي هذا المخرج بشهادات استحسان من عدد من اصدقائه حول هذه المسرحية ويدعمه في ذلك بعض الذين يعتقدون بأن التقدم والتطوير يأتيان من قلة الحياء ونشر ثقافة الرذيلة والانحلال متناسين ان هذه الثقافة تخلق ردة فعل في الآخر وذلك كرد فعل على الايغال في الانحلال والغزو اللاأخلاقي ولا يكفي ان تمنع هذه المسرحية من اسبوع حماة المسرحي الاخير لا بد من محاسبة المزورين لنصوص المسرحية ومخالفة موافقة وزارة الثقافة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية