|
ثقافة
راصدة حقيقة ما حدث بأسلوب شائق يشد القارئ ويحفّز مخيلته، ويدفعه نحو الأمل وأخذ العبرة والدفاع عن قيم الحق والخير والجمال، مهما كان الثمن. رواية (تسعون يوماً في الربيع)، تأليف: مريم شعبان. تقع في 295 صفحة من القطع الكبير. صادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2018.
• أنا الياسمين الحواري وجوريّ خد النهار شميم الندى في ترابك وتهويمة العشب بعد المطر ونارنج دارك إذا ما تمرَّى بضوء القمر قناديل كبّادك الحلو عند السَحر مواعيد خصبك في النبض برق لفجرٍ جديدٍ وشعب سعيد بزند بلا مطرقات يدق الحديد الرؤى إذ يدق سلاماً - مواعيد قلبي - دمشق, من تأليف أيمن أبو شعر، مجموعة شعرية تقع في 128 صفحة من القطع المتوسط، صادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب.
• إن بحث الإنسان عن الخلود جعله يعتقد أن بوابة الشعر هي بوابة الخلود التي تحفظ للإنسان ذكره عبر العصور.. من هذه الفكرة ينطلق الباحث والأديب محمود نقشو في كتابه العلمي والأدبي (الأنتروبيا والشعر) الصادرعن الهيئة العامة السورية للكتاب. والأنتروبيا بحسب الباحث هي الميل إلى الانفلات والتبدد والفناء «حيث كل ضوء يرافقه ظل وكل حياة ينتظرها موت وكل طاقة مبذولة يلاحقها التبدد والتناقص والفناء وعليه فإن الأنتروبيا تمثل الحصيلة الكونية من الطاقة المبددة عشوائيا وغير القابلة للاستغلال». ويبحث الكتاب في هذه الحقيقة علميا ليتجه إلى أثرها النفسي والفلسفي في الأدب والفن عموما وفي الشعر خاصة موضحا أن مصطلح أنتروبيا ظهر لأول مرة عند الشاعر الاغريقي هسيود. وينطلق الباحث من فكرة الخلود المضادة للانتروبيا والتي شغلت الفكر الإنساني منذ فجر الحضارات فوقوف الإنسان أمام حقيقة الأنتروبيا والنهاية والموت الحتمي لكل حي جعله يفكر بالبحث عن نقيضها أي الخلود كما روتها قصة خروج الإنسان من الجنة ثم الطوفان البابلي وطوفان نوح وملحمة جلجامش وسعي بطلها وراء عشبة الخلود. ويرى الباحث أن خلود الشعر بنظر الشعراء حل بديل للخلود الحقيقي لأنه لا يخضع لاعتبارات واضحة ومحددة وقوانين ثابتة بل لأمور متغيرة ومفتوحة على التجديد في الأشكال والمضامين مع مرور الزمن وتغيراته.
• يستعيد الباحث منير كيال محطات من تاريخ مدينة دمشق وجوانب من حياتها العامة ومعالمها وعادات أبنائها وحرفها وحماماتها في كتاب جاء على شكل موسوعة مصغرة بعنوان «دمشقيات مرابع الطفولة ومهوى الأفئدة». ويجول الباحث المتخصص بالتراث الدمشقي في الباب الأول من الكتاب على أحياء دمشق القديمة مبتدئاً بحي الميدان والذي كان يضم البوابة التي يسلكها الحج الشامي إلى الديار المقدسة ثم يعرج على باب المصلى والسنجقدار والمرجة وحي الشاغور محيطا بأزقته وحاراته وبيوتاته وحي القيمرية ومجاورته للمسجد الأموي والمواقع المهمة فيه كجادة ستي رابعة والمدرسة القيمرية الكبرى. ويبين كيال في الكتاب أهمية سوق باب السريجة في امتداد عمران مدينة دمشق غرباً خارج السور ونشوء حي القنوات وسوق ساروجة بتسميته وتفرعاته, ويخصص المؤلف فصول الباب الثاني للبحث في معالم دمشق من الدار الدمشقية بموقعها في الحارة ووحداتها وزراعة النباتات فيها ودور الكتاتيب ومواكب العراضات ودورها في المناسبات الاجتماعية والدينية والوطنية. ويخصص كيال في كتابه فصلاً لأسواق دمشق الرئيسية كالحميدية ومدحت باشا والبزورية وتفرعاتها وأهميتها ثم ينتقل للحديث عن الحرف الدمشقية ونظام مشيخة الكارات الذي كان متبعاً لإدارتها وتنظيمها. ويفرد المؤلف فصلاً للحياة الاجتماعية في دمشق القديمة من سهرات المنازل لدى النساء والرجال وسهرات المقاهي للاستماع إلى الحكواتي وخيال الظل كما يخصص فصلاً للمعتقد الشعبي في دمشق مع الإشارة إلى ممارسات كانت تدور في فلك تلك المعتقدات كصب الرصاص والتبخيرة وخطف الزعزع, وشغل الحديث عن قلعة دمشق فصلاً كاملاً في الكتاب ليخصص المؤلف الفصل الأخير للحديث عن الحمامات الدمشقية وأقسامها ووظائف العاملين فيها. والكتاب صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 272 من القطع الكبير أما مؤلفه منير كيال فهو باحث متخصص في التراث الدمشقي أصدر على مدى نصف قرن 22 كتاباً منها «فنون وصناعات دمشقية» و«رمضان وتقاليده الدمشقية» و«حكايات دمشقية» و«الصناعات السورية التقليدية».
• صدرت عن دار «سؤال» اللبنانية للنشر أول ترجمة عربية لرواية الكاتب الروسي أناتولي بريستافكين (1931-2008) بعنوان «أفراخ الوقواق» بترجمة خيري الضامن. قد يكون أناتولي بريستافكين مجهولا للقارئ العربي، على الرغم من رواياته العشرين، وكتبه الأخرى التي صدرت في عشرات الطبعات، وحملت له شهرة واسعة، وبخاصة «السحابة الغافية على صدر الجبل» و«قامت القيامة» و«الجندي والصبي» و«يوم الخليقة الأول والأخير» وروايات أخرى. صدرت رائعة بريستافكين «أفراخ الوقواق» قبل 30 عاما، لكنها لم تر النور في نسختها العربية إلا الآن، بفضل جهود ودعم دار «سؤال» اللبنانية للنشر، ومعهد الترجمة في روسيا. ويؤكد المترجم العراقي البارز خيري الضامن، أن هذه الرواية الأصيلة تضاهي من عدة وجوه رواية «أرخبيل» لألكسندر سولجينيتسين (الحاصل على جائزة نوبل للآداب لعام 1970)، بل ربما هي خط ممتد يكمل رائعة أديب نوبل الروسي الشهير، فبينما تتناول «أرخبيل غولاغ» معاناة الإنسان في معسكرات الاعتقال المخصصة للكبار، تحكي «أفراخ الوقواق» عن معاناة الصغار في إصلاحية للأحداث، تمثل نسخة من معسكرات الكبار. يكمن الفارق بينهما في أن كتاب سولجينيتسين عبارة عن مدونة أدبية تاريخية ضخمة، في ثلاثة مجلدات، تقوم على رسائل وإفادات من 257 سجيناً، واستنادا إلى تجربة شخصية للمؤلف، بينما تمتد رواية بريستافكين المثيرة، المؤثرة، محكمة البناء عبر 340 صفحة من الأحداث التي لا يمكننا التحقق مما إذا كانت حقيقية أو من خيال المؤلف. بالنسبة لنا، كعرب، فالرواية تذكرة بليغة بمأساة أطفالنا المشردين في شتى أنحاء الوطن العربي في العراق وسورية وليبيا واليمن جراء حروب «الربيع العربي». |
|