تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تكريم... الفنان غسان مسعود في ضيافة «أماسي»: للــوصول إلى النـاس ارسم وطنك....

دائرة الثقافة
ثقافة
الثلاثاء 4-9-2018
أدرك الوالد بفطرته الأبوية تميز واسطة العقد وتفوقه على أقرانه مادفعه للاهتمام به وخاصة فيما يخص إتقانه للغة العربية التي علمها لابنه وهو الشيخ المعلم، فوجد فيها الابن ضالته فتخصص بها،

ولكن الابن غسان مسعود ساقته الأقدار ليلتقي بالراحل فواز الساجر ليرسم طريقا جديدا في عالم النجومية والشهرة.‏

يلتحق الفنان غسان مسعود بالمعهد العالي للفنون المسرحية ليكون من بين خريجي الدفعة السادسة عام 1986، حيث عين معيدا، ثم أستاذا، درس وأشرف وخرّج دفعات كانت آخرها في العام 2012 في عرض «عرش الدم».‏

وفي العام 2005 اختاره المخرج البريطاني ريدلي سكوت لدور صلاح الدين الأيوبي في فيلمه «مملكة السماء» مشكلا بذلك بوابة عبور إلى العالمية.‏

حظي مسعود بالتكريم في محافل عديدة عربية وعالمية وشارك بالمهرجانات في غير دولة عربية وعالمية ليصل رصيده من المسرحيات حوالى 20 عملا مابين التمثيل والإخراج، و20 فيلما سينمائيا، و60 مسلسلاً تلفزيونياً.‏

ورغم مسيرته الفنية الحافلة بدأ حواره في «أماسي» التي أقيمت في مركز ثقافي «أبو رمانة» بإدارة الإعلامي ملهم الصالح، أنه يرفض التكريم لأنه يعتبر أن حضور الجمهور للقائه هو تكريم كامل المواصفات له، ومن يستحق التكريم معه المخرج محمد ملص الذي عقب بالقول «كلنا نعمل لتحقيق مانريد التعبير عنه بصدق وشرف دفاعا عن الوطن» وإلى رفيق دربه فايز قزق الذي تحدث عن مسيرته برفقة مسعود والتضحيات والجهود التي كانت تبذل لوضع لبنة صغيرة في المسرح السوري لحمايته من التداعي والسقوط.‏

وعن سيرته الذاتية يقول: ولدت في قرية فجليت القرية الفينيقية، وربما لولاها لم أكن ذاك الفنان الذي تلتقونه اليوم لأنها قرية تختصر ألوان الطبيعة والتنويعات اللونية، وشكلت بطبيعتها الرائعة المخزون الأساس الذي دفعني لمهنة اللون سواء في المسرح أو السينما والتلفزيون، وكي تصل إلى الناس عليك أن ترسم وطنك المشتهى.‏

ورغم العدد الكبير لأفراد الأسرة حاول الوالد الشيخ المعلم أن يدفع أبناءه باتجاه التعليم، ورغم فقره الشديد كان يعلم أبناء الأغوات وكان له من الحصانة الأخلاقية والأدبية عندهم وكان يمنح الشهادات.‏

وتضمن اللقاء الحواري عرضا لفيلم وثائقي عن مسيرته الفنية الغنية وخاصة السينمائية العالمية ورؤيته للمسرح الذي يعتبره جزءا هاما من اهتماماته ويسعى جاهدا للنهوض به والعودة بالمسرح إلى ألقه، كما بين الفيلم مواقفه تجاه بعض الدعوات التي تسيء للأديان ورفضه تأدية شخصيات تسيء للعرب والدين الإسلامي أو القيام بأي دور قد يشوه الحقائق ويسيء لبلاده وقوميته.‏

وأضاف مسعود أن المرحلة التي كان يدرس فيها كانت ثمة معايير تحكم العمل المسرحي، وكان هناك اهتمام بالمسرح العالمي، فكانت ترسل خبرات من فرنسا إلى المعاهد التي تؤسس حديثا ومن هذه الخبرات المسرحي التونسي الكبير محمد ادريس الذي درس في المعهد جنبا إلى جنب مع أسعد فضة ومن ثم السيدة نائلة الأطرش، وثمة ملاحظة لفت إليها وهي أن التميز في ذاك الزمن ثمنه ذهب، فكانت الدولة تعطيه حقه من الرعاية والاهتمام وإرساله في بعثات للاطلاع على تدريب الممثل واكتساب خبرات من دول الغرب، لكن المفارقة أن منهجنا شرقي لكننا كنا منفتحين على العالم، ونستطيع الاطلاع على المدارس الغربية والمدارس الشرقية وهذا ماميز جيلنا في اطلاعه على المدرستين والدمج بينهما ومحاولة إيجاد مدرسة سورية.‏

ولكن اليوم الطلاب وأساتذتهم لايخرجون حتى خارج دمشق، مايفقر الحالة البحثية والعلمية الأكاديمية، لأن المسرح نصفه مشاهدة وثقافة بصرية، المسرح ذاكرته صعبة جدا وتأريخها صعب جدا، لأنه فن حي.‏

والأمر الآخر أنه لاتوجد اليوم لدى الناقد معايير نقدية واضحة يقيس على أساسها مدى جودة هذا العرض أو عدم جودته، بالرغم من أن هذا الأمر كان موجدا في السابق, ويجب أن نقر بأن كل النظريات التي كتبت عن المسرح، كتبت بعد التجربة، ولم تكتب النظرية وصنعت التجربة من أجل النظرية، وهذا أحد أسباب هروب جمهور المسرح.‏

وأبرزت الشهادات التي عرضت أهمية الدور الذي يقوم به الفنان مسعود وتأثيره في جيل الشباب الذي يطمح إلى التلمذة على يديه، لأنه يؤمن بمواهب الشباب وضرورة دعمهم والإيمان بموهبتهم، والوقوف إلى جانبهم ليعبروا طريق الفن بطريقة احترافية مدروسة.‏

كما بين علي المبيض في تكريمه للفنان غسان مسعود أنه فنان شامل استطاع بعد أن غرق في المحلية أن ينتقل إلى العالمية وله مساهماته في السينما العالمية وشكل بصمة لافتة في أعماله جميعها.‏

وألمح مسعود في تصريحه للثورة بأن ثمة أعمالا هامة قيد الدراسة والتحضير في التلفزيون والمسرح.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية