|
نافذة على حدث فالضجيج الأميركي الذي يحاول لفت الانتباه وكسر الطوق عن إدلب التي باتت محاصرة بالقرار السوري الحاسم لجهة تحريرها وتطهيرها من الإرهاب بشكل لا يقبل التأخير أو التأجيل أو التأويل، هو جزء من الاستراتيجية الأميركية في هذه المرحلة تحديداً التي تجهد فيها واشنطن لحجز مقعد لها على الطاولة، خاصة وأن المعركة قد دخلت في الربع الأخير من الساعة، حيث لم يعد بالإمكان التراجع خطوة واحدة الى الوراء وتحت أي ظرف من الظروف. الأهم وسط هذا الضجيج المتعالي أن تدرك الولايات المتحدة خصوصاً والغرب عموماً أن حرب الاصطفافات التي تخوضها في هذه اللحظات - لحظات ما قبل الحسم - لن تغير في وجه الحقيقة، بل لن تبدل في الواقع شيئاً، لأن من صنع ودعم واحتضن الإرهاب ولايزال يراهن عليه حتى اللحظة رغم يقينه المطلق بهزيمته وعجزه وفشله في الميدان، يستحيل له أن يجلس على الطاولة مع من حارب الإرهاب و واجهه وضحى بالغالي والنفيس من أجل أن يقضي عليه. فلا مفر من قبول تلك الأطراف للواقع بمعادلاته وقواعده التي ارتسمت على الأرض، ولا مهرب لها من محاكاة موضوعية ومنطقية للخرائط والعناوين التي صاغتها التضحيات والانتصارات التي حققتها دمشق وحلفاؤها، وغير ذلك هو إصرار على الذهاب بالطريق الخطأ والدفع بالجميع الى حافة الهاوية، خصوصا أن منظومة الإرهاب برمتها باتت في أضعف حالاتها بعد انهيار وسقوط أدواتها وأذرعها أمام إرادة وبسالة الجيش العربي السوري. |
|