تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مفاضلات القبول الجامعي...!!

حديث الناس
الثلاثاء 4-9-2018
هزاع عساف

مع صدور مفاضلات القبول الجامعي بما فيها التسجيل المباشر للفرع الأدبي والسنة التحضيرية للكليات الطبية التي تم بموجبها تحديد الحد الأدنى للقبول فيها بـ (230) درجة،

نكون أمام واقع جديد وحالة جديدة تتزاحم حولها الأسئلة وتكثر الأقاويل والتأويلات وتتضارب الآراء بين متفائل ومتشائم وبين طالب وآخر لتصل آثارها وتداعياتها إلى الأهل..!!‏

هناك طلاب ربما حسموا خياراتهم إلى حد كبير جداً خاصة بعد تحديد درجة الحد الأدنى للقبول في الكليات الطبية للسنة التحضيرية لهذا العام والتي ارتفعت بمقدار ثلاثة درجات عن العام الماضي، وهناك طلاب الفرع الأدبي الذين اتضحت معدلات قبولهم من خلال اعتماد التسجيل المباشر، ويبقى قسم كبير من الطلاب ممن سيتقدمون إلى المفاضلة ينتظرون المعدلات النهائية ليعرفوا أين استقرت رغباتهم وخياراتهم وهنا لبّ القضية..!‏

القضية في تحقيق رغبة الدراسة بفرع ما أراده واختاره تبعاً للدرجات التي حصل عليها ووفق المعدلات الأولى التي تصدرها وزارة التعليم العالي لكن هذه الأمور تختلف وتنقلب وتدخل الاحتمالات والحظوظ في لعبة المعدلات بعد أن تصدر المعدلات النهائية للقبول، حيث ترتفع درجاتها قياساً مع المعدل الأول، فمنها ما يرتفع درجات معقولة ومنها درجات مقبولة، وبالمقابل منها ما يرتفع درجات عالية تتجاوز العشر درجات وهذا غير معقول ويحتاج إلى تأنٍ ودراسة وحسابات تراعي أول ما تراعيه رغبة الطالب وأمله وهدفه الذي عمل على الوصول إليه سنوات..!!‏

إن المشكلة الأساسية التي تؤرق آلاف الطلبة الراغبين بمتابعة تحصيلهم العلمي في الجامعات تكمن في ارتفاع معدلات القبول الجامعي سواء المعدلات الأولية التي يتقدمون بموجبها إلى المفاضلة بقبول رغباتهم وكذلك المعدلات النهائية التي تحدد مصير هذه الرغبات ولا يخفى على أحد أن هذه المشكلة تتوسع لتصل نتائجها وآثارها إلى الأهل المعنيين مباشرة بمستقبل أبنائهم، وهنا تبدأ الخلافات والاختلافات وتتضارب الأفكار ويصبح الأبناء والأهل محكومون بالمعدلات التي تصدر فهناك من يتابع دراسته في فرع أو كلية هو بالأساس لا يريدها، وهناك من يترك متابعة التحصيل العلمي ويتفرغ لأعمال وأشغال أخرى وآخرون ينتظرون كلٌّ حسب ظروف وأوضاعه.‏

في كل عام تترك مفاضلات القبول الجامعي غصّة وحَسرة لدى آلاف الطلبة وأهاليهم، وفي كل عام يكون لهذه المفاضلات حساباتها وتداعياتها، حيث هناك العديد.. العديد من الطلاب الذين أرغمتهم ارتفاع المعدلات على ترك التحصيل العلمي واللجوء إلى البحث عن حلول أخرى هم بغنى عنها في مثل هذه المرحلة الدراسية لذا فلا بد من إيجاد آليات وطرق جديدة تمكنهم من تحقيق رغباتهم العلمية أو في الحد الأدنى خلق حلول وبدائل أخرى.. وإلا...؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية