|
الافتتاحية لجهة الحسم في مكافحة الإرهاب الذي يحتاج إلى استكمال مفرداته على ضوء الحالة التي تعاني منها إدلب، والتي كانت تعانيها الكثير من المناطق والمدن في سورية قبل أن يتم اجتثاث الإرهاب وفق معادلات كان الميدان يحدد اتجاهها وإحداثياتها المختلفة. والحديث الروسي هنا لا يقتصر على البعد السياسي أو العسكري، بل يشمل مختلف الجوانب، باعتبار أن بقاء الإرهاب في إدلب يؤثر على العملية برمتها ويشكل تهديداً واضحاً للأمن والسلم الإقليميين والدوليين، سواء كان بالارتباط المباشر أم اقتضت حالته أن يكون سياقاً تتم من خلاله محاكاة الواقع العملي لمرحلة ما بعد اجتثاث الإرهاب، وهو ما يشكل دافعاً للبحث بجدية الخيارات وفي رسالة ربما الأكثر وضوحاً بأن التعاطي مع الحالة وفق ما يجري لم يعد ممكناً أو متاحاً. مسألة التفريق بين المسلحين العاديين والإرهابيين عادت لتكون الأحجية، خصوصاً مع المحاولات المحمومة لإعادة الأمور إلى المربع الأول الذي بات خلفنا سورياً.. كم هو لدى الحلفاء والأصدقاء، وهذا يرتب حسابات ومعادلات تقتضي في الحد الأدنى وضع النقاط على الحروف في مسألة كانت حمّالة أوجه، وتم توظيفها للتسويف أميركياً، والمراوغة تركياً على مدى السنوات الماضية، وإن كان الأميركي يقر في نهاية المطاف بأنها مجرد فانتازيا، فإن التركي لا يزال يراهن على الوقت ويعوّل على توظيف ذلك للتهرب من مواجهة الحقيقة المرة بأن التفريق الذي يسعى إليه لن يوصل إلا إلى المكان الذي سبقه إليه الأميركي منذ سنوات. نفاد الصبر الروسي الذي عبر عنه السيد لافروف له مشروعيته الواضحة، لأن التجربة الطويلة وصلت إلى مساحات لم تعد تحتمل أنصاف الحلول أو المقاربات الجزئية التي يُراد منها أن تكون قابلة للتأويل المزدوج، وهو ما يفسّر بشكل أكيد الحدود الفاصلة التي يحاول النظام التركي المداورة فيها من أجل تأخير عملية الحسم، ويراهن على خلط الأوراق.. أو في الحد الأدنى البحث عن ذرائع إضافية تعيد ترتيب الاتجاهات والحسابات التي تتقاطع مع المحاولة الأميركية التي تلوّح بالعدوان، والتسريبات المتعمدة للقاءات الإسرائيلية الأميركية لوضع بنك الأهداف ليست بعيدة عن العين التركية، ولا هي خارج سياق رهانه على اللحظة الأخيرة ربما تكون القمة الثلاثية المنتظرة في طهران للضامنين الثلاثة فرصة لتحبير ما تبقى من إحداثيات ميدانية، لكن ليس هناك من ضمانة على الأرض تشي بأن هذا الانتظار سيملي معادلاته على الواقع الميداني، وليس هناك من يجزم بالتوقيت، خصوصاً أن الرسالة الروسية تكفي لقراءة ما بين سطورها، فحين يشارف الصبر السياسي على النفاد.. تكون الأصبع قد سبقته إلى الزناد، وهي المخول الوحيد والمؤهل عملياً لوضع المواعيد الدقيقة ولرسم روزنامة الأحداث وتطوراتها، حيث التوقيت كان على الدوام رهناً بالإيقاع الميداني، وما عداه يدخل في سياق المساومة على تحسين الشروط أو استجداء مقعد على طاولة من العبث التعويل عليها..!! |
|