|
حديث الناس هذا الأمر الذي كان يمر مرور الكرام على الكثيرين، بات اليوم يدفع بسؤال كبير عن مدى حجم التعامل بالخبز اليابس بعد أن كاد يتحول إلى نشاط اقتصادي قائم بحد ذاته، يسمى تجارة الخبز اليابس، ففيما سبق لم يكن أحد ليسأل عما يفعل ذلك الرجل بما يشتريه من الناس وإلى أين يذهب به، وغالباً ما كان البعض يبيع ما لديه من بقايا خبز يابس على مبدأ (أفضل من رميه ببلاش)..!! فبحسب تقديرات تحدث بها مدير عام السورية للمخابز مؤخراً نجد أن حجم ما يلقى يومياً من الخبز الفائض عن استهلاك مليوني أسرة فقط يصل إلى 450 طناً، بواقع رغيف ونصف الرغيف من كل أسرة، هذا الرقم التقديري يشكل حوالي 15% من إجمالي إنتاج مخابز سورية يومياً وهو رقم لا يستهان به إذا ما علمنا أن تكلفة رغيف الخبز الواحد تصل إلى خمسين ليرة، وبالتالي يكون لدينا كمية الهدر (غير المقصود) كما سماها مدير عام المخابز تصل إلى حوالي 150 مليون ليرة يومياً. ولأن رغيف الخبز خط أحمر والدولة مستمرة بتقديم كل الدعم له ليصل إلى المواطنين كافة في مختلف المدن والقرى والبلدات بأقل التكاليف وبالسعر المدعوم، ولأن حجم الدعم يصل يومياً إلى مليار ليرة بحسب مصادر السورية للمخابز، فإنه يمكننا أن نتأكد تماماً أن هناك نشاطاً اقتصادياً حقيقياً تشكل على تخوم هذا الدعم وهو نشاط طفيلي يعيش عليه ويقتات منه ويتسبب بخسائر كبيرة للخزينة العامة التي تتحمل كل تلك الأعباء.. ولعلنا هنا نقف على أعتاب قضية تحتاج الكثير من إعادة النظر في طريقة استهلاكنا لمادة الخبز، بحيث يتم تقليص هذا الهامش من الهدر سواء أكان مقصوداً أم غير مقصود، واتباع نمط استهلاكي يقوم على شراء كفاية الشخص أو العائلة دون زيادة أو نقصان، وهنا لا نتحدث عن الترشيد بقدر ما نتحدث عن إدارة استهلاكنا من الخبز، بما يساهم في تقليص حجم الهدر وضمان وصول الدعم إلى الجميع بالتساوي. |
|