تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


موت إغريقي? أجل وأكثر..

لبنان
معاً على الطريق
الثلاثاء 25/4/2006
نبيه البرجي

ننام على حرير..

هذه لحظة افلاطونية بين سحر الاساطيل وسحر القناصل: صديقنا الأمبراطور يربت على أكتافنا, يبتسم, يسأل عن الميجانا والعتابا, يكاد يسأل عن صحة هيفاء وهبي.‏

ينشرح صدرنا, تتوهج عيوننا, تتأجج مشاعرنا, لم نكن ندرك قط أن مكاننا يتلألأ إلى هذا الحد على أجندة القيصر الذي- والشرق الأوسط الكبير على الطاولة- يريد كسح كل الالغام (أم كل الشعوب?) التي تعترض مسار المشروع الذي يفضي عادة, إلى أكياس الطحين, أم تراها أكياس الدم?‏

نحن لا نحتاج إلى القاذفات ولا إلى القنابل النووية التكتيكية, ولا حتى إلى الهراوات.. بلدنا منهك, أرهقته القضايا القومية, وميكانيكية الصراع, والملاحة في السراب. الآن تعدنا واشنطن بالملاحة في ضوء القمر.‏

حتى وإن حذرنا الدبلوماسي المخضرم جون غونثردين من بيع آلامنا بالمزاد العلني. مجتمعات بكاملها ترغم على أن تبيع آلامها في مقابل أن تعيش على الفتات الأميركي..‏

لا أحد يظن سوءا في الذي يجري.. لا أحد يحاول أن (يتفلسف) ويتحدث عن مسلسل القواعد على امتداد السواحل المتوسطية, فها أن دقات قلوبنا ترتبط الآن, واستراتيجياً, مع دقات قلوب الذين يعيدون تشكيل العالم بأصابع الديناصور لا بأصابع الكتاب المقدس.‏

ننام على حرير أم نغرق? نغرق, نغرق, ونغرق: نصف قرن إلى الوراء, قرن بكامله إلى الوراء, قرون إلى الوراء. هذا لا يبدل شيئاً ما دام هناك بيننا من هو جاهز, وعلى امتداد عقارب الساعة, لكي يضع حتى صراخ أمهاتنا بين يدي الشيطان.‏

لا وقت للوعي, ولا للاوعي, هذه لحظة القيصر ويفترض أن نوظفها في خدمة قضيتنا. أيها السيد الشيطان... هل تضحك?‏

من أحال كل هذه الكرة الأرضية إلى مهرجان للقلق?- والتعبير لتوماس فريدمان- من لا يرى في البشرية سوى قطيع من الضفادع ( أو الذئاب), من يعتقد أن الثقافات الأخرى لا تتقيأ سوى الحصى, وأحياناً السكاكين? من يقول أنا الآمر بأمر الله يريد أن يملأ بطوننا بالذهب, رؤوسنا بالذهب, أيدينا بالذهب. الآخرون, بنو قومنا, أسرى تأبط شراً وبديع الزمان الهمذاني لا يقدمون لنا سوى الملاعق الفارغة...‏

القضايا, قضايانا, لا تنتج سوى الملاعق الفارغة!‏

الصراع? هذا ليس زمن المفردات الفضاضة, والعقيمة, بل والعبثية. دمشق هي الخطر, تعقدون معاهدة سلام معها على أساس الند للند, أورشليم هي الخلاص , تبرمون معاهدة سلام معها على أساس ( معادلة الأفعى والنورس) (وهو عنوان قصة لاوكتافيو باث).‏

ولا يوم بعد هذا اليوم إلا للحرية والسيادة والاستقلال.‏

الديمقراطية بطبيعة الحال حين يكون للآلهة أن تنفث النار... برداً وسلاماً ! موت إغريقي?أجل وأكثر...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية