|
دمشق الا انه في لقاء الامس فرض نفسه كمتحدث بالدرجة الاولى فارضاً نوعاً من الترجمة لعشرات المطالب التي سمعها في السابق كما فرض نفسه كقائد لوزارة او لفريق عمل استطاع ارساء قواعد نظام ضريبي لا يستهان به تشريعيا ومقويا نفسه بالمزيد من الدعوات للقطاع الخاص للمبادرة الى التحلي بالثقافة الضريبية العالية لان المبدأ الذي سيسود هو لا للتهرب الضريبي وان ظهرت الحاجة لقمعه بالقوة فلا مانع (القوة بمعناها الالزامي). واما قوة الحجة التي ظهر بها الحسين لاحظنا وبشكل واضح منطقية معظم المداخلات من رجال الاعمال بعيدا عن الاحاديث والطروحات مما اكسب الحوار والحق يقال وضوحا وتبويبا ووعودا بإنجاز ما هو منطقي واستثناء ما هو غير منطقي, واللافت في لقاء الامس ايضا الصراحة الكبيرة التي تحدث بها الحسين عن موضوع السيارات واسعارها اذ لم يجد مانعا من توجيه نقد لاذع للوكلاء حيث حملهم مسؤولية عدم انخفاض اسعار السيارات كما كان متوقعا بعد تخفيض الرسوم الجمركية العام الماضي متهما اياهم بتقديم فواتير مزورة لاسعار السيارات. ومرة اخرى تحدث الحسين بقوة وصرامة واضحتين وهو يدعو الى ضرورة ان يتعاون جميع الاطراف لان يكون هناك شفافية في سوق السيارات الذي وصفه بالضبابية ووجود خلل واضح فيه مؤكدا ان هذا الخلل ليس من طرف الحكومة وهناك وجه الدعوة الى كل من رئيس غرفة تجارة دمشق الدكتور راتب الشلاح ورئيس غرفة الصناعة عماد غريواتي للعمل على ارساء قواعد الشفافية والمنطق في سوق السيارات وهنا لم يجد غريواتي وهو وكيل سيارات بداً من القول والدفاع بأن اسعار السيارات قد انخفضت فعلاً. على كل فحديث السيد وزير المالية بشأن سوق السيارات والذي بدا انه غير مقبل على اي تغيير يذكر في المدى المنظور يحتاج لعملية تنظيم حقيقية وكاشفا في هذا السياق عن اجراءات قادمة قد تقود السوق الى الشفافية ومشيرا الى ضرورة ان يكون الوكلاء شفافين في عملية تقديم اسعار السيارات. وهنا كنا نتمنى ان يشير السيد وزير المالية الى دور الجمارك وموظفيها في عدم شفافية سوق السيارات لانه لا يمكن تقديم فواتير مزورة او مزيفة دون معرفتهم. كما كنا نتمنى ان لا ينظر لعملية فرض رسم الانفاق الاستهلاكي على السيارات القديمة لمرة واحدة عند بيعها على انها ميزة ونعتقد ان البلاد باتت بحاجة فعلية للتخلص من عشرات الآلات من السيارات خاصة بعد ان فشلت سياسة الاستبدال عن طريق معمل حماه فهمكم كفاية. ونعود الى حديث الحسين الذي حمل في طياته جانبا في غاية الاهمية وان كان هدف منه ان يبعث برسالة في غاية الرقي لكبار المكلفين الضريبيين عندما اعلن عن وضع ادارة خاصة في مالية دمشق وصفها بأنها VIP لاستقبال كبار المكلفين لدفع الضرائب المستحقة عليهم بعيدا عن الاجراءات الروتينية وبناء على ارقامهم (التي ستدقق طبعا لاحقا من قبل عناصر المالية) ووصف الحسين هذه الوحدة بأنها تقوم على الثقة الكاملة بين الجهاز الضريبي والمكلفين ومن المقرر ان تعمم التجربة على كافة ماليات المحافظات. وهنا نتمنى ان يعطي تصنيف ال VIP الحماسة لرجال الاعمال ليبادروا فعلا لاداء واجبهم الضريبي. وفي كل ما تحدث به الحسين فإنه قدم وعودا جديدة بإصدار المزيد من التشريعات على ان يكون الوفاء قريبا وفي مقدمة الوعود تخفيض معدلات الرسم الجمركي. |
|