الفن والحركة التشكيلية الشبابية في حلب
ملحق ثقافي 25/4/2006 محمد خالد الخضر الفن:شعور أسمى يصل إلى مستوى الحب الرفيع الخالص من النفعية والأنانية، إذ يشعر الفنان بأن لديه رغبة في حمل ما يكنه العالم في فكره وشعوره، ليضيء لهم طريقهم نحو الخير والمحبة مما يدلنا على أن الفنان أمام نتاجه الفني يعتمد على الكلية في تسخير الطاقة وبذل الجهد فهو يبحث ويتأمل ويبصر، ويفكر ليكون في نهاية المطاف قد جمع كل أحاسيسه ورؤيته الشعورية والبصرية،
من بيئة وناس وطبيعة ليقدم إرادة الوصول كشأن كل الفنانين والعظماء.. وهذا يمكن أن تراه جلياً واضحاً في لوحات «ليوناردو دافنشي وميلانج» و«ألفرد نجاش ولؤي كيالي، وفتحي قباوة» ومن هم على قيد الحياة مثل «عبد الرحمن مهنا- محمد صفوت» وهناك أمثلة كثيرة لا أمتلك وقتاً لذكرها، تعمل هذه الشريحة بالوصول إلى مستوى التأثير مع اعتماد.. بصمة الفنان والتناقضات الموجودة في عالم الحياة، وتتوصل إلى نتيجة أنه على الفن أن يترفع عن عرض السلعة وتخطي الجوهر الإنساني فمن صميم وظيفته أن يعبر تعبيراً كلياً عن عالم الإنسان الداخلي الذي يتكشف جراء سلوكه الاجتماعي الناجم عن تفاعلات البشر والبيئة، في بنية يجب أن يرتكز عليها الفنان لتكون عملية الإبداع حرة نزيهة مغموسة في الحالة الاجتماعية وبالعلاقة الوثيقة القائمة. وهناك جيل من الفنانين الشباب بدؤوا بتكوين تجربة فنية ذات حضور. 1- الفنانة سميرة بخاش: تنتمي إلى أسرة فنية عريقة، تحاول أن تتابع مسيرة الفن التشكيلي خلال اجتهاد جاد فيما تقدمه لوحاتها التي هي أكثر ما تمتلكه من النجاح في رصد صور البحر والطبيعة مبينة عليها هواجسها كامرأة تحمل شيئاً من القهر وستتمكن من الوصول إلى بعض أهدافها في حال استمر هذا الاجتهاد. 2- ابراهيم العلي: يمتلك حساً تشكيلياً يتطلب المثابرة والصقل مع إمكانية الرصد والحضور. 3- زياد عثمان: لابد له من الخروج عن المألوف وإن كان كل ما يرتبط بالإحساس الإنساني هو مألوف أصلاً. إلا أن إرادة الفنان يجب أن تضاف إلى ما تلتقطه بصيرته وهذا ما يجب أن يفتش عنه زياد. 4- بسام عيسى: لا تخلو موهبته من قليل من النقل مع نجاح في بعض أجزاء الصورة على أنها من ذاكرته، وفشل فيما يتعلق بالجزء المنقول. 5- ظافر غروز: يتفوق قليلاً، ومحاولته مستعجلة أكثر إتقاناً في اختيار الألوان التي تحتاج إلى مزيد من الصقل. 6- غسان ديري: يمتلك تقنية في انتقاء الألوان واللعب على الفكرة وهو من رواد الحركة الشبابية. 7- ممدوح عباس: يتميز بالتفرد فيما يقدمه من خلال تعامله مع مادة الجبس والنحت النافر في مزيد من محبة الحرية والإبحار في المساحة الضيقة التي يوسعها قدر استطاعته وثمة توافق ليس بقليل بين الحالة التي يذهب إليها ممدوح عباس من خلال ما تحدثت عنه أي الفن وبين ما يقدمه من عمل مستخدماً كل إرادته كي يأتي على قدر من النجاح. 8- حنان داوود: هناك إتقان في رسم الأبنية، لو لم أعرف قدرة الفنان محمد صفوت على الرسم لقلت إن لوحات حنان مقنعة، لأنها تشبه تماماً لوحات الفنان محمد صفوت الذي أعطى حلب وأخذ منها إلى أن وصل إلى حاله الجميل. ولا أدري إذا كانت حنان تعتمد على الاقتباس أو النقل، وكان حرياً بها أن تخرج من هذه الدائرة لأنها تعمل على خنق الفنان، فاللوحة التي رأيتها معروضة لها في المركز الثقافي الروسي تشبه تماماً اللوحة المعروضة والمقتناة في غرفة مدير الثقافة بإدلب. 9- إياد ططري:هو حبيس حالة النقل، تحاول أن لا تدعه يخرج منها وهذه الحالة تجهز على أحاسيسه التي يصبها وهو واقف أمام لوحته، ينجح غالباً في نقل الوجوه إلا أن الاعضاء تبدو هزيلة مختلفة تماماً عن وجه صاحبها. 01- بلنتين عبدو: تتمكن من اعطاء صورة منقولة مطابقة للأصل، إلا أن هؤلاء الفنانين الشباب سينجح أغلبهم في حال كانت التلمذة نظيفة والثقافة متنوعة.. وإنني أهيب بهم أن يدركوا أن الفن هو أسمى قيمة يجب أن تعنى بالبشرية. وإن أكثر ما يشوه قدرة الفنان المستقبلية هو إيمانه أن المصالح ربما تصقل موهبته ولهذه الحالات اضطر بيكاسو للقول: «ليس المهم ما ينتجه الفنان بل المهم هوالفنان نفسه وما هو عليه». وقال أيضاً: «يجب أن تفقأ عيون الفنانين كما تفقأ عيون الشحارير.. كي تصبح أشجى وأعذب تغريداً». وإنني مع جل اعتقادي أن الحركة التشكيلية الشبابية في حلب هي غنية بمعطياتها.
|