|
ملحق ثقافي
وقُلْنَ لَنَا نَحْنُ الأهِلَّةُ إِنَّما تُضيءُ لِمَنْ يَسْري بِلَيْلٍ ولاتَقْري فَلاَ بَذْلَ إلاّ مَا تَزوَّدَ ناظِرٌ ولا وَصَلَ إِلاَّ بِالخَيَالِ الذِيَ يَسْري أزَحْنَ رَسيسَ القَلْبِ عَنْ مُسْتَقّرِهِ وألْهَبْنَ مَا بَيْنَ الجَوانِح وَالصَّدْرِ فَلَوْ قَبْلَ أنْ يَبْدوُ المَشيبُ بَدأنَني بِيَأسٍ مُبينٍ أوْ جَنَحْنَ إلى الغَدْرِ وَلَكِنَّه أوْدَى الشَّبَابُ وإِنَّمَا تُصَادُ المَهَا بَيْنَ الشَّبِيَبةِ والْوَفْرِ أمَا وَمَشيبٍ رَاعهُنَّ لَربما غَمَزْنَ بَنَاناً بَيْنَ سَحْرٍ إلى نَحْرِ وَبتْنا عَلَى رَغْمِ الوُشاةِ كَأنَّنا خَلِيطانِ مِنْ مَاءِ الغَمامَةِ وَالْخَمْرِ فَإِنْ حُلْنَ أوْ أَنْكَرْنَ عَهْداً عَهِدْنَهُ فَغَيْرُ بَدِيعٍ للْ غواني وَلاَ نُكْرِ خَلِيلَيَّ ما أحْلَى الْهَوَى وَأمَرَّهُ وَأعْرفَني بِالْحٌلْو مِنْهُ وَبِالْمُرِّ كَفَى بِالَهوَى شُغْلاً وبِالشَّيْبِ زاجِراً لَوَ أنَّ الهَوَى مِمّا يُنَهْنَهُ بِالزَّجْرِ بِما بَيْنَنا مِنْ حُرْمَةٍ هَلْ عَلِمْتُما أرَقَّ مِن الشَّكَوى وأقْسَى مِنَ الهَجْرِ وَأفْضَحَ مِنْ عَيْنِ المُحِبِّ لِسِرّهِ وَلاَ سِيَّما إِنْ أطْلَقَتْ عَبْرةً تَجْرِي وَمَا أنْسَ مِ الأشْياءِ لاأنْسَ قَوْلَها لِجارَتهِا: مَا أوْلَعَ الحُبَّ بِالحُرّ فَقَالتْ لَهَا الأخْرَى: فَما لِصَديِقنا مُعَنَّى وَهَلْ في قَتْلِهِ لَكِ مِنْ عُذْرِ صِلِيهِ لَعَلَّ الوَصْلَ يُحْيِيهِ واعْلَمِي بِأنَّ أسيرَ الُحبِّ في أعْظَمِ الأسْرِ فَقَالتْ أذودُ النَّاسَ عَنْهُ وَقَلَّما يَطِيبُ الهَوَى إلاّ لِمُنْهَتِكِ السِّتْرِ وأيْقَنَتا أنْ قدْ سَمِعْتُ فَقَالتَا: مَنِ الطَّارِقُ المُصْغِي إِلَيْنا وَمَا نَدْرِي ؟ |
|