|
ملحق ثقافي
فهي في لوحاتها تعالج عناصر مستمدة من التراث العربي الاسلامي المعماري والزخرفي، بحيث نجد الزخارف والقباب والجدران والأبواب والنوافذ القديمة تتداخل في أحيان كثيرة مع الكراسي والأزهار، كل ذلك بصياغة لونية عفوية تبعد اللوحة عن الزخرفة التزيينية والتقليدية وتدخلها في إطار اللوحة الحديثة التي تضفي المزيد من التلقائية والعاطفية على حركة الأشكال المرسومة، وهذا يفتح نصوص مساحاتها التشكيلية على احتمالات تعبيرية وتجريدية، ويحرك عناصر اللوحة بإضافات لونية متحررة ولمسات ناتئة في إطار اللوحة ومرتبطة بالحالة الداخلية التي تعيشها الفنانة أثناء إنجاز اللوحة. وفي صياغة تشكيلاتها التعبيرية والتجريدية تعتمد على الحركات الدائرية والنصف دائرية والحركات الحلزونية التي تتداخل مع الزخارف والرموز والإشارات الحضارية. وأهم ما في أعمال ليلى طه أنها ليست لوحات تؤرشف أو تؤرخ للعمارة والزخرفة الشرقية وإنما هي لوحات تجعل الشواهد والعناصر التراثية قابلة لطواعية التغيير وهذا يضفي الناحية الأسلوبية، ويظهر قدرة على التلاعب بالسطح التصويري من خلال استخدام اللمسة والأجواء اللونية وخطية التعبير الذي تريد إيصاله إلى المشاهد عبر استعادتها المتواصلة لثنائية التراث والحداثة. إن مهمة الفن الأولى تكمن في زلزلة كيان الموجودات وذلك بإظهار كل شيء في غير مكانه الطبيعي، وهذا يثير دهشة المشاهدين ويترك في أعماقهم أثرا ناتجا عن تلك الصدمة التي تحدثها رؤية الأمكنة الفارغة والتي تكتسب سكونيتها من مشهد عام نعيش فصوله اليومية، وهي محاولة للتعبير بطريقة غير مباشرة عن أحاسيس الإقامة في الأمكنة المهجورة التي عاشت فصول الرعب وصيحات الحروب وأجواء الدمار والخراب الداخلي والخارجي معا. |
|