|
سانا - الثورة الأمر الذي وجدته طهران مناقضاً للدقة التي حرصت عليها المفاوضات في جنيف طيلة ايام الاجتماعات مع مجموعة الخمسة زائد واحد حيث اكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ان عملية تخصيب اليورانيوم ستستمر داخل البلاد ولن تتوقف مشددا على ان بلاده ستلتزم ببنود اتفاق جنيف ما دام الطرف الاخر ملتزما بها. ووصف ظريف في مقابلة مع التلفزيون الإيراني الاتفاق بانه تاريخي نال الشعب الإيراني من خلاله حقوقه النووية المشروعة. وقال ان ما يتضمنه برنامج العمل المشترك هو ان نستمر بالتخصيب وسنتحدث بشأنه مع الامريكيين ونريد ان يصل العالم الى قناعة بأن برنامجنا النووي هو للاغراض السلمية. وحول التخصيب بنسبة20 بالمئة قال ظريف ان عملية التخصيب التي كانت تتم بنسبة20 بالمئة في منشأة فوردو ستستمر بنسبة 5 بالمئة. وفيما يتعلق بحق إيران في التخصيب اوضح ظريف.. ان دولتين او ثلاثا تعارض هذا الموضوع ولكن المادة الرابعة لمعاهدة حظر انتشار السلاح النوويان بي تي تتضمن هذا الحق وبناء على برنامج العمل المشترك فان إيران تتمتع بهذا الحق وللمرة الأولى اقرت الدول الست بأن التخصيب جزء من الحل الذي يتضمن الغاء جانب من الحظر ومن ثم الحظر كله في مرحلة لاحقة. من جانبها اكدت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم ان ما نشره البيت الابيض عن اتفاق جنيف يمثل استنباطا احادي الجانب للنص المتفق عليه في جنيف بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد حول البرنامج النووي الإيراني معربة عن اسفها لقيام بعض وسائل الاعلام بترجمة ونشر هذه الورقة الاعلامية بصفة نص اتفاق جنيف وهو ما يناقض الواقع. ولفتت افخم في تصريح لها أمس حول الورقة الاعلامية الصادرة عن الادارة الاميركية والتي قامت بعض وسائل الاعلام بترجمتها ونشرها على انها نص الاتفاق الى ان بعض الايضاحات والمصطلحات الواردة في الورقة الاعلامية للبيت الابيض تتناقض مع نص الاتفاق. وقالت أفخم ان ثلاث جولات من المفاوضات المكثفة بين إيران ومجموعة دول خمسة زائد واحد في جنيف وساعات طويلة من مفاوضات الخبراء افضت في النهاية الى اصدار برنامج عمل مشترك بين الجانبين والنص المتفق عليه صدر بعد ساعات من انتهاء المفاوضات بتاريخ 24 تشرين الثاني الجاري الذي اعلن للرأي العام. في السياق ذاته أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني وجوب ان يسفر الاتفاق النووي الاخير بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد عن اتخاذ خطوات تؤدي في النهاية الى الغاء جميع بنود الحظر الظالم المفروض على إيران كما ورد في النص الذي وقعه الطرفان. وقال لاريجاني في كلمة له قبل بدء الجلسة العلنية للمجلس ان المفاوضات التي افضت للتوصل للاتفاق كانت من بين الاحداث الاهم على صعيدي المنطقة والعالم طوال السنوات العشر الماضية موضحا انه خلال الاشهر الاخيرة بذلت الحكومة الجديدة طاقات كبيرة ووقتا طويلا من اجل التوصل الى حل لقضية البرنامج النووي. ووصف المفاوضات النووية بانها اتسمت بالحساسية والدقة في المجال الدبلوماسي لانها تضم جوانب عديدة على الصعد التقنية والحقوقية والسياسية مشيرا الى ان فريق التفاوض الإيراني خاض مواجهة مع بعض الحكومات المتغطرسة فضلا عن بعض الحكومات الحاسدة والعنيدة والذليلة التي تطلق الصراخ في الساحة السياسية لذلك فان برمجة هذه المفاوضات يعد عملا صعبا ينطوي على الكثير من المشقة. وانتقد لاريجاني بعض الساسة والقادة الغربيين على خلفية اطلاقهم التصريحات القائمة على ان الاتفاق حصل بفضل الضغوط والحظر ووصف هذه الاقوال بالساذجة والمتضاربة ولاسيما بعد التوصل الى الاتفاق وهو مايدل على اعوجاج جديد في الفهم يبدو انه لانهاية له. وحول توضيح موقف إيران من تهديدات أميركا السابقة اعتبر الجنرال محمد علي جعفري القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني تهديدات الولايات المتحدة وحلفائها بشن ضربة عسكرية ضد إيران بأنها فارغة ومجرد خدعة مؤكدا أن السلطات الامريكية تعرف قدرات إيران العسكرية والدفاعية واللحمة الوطنية ضد الاعداء. ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية ايسنا عن جعفري قوله: ان أدني خطأ عسكري من قبل الولايات المتحدة الامريكية تجاه إيران سيجعل الامريكيين يرون بأعينهم أكبر خسارة تاريخية تلحق بهم لان كثيرا من أهداف ومصالح واشنطن وحلفائها في المنطقة والعالم تحت مرمي القوات الإيرانية. بدوره اكد مسعود جزائري مساعد القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني للشؤون الثقافية والاعلامية أن ما يطرحه الامريكيون وتحديدا الرئيس باراك أوباما بشأن وجود كل الخيارات بما في ذلك الخيار العسكري على الطاولة كذبة كبرى وخدعة سياسية. هذا ويستمر حيث الترحيب الدولي بالاتفاق الإيراني الغربي حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن الاتفاق بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد حول البرنامج النووي الإيراني سيسهم في استقرار منطقة الشرق الاوسط بأسرها. ونقل موقع روسيا اليوم عن بوتين قوله في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الايطالي أنركيو ليتا بمدينة ترييستي الايطالية أمس.. أنا متأكد من ان القرار الذي تم اتخاذه بشأن القضية النووية الإيرانية سيسهم في تعزيز أمن واستقرار منطقة الشرق الاوسط بأسرها مع ضمان أمن كل دول المنطقة. كما ناقش الرئيس بوتين مع رئيس الحكومة الايطالية عددا من القضايا الدولية الملحة بينها الازمة في سورية وملف إيران النووي. من جانبه أشار ليتا الى ان من بين القضايا الدولية التي تناولتها المباحثات الوضع في ليبيا وقضية أفغانستان والمسائل المتعلقة بترؤس روسيا لمجموعة الثماني في العام المقبل والعلاقات بين روسيا والاتحاد الاوروبي بما في ذلك ما يتعلق بقضية اوكرانيا. كما اعتبرت قيادتا رابطة الشغيلة وتيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية في لبنان ان الانتصار الذي حققته إيران بانتزاع الاعتراف من الدول الغربية بحقها في انتاج الطاقة النووية السلمية بقدراتها الذاتية يشكل سقوطا وفشلا لمحاولات اخضاع إيران للاملاءات الاجنبية. في سياق متصل رحبت وزارة الخارجية التشيكية بالاتفاق بين إيران ودول مجموعة خمسة زائد واحد حول ملف إيران النووي وتبني خطة العمل بهدف التوصل الى حل شامل للملف النووي الإيراني في الاشهر الستة القادمة. واكدت الخارجية التشيكية في بيان لها ان تحقيق هذا الهدف سيتطلب بذل جهود كبيرة والاستمرار في المفاوضات السياسية. من جهة اخرى جدد البيت الأبيض تحذيره الكونغرس الاميركي من التصويت على عقوبات اقتصادية ضد ايران معتبراً ان ستأتي بنتائج معاكسة في وقت تنفتح نافذة دبلوماسية حول البرنامج النووي الايراني. ونقلت ا ف ب عن جوش ايرنست مساعد المتحدث باسم الرئيس الاميركي باراك اوباما قوله اذا اضاف الكونغرس عقوبات جديدة قبل ان نتمكن من اختبار هذه النافذة الدبلوماسية فذلك سيضر بسمعتنا على صعيد الهدف من هذه العقوبات. |
|