|
رؤيـة والتندر على ذاك، والتشهير بأولئك لتحقيق متعة مريضة قد يحققونها من خلال سلوكيات تصنف ضمن قائمة يمكن أن نطلق عليها «جرائم أخلاقية». وللأسف ففي عصرنا التكنولوجي وانتشار وسائل الاتصال الاجتماعي سهل عليهم هذه المهمة وجعلها في متناول السمع والبصر، فيكفيه أن يضغط على زر «نشر أومشاركة» حتى ينتشر الخبر وتنتشر الصورة كما تنتشر النار في الهشيم وماعلى المتلقي إلا القيام بالأمر نفسه لتزيد مساحة المغردين في غير بقعة ليس في الوسط المحلي وحسب، بل على الصعيد العالمي، باعتبار أن العالم بات كما يقولون «قرية صغيرة» وذلك دون أي رادع من ضمير، أو وازع من أخلاق. والمشكلة أن المغردين على تلك الصفحات الزرقاء وألوانها الأخرى في غالبيتهم، لايكلفون أنفسهم عناء البحث عن حقيقة ماينشر، بل يجدونها فرصة لقضاء وقت في التسلية ومادة دسمة للتداول وخصوصا إذا كانت تخص شخصية اعتبارية «فنية، أدبية، أو تحتل مكانة إدارية حساسة» ويظهرون مهاراتهم المزيفة في التعبير عن مواطنتهم وحرصهم الشديد على المصلحة العامة، وخوفهم وقلقهم من هذه الشخصيات على مستقبل الوطن وسلامته. وكأنهم في تصرفهم هذا ينصبون من أنفسهم قضاة يحاكمون الآخرين على أخطائهم وعثراتهم، فهلا نظروا إلى أنفسهم كم من العفن يسكنها وكم من الأحقاد تملأ جنبات أرواحهم، أليس الأجدى لهم أن يبحثوا عن علاجات لأمراضهم النفسية والعودة إلى مصالحة الذات والعمل على نشر الفضيلة والقيم وقبول الآخر؟! والسؤال الذي يطرح نفسه: هل انتهت مهماتنا جميعها واكتملت، حتى ننشغل في التنقيب عن أخطاء الغير وهفواتهم، أم هي ثقافة جديدة باتت تطفو على السطح، في وقت نحن أحوج مانكون إلى التعاون والتسامح وغض الطرف عن تلك الهفوات والعثرات، وربما كان النقد البناء الفاعل خير بديل عن تلك الثقافة الهدامة. فلنكن كالنحلة التي تقف على عبق الزهور، وليس كالذباب يسعى بين ثنايا القبح والبشاعة. |
|