تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أوروبا التائهة في سراديب التاريخ..؟!

خَطٌ على الورق
الثلاثاء 2-12-2014
أســــــــــعد عبـــــــــود

لولا العامل الاسرائيلي في الحسابات الغربية التي تحكم هذا الشرق و تتحكم فيه، لكانت أميركا و ليست أوروبا صديقة شعوب المنطقة. أعرف الأثر الامبريالي الهائل في تأثيره على المواقف الأميركية، و دوره في رسم سياستها، لكن:

أولاً – ليست أميركا وحدها صاحبة النهج الامبريالي في العالم. و إن جئنا الحق، أوروبا أكثر اعتماداً لهذا النهج، و اكثر ولوغاً فيه عبر التاريخ. ولا يمكن أن ننفي أن الولايات المتحدة ولدت أصلاً كرد ثوري على الامبريالية الاوربية، و ساهمت في ثورتها 1776 بالتوجه الاوربي نحو الثورة البورجوازية الحديثة ممثلة بالثورة الفرنسية.‏

ثانياً – ليست أميركا وحدها التي تهدر الحق العربي في فلسطين و غير فلسطين... أوروبا أكثر منها هدراً للحقوق العربية... بل هي التي رسمت كوارث ضياع الحقوق العربية في التاريخ الحديث... فلسطين... اسكندرون... واقع الخليج العربي... سبتة ومليلة باسبانيا... الخ...‏

أصارحكم... بودي أن أتوقف عن الحديث كعربي ! أنا سوري... سوري و فقط... لا أتنازل عن الدفاع عن الحقوق العربية... لكن... أنا سوري و الجولان اسكندرون أولاً في هذه الحقوق و هو ما يجب ألا ينسى مهما بدا الحلم بعيد المنال.‏

يا أخي لا تظلمني بسرعة... تصور أن راعي جمال ينتج الوقود... كحمدان آل ثاني... يخرج سورية من جامعة الدول العربية !!! ويوم كدت أتناسي سمعت عن لجنة ميمونة ستتوجه إلى دول العالم لتستقطبها من أجل اصدار قرار لمجلس الأمن لتحديد زمن لقيام دولة فلسطينية... بغض النظر عن أي موقف لي من هذه الحكاية... تصور أنهم لهذه المهمة اختاروا الأردن بحكم كونه عضواً في مجلس الأمن و الكويت و موريتانيا !!... مع الاحترام للجميع ألا يشعركم هذا الترتيب ببؤس ما هم ينوون فعله ؟!.‏

يوم نووا على سورية نياتهم السيئة اجتمعوا شيباً و شباناً... من افريقيا و من آسيا و من خليج النحس... غبروا في الميدان.. غربوا و شرقوا... وصلوا بها الأمم المتحدة... ومعهم جامعتهم العاجزة أبد الدهر و أمينها الإمعة برواتبه الخليجية... فما بالهم اليوم...؟! أما زالوا منشغلين بالتآمر على سورية ؟؟!!.‏

أنا كسوري أحاول أن أجمع ما قدمته أوروبا لي منذ كنت شريكاً بالحلم العربي مع محمد علي باشا في القرن التاسع عشر، ثم مع الشريف حسين بن علي في بدايات القرن العشرين... ثم مع جمال عبد الناصر في أواسط هذا القرن... طبعاً غير ناس مآثر الحروب الصليبية الأوروبية الاستعمارية بامتياز دون أي علاقة للصليب... وانتهاء بما يحصل اليوم في سورية و المنطقة !! و رغم اليد الأميركية دعماً لإسرائيل في كل ما يجري هو أوروبي بالدرجة الأولى.‏

أوروبا التي كلما نظرنا إليه كحاملة شمعة لإنارة الشرق، هبت من عندها رياح كراهية و نفاق أطفأت الشمعة. كنفاقها من حيث أنها إنما هي بصدد دعم الربيع العربي ليس إلا... أو أنها تتخذ اجراءات لمكافحة الارهاب تتمثل بسحب الجنسية من ارهابييها و منعهم من العودة إلى ديارها كي يستقتلوا في حربهم علينا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية