تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


آخر من يحق له الكلام..!

نافذة على حدث
الاثنين 20-1-2020
عبد الحليم سعود

انسجاما مع الإرادة الصهيونية المتحكمة بآليات صنع القرار الغربي، انزلقت بريطانيا مرة أخرى إلى حضيض السياسة الدولية في التعاطي مع قضية الإرهاب عبر لصق هذه التهمة الرخيصة والجاهزة بحق المقاومة الوطنية اللبنانية،

حيث حذت وزارة الخزانة البريطانية حذو نظيرتها الأميركية والأدوات الخليجية الصاغرة، بتصنيف حزب الله العربي المقاوم للاحتلال الصهيوني البغيض والمحارب للإرهاب التكفيري المدعوم أميركيا ضمن لوائح الإرهاب، وقررت ــ على ما أعلنت ــ تجميد أرصدة الحزب في البنوك البريطانية.‏

من المثير للسخرية أن تتحول دولة «عظمى» مثل بريطانيا إلى إمعة دولية تابعة، تقوم بتنفيذ التعليمات الموجهة إليها من واشنطن والكيان الصهيوني دون أي مبرر أو مسوغ قانوني، فالحزب لم يسبق له أن قام بأي عمل يضر بالمصالح البريطانية أو دخل في أي خصومة مع الشعب البريطاني الذي تقوده حالياً حكومة المأفون بوريس جونسون، عدا عن كون الحزب قد حارب الإرهاب الذي دخلت بريطانيا في تحالف مزعوم على نية محاربته في كل المنطقة، والمستهجن أن القرار تجاهل «بغباء» حقيقة أن الحزب يملك قاعدة شعبية عريضة وله ممثلون في البرلمان والحكومة اللبنانيتين، وهما مؤسستان لبنانيتان تعترف بهما لندن وتقيم معهما علاقات دبلوماسية..!‏

لا أحد يجهل الخلفية الحاقدة التي مهدت لهذا القرار البريطاني الظالم الذي جاء من نفس بيئة وعد بلفور المشؤوم، وهو يأتي اليوم في سياق الحملة الغربية المسعورة على كل من يقاوم السرطان الصهيوني الخبيث أو يعترض على محاولات الهيمنة الغربية في المنطقة، ولو عدنا بالذاكرة قليلا للوراء سنجد أن بريطانيا مسؤولة مباشرة عن ولادة ثلاث منظمات أو كيانات إرهابية عانت من شرورها المنطقة ولا سيما الكيان الصهيوني والإخوان المسلمين والوهابية السعودية، وعلى هذا الأساس بريطانيا هي آخر من يحق له الكلام..!‏

غير أن القرار البريطاني في ذاته هو محاولة يائسة وبائسة وعبثية للحد من دور الحزب الاستراتيجي في كل المنطقة، فالحزب لا يملك أرصدة مالية لا في بريطانيا ولا في غيرها، وكل رصيده انتماؤه لشعبه وقضايا وطنه، لذلك لن يكون للقرار أي تداعيات بخصوص قوة الحزب ودوره وحضوره في الساحة، ولهذا لن يخرج عن كونه مجرد حبر فاسد على ورقة محروقة..!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية