تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بحثاً عن لغة مشتركة

حدث وتعليق
الثلاثاء 2-12-2014
أمين الدريوسي

رغم خطاب فرنسا التحريضي العالي السقف، ورغم دولارات وريالات آل سعود وآل ثاني ودور هؤلاء التخريبي، فبوابة حضور كلّ نتائج التحضير والتحريض الفرنسي والسعودي والقطري ومعهما كلّ إرهابيي العالم لقلب الموازين في سورية كانت وما زالت في تركيا.

ونظراً للدور التركي العابث في المنطقة والساعي بوضوح لاستغفال الآخرين.. فإن الزيارة تحمل في طياتها الطابع السياسي وأوراق حل لأزمات تعصف في المنطقة برمتها.‏

إذاً كلما حل برد الشتاء، يتحرك القيصر الروسي بحنكته وبداهته السياسية، وبنقلة لاعب محترف على رقعة الشطرنج السياسي، بهدف تغيير الموازين على الأرض بعد أن يرمي حجراً من حجارته في قلب معسكرات الخصم، وتركيا رغم علاقاتها الاقتصادية القوية مع روسيا تبقى على خصومة سياسية مع روسيا ولاسيما في الملفات العالقة كسورية وأوكرانيا.‏

وهكذا يكون بويتن قد وجّه، رسالة واضحة إلى الغرب وحلفائه بأنه لن يتخلى عن سورية، وأن موسكو ستواصل دعم السوريين لتحقيق السلام، مع تحميله الدول الغربية مسؤولية تواصل الحرب عبر الرهان على التنظيمات الإرهابية ومنها داعش، ومن هنا تأتي زيارة الرئيس بوتين إلى تركيا لتكمل سلسلة من التحركات التي كانت موسكو مركزاً لها، وقام بها عدد من أصحاب العلاقة بالشأن السوري مثل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا.‏

وبالتالي لم يعد قابلا للنقاش في القاموس الروسي مخطط استهداف سورية، ولا المشروع الاستعماري لإحياء ما سمي بالشرق الأوسط الجديد بعد احتلال العراق، ومضمونه الفعلي تدمير قوى المقاومة وكسر إرادتها وبسط الهيمنة الاستعمارية على المنطقة لجعل إسرائيل دولة مهيمنة على كيانات ضعيفة تخضع لنفوذها وشروطها.‏

daryoussi@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية