|
صفحة أولى على غرار تجربتها في أفغانستان في الثمانينات، كما كشفت عنه «الواشنطن بوست» الأميركية يمثل «تخريجة» جديدة و مغامرة أخرى تريد واشنطن من ورائها تثبيت أقدامها في المنطقة، ولكن مع تعديل بسيط يتمثل بتطبيق ما أسمتها «خطة الفرز» على إرهابييها الجدد في المنطقة لضمان عدم انقلابهم عليها كما حصل مع صنيعتيها من إرهابيي «القاعدة» وحركة طالبان في أفغانستان. آل سعود أول المهللين للخطة الأميركية، فهم المتلهفون لتدمير الدول العربية واحدة تلو الأخرى، فهذا متعب اللاهث وراء الحصول على «الختم» الأميركي لتوريثه الحكم، يثني على جهود إدارة أوباما الحثيثة لتسريع وتيرة تدريب وتسليح الإرهابيين المصنفين «بمعارضة معتدلة»، ويجهد نفسه بالتذاكي لمحاولة تبييض صفحة سيده في البيت الأبيض ،والإدعاء بأنه يسعى جاهدا لمحاربة الإرهاب!، وهو يعلم بأن بلاده على قائمة المواقع الأربعة التي حددها الجيش الأميركي للإشراف على برنامج تدريب الإرهابيين وفقا للخطة،التي تسعى من ورائها إدارة أوباما للمضي باستهداف الشعب السوري، واستنزاف قدراته. الخطط الأميركية الجديدة لاستهداف سورية من خلال إعادة استنساخ مجموعات إرهابية تحت مسمى «معارضة معتدلة»،لا ينفصل عن المحاولات الأميركية والصهيونية الحثيثة لتصفية القضية الفلسطينية بدعم سعودي منقطع النظير، ولا سيما أن آل سعود مجندون اليوم لهذا الغرض، ولعل نتنياهو الذي قال بأن تحقيق السلام مع الفلسطينيين يستوجب اعتراف القيادة الفلسطينية بإسرائيل « دولة قومية للشعب اليهودي»، ربما لم يكن يتوقع أن يسبقه ملك الرمال في الترويج لذاك الطرح، ولكن تأكيد علي النعيمي وزير نفط آل سعود على أن بلاده ستبيع النفط لإسرائيل، واستشهاده خلال مؤتمر «أوبك» في فيينا بقول ولي نعمته بأن «الدولة اليهودية» من الدول التي يجب إقامة علاقات جيدة معها، يزيل كل لبس قد يعتري نتنياهو أو غيره. نشوة نتنياهو ستزداد أيضا..فمشيخات الخليج ستطلق قيادة عسكرية مشتركة جديدة مركزها السعودية، لمواجهة تهديدات «الجهاديين» هذا ما بشر به وزير خارجية آل خليفة في البحرين، وتلك القوة سيكون قوامها مئات الآلاف من العناصر، منهم على الأقل مئة ألف سعودي، وهذا كفيل لجعل نتنياهو ينفش ريشه أكثر،لأنه يدرك مع غيره بأن تلك المشيخات هي المصدر الرئيسي للإرهابيين، والقوة المشتركة لن تكون لمواجهة الإرهابيين، وإنما لحمايتهم، أو ربما ستكون الذراع الخليجي الجديد لإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة برمتها.. ولا شيء مستبعد. |
|