|
موقع Alter info وهو من أصحاب نظرية الأصل غير العضوي للنفط. ويرى أن بريتش بتروليوم «بي بي » قد حفرت البئر التي انفجرت منصتها في نيسان الماضي، في ما يسمى «قناة هجرة النفط»، وبحسب أصحاب نظرية الأصل غير العضوي للنفط إن الآبار الواقعة على قناة هجرة يكون إنتاجها وفيراً جداً. واعتبر كتشروف أن انفجار منصة ديبواتر هورايزن يشكل خطراً على النفط الذي يتوالد في أعماق الكوكب ويهاجر نحو القشرة الأرضية. ويتفق كتشروف مع هيرا لايفر الباحثة في معهد العلوم البحرية في جامعة كاليفورنيا على أن النفط المتسرب قد يصل إلى أكثر من مئة ألف برميل يومياً. وضخامة التسرب في خليج المكسيك تدحض جلياً أسطورة «نهاية النفط» التي روجت لها شركات النفط ،زاعمة أن العالم يكاد ينضب منه النفط، وهي الأسطورة التي انتشرت في الأوساط القريبة من امبراطور النفط ديك تشيني «نائب الرئيس الأمريكي السابق»، بهدف رفع أسعار النفط حول العالم، وهو الأمر الذي عجزت عنه السياسة. وورد في تقرير للصحفي في قسم التحقيقات في واشنطن بوست، هويان مادسون، أن البيت الأبيض وبريتش بتروليوم «بي بي» يخفيان حقيقة ضخامة الكارثة النفطية في خليج المكسيك، ويعملان معاً على التقليل من مسؤولية (بي بي) عن الأضرار الكارثية، مستنداً في معلوماته إلى هيئة مهندسي الجيش، وهيئة حماية البيئة في فلوريدا. علماً أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وكوادر البيت الأبيض العليا إضافة إلى وزير الداخلية بالازار، يعملون مع مدير (بي بي)، توني هايوورد لوضع تشريع يحدد سقف مسؤولية الشركة بنحو عشرة مليارات دولار عن الأضرار التي تسببت بها الكارثة، على حين أن تقديرات مادسون جول تلك الأضرار تبين أن الكارثة تسببت بخسائر لا تقل عن ألف مليار دولار أي «بليون دولار» ، وهذا يتماشى مع تأكيدات كتشرورف أن التسرب إذا لم يتوقف سريعاً فسوف يدمر كل الساحل الأمريكي. علماً أن البيت الأبيض يعتم على حجم الكارثة، في حين أن خفر السواحل وخبراء هيئة المهندسين يعتبرون أنه إذا لم يتوقف التسرب خلال 90 يوماً فإن الأضرار لا يمكن إصلاحها في النظام البيئي البحري لخليج المكسيك . ويبدو بحسب مادسون أن ضخامة الكارثة دفعت أوباما إلى الطلب من وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو إصدار مرسوم يعلن التسرب النفطي «حالة أمن وطني» .ويرى مادسون أن حجب الصور الفضائية للتسرب يناقض مسألة الأمن الوطني . ويتحدث مادسون عن حالة تواطؤ جرمي بين المكتب السابق لديك تشيني في هاليبورتون، ومؤسسة الثروات الباطنية MMS التابعة لوزارة الداخلية التي لم تحذر من كوارث مشابهة يمكن أن تحدث في كل المنصات الأخرى حول العالم والبالغة ثلاثين ألف منصة تستخدم تقانة الإغلاق نفسها التي تستخدمها (بي بي) في منصة هورايزون . ويعتبر أننا اليوم في صدد ما يمكن أن يشكل أكبر كارثة بيئية في التاريخ، ولاسيما أن التسرب قد يغطي شواطئ الأطلسي حتى كاليفورنيا شمالاً، ثم بحر الشمال وآيسلندا. ما يهدد الحياة البرية والبحرية ومصادر المياه العذبة بسبب المركبات السامة، حتى إن أوروبا ولاسيما انكلترا قد تلحق بها أضرار الكارثة. ويتحدث مادسون عن الصمت المطبق لمنظمات البيئة من أمثال «السلام الأخضر» و «منظمة حماية البيئة»، و«نادي سييرا» وغيرها. ويرجع هذا الصمت إلى أن هذه المنظمات تلقت حفنات من المال قدمتها شركات النفط لها، وخاصة (بي بي) التي تتظاهر بصداقتها للبيئة بما يتماشى مع شعارها « ماوراء النفط». وهكذا فإن المنظمات البيئية حصلت على هبات مالية من الشركة النفطية. فمنظمة «حماية الطبيعة» التي تعد أقوى المنظمات البيئية في العالم منحت مقعداً لشركة بريتش بتروليوم في مجلسها الدولي بعد أن قدمت لها أكثر من عشرة ملايين دولار في الأعوام الماضية، إضافة إلى أن أحد موظفي (بي بي) يعمل مديراً بالمجان لدى هذه المنظمة في آلاسكا. وفي مقال حديث في واشنطن بوست ورد أن مجموعة «الحفاظ على البيئة» تلقت من (بي بي) هبة بلغت مليوني دولار وعملت مع الشركة في عدة مشروعات، وبين عام 2000 و 2006 كان مدير شركة (بي بي) في هذه الفترة حائزاً كرسياً إدارياً في المجموعة البيئية. ويبدو أن المنظمات البيئية لن تحمل حلاً لتلك الكارثة، وتطالب بعض الجهات الأوساط العلمية الفيدرالية والدولية بالضغط من أجل وقف الكارثة، في الوقت الذي يبدو فيه أن ثمة من يريدها أن تستمر. والأسابيع القادمة ستثبت صحة ذلك . بقلم: وليام آنغداهي |
|